9 أبريل، 2024 11:16 ص
Search
Close this search box.

في الذكرى السادسة لتحرير الموصل

Facebook
Twitter
LinkedIn

تمر على محافظة نينوى الذكرى السادسة لتحريرها من تنظيم داعش، ست سنوات مرت على مدينة الموصل، ما زال الدمار والخراب يخيم على منطقتها القديمة وأغلب معالمها التاريخية العريقة، في ظل اعمار خجول لبعض بنيتها التحتية لا يرتقي بتأريخها وحضارتها.

في المدينة العتيقة تعرضت العديد من الدور والمحال التجارية في المنطقة القديمة وغيرها، الى الدمار والخراب بسبب الاعمال العسكرية والحربية لدحر تنظيم داعش، أكثر من سبعين الف عائلة موصلية تقدمت بطلب التعويض وفق قرار الحكومة المركزية لتعويض المتضررين، صودقت وسلمت استحقاقات عدد قليل منها ونعدها، خجولة نسبة الى محافظات اخرى مثل الأنبار وديالى إذا ما قارنا حجم الدمار الهائل في نينوى ونسبة سكانها بباقي المحافظات العراقية.

من جهته قال مدير صندوق اعمار العراق سعد أمين الفيصل في تصريح صحفي” طالبتُ دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بإجراء دراسة مفصلة لحجم الدمار في المحافظات المحررة، إذ تعتبر نينوى الأكثر تضرراً، سنحاول أن تكون التخصيصات بحجم الضرر الذي لحق فيها”.

من جهته يقول الحاج شاكر الكلاك من المنطقة القديمة: إن أهالي المنطقة القديمة الأصليين والذين تدمرت دورهم ومحالهم مازالوا يمكثون في بيوت مؤجرة ويعانون من الغربة وفقدان احد افراد العائلة، رغم أن البعض منهم تسلم مبالغ التعويض التي لاتسمن ولا تغني من جوع.

ويضيف احد موظفي لجنة التعويضات الفرعية في الموصل طالباً عدم ذكر اسمه” البعض من المتضررين تضرر داره أو ما يملك تضرراً بسيطاً، رغم أن بعضهم لا يمتلكون سنداتً سكنية اصلية والبعض الآخر، اراضٍ زراعية، تم تعويضهم بمبالغ مالية تصل لأكثر من مئة مليون دينار عراقي بدعم النواب والمسؤولين والمتنفذين وزيارة لجنة التعويضات المركزية في العاصمة بغداد، إذ حصلت احدى النائبات عن نينوى سابقاً على تعويض بمبلغ أكثر من 17 عشر مليون دينار عن تكسر بعض زجاج منزلها الفاخر في حي سكني فخم، بينما مئات الدور الصغيرة في المنطقة القديمة التي دمرت بالكامل وقتل أصحابها ما زال من بقى منهم يكافح لإنجاز معاملته التي خصص لها مبلغ زهيد يقدر بمليون او مليوني دينار، وبعضهم لم تكتمل معاملته لحد الان.

ويذكر أن مجلس الوزراء قرر تشكيل لجنة لإعمار مدينة الموصل برئاسة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وعضوية عدد مهم من الوزراء، وافتتحت اللجنة مقراً لها في مدينة الموصل قبل عامين، وأعلن المشرف على عملها أنها ستأخذ برأي شخصيات موصلية وخبرات هندسية وفنية عند اتخاذها لقرارات الاعمار في المنطقة القديمة.

أجرت اللجنة بأشراف مديرها التنفيذي في الموصل الحقوقي عبد القادر الدخيل، عدة لقاءات مع ممثلين عن المتضررين من المنطقة القديمة وخصص بحسب تصريحات محافظ نينوى ومدير بلدية الموصل أكثر من 60 مليار دينار لإعمار الواجهة النهرية وأكثر من 200 دار من المدمرة قبل سنتين، ولكن المشروع لم يرى النور لحد الان، ويعزو المسؤولون عن ذلك الى إحالة مشروع الدراسة والتصاميم الى أحدى الجامعات العراقية في العاصمة بغداد التي لم تنهي اعمالها لحد اليوم رغم عقدها عدة اجتماعات مع الجهات المختصة وزيارة المنطقة القديمة.

ويضيف مختار المنطقة عزيز الشهواني أن عدداً ممن تقدموا بطلب التعويض لم يستطيعوا اثبات ملكية دورهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، ووضعهم المادي لايمكنهم من تحمل مصاريف المراجعات وتوكيل المحامين ما أضطرهم الى ترك طلب التعويض.

من جهته قال المواطن بشار محمود الذي يمتلك داراً تدمر في عمليات التحرير بمنطقة الميدان، إن المبالغ المخصصة من لجنة التعويضات لا تعين أصحاب الدور المدمرة على بناء غرفتين من الدار، وأضاف محمود أنه حضر عدة لقاءات مع المدير التنفيذي للجنة إعمار الموصل، عبد القادر الدخيل وبعض المهندسين لوضع فكرة عن كيفية إعادة الاعمار بصحبة وجهاء المنطقة منذ أكثر من عام قائلاً” ووعدونا بدراسة طلبات أهالي المنطقة القديمة من أجل الإسراع بعملية الاعمار، وجرى التكتيم على الموضوع ولا نعرف لماذا؟”.

اهالي مدينة الموصل والمنطقة القديمة خصوصاً باتوا، لا يثقون بتصاريح الكثير من المسؤولين، لاسيما بعد اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات المزمع عقدها في نهاية العام، والموصل القديمة تنتظر من ينتشلها ويعمرها من الخراب الذي حل بها، ولا يتلاعب بمشاعر اهالها، لاسيما بعد تزايد الوعود، وأصبح المواطن المسكين لا يدري من يصدق.
الحاجة نذيرة من أهالي منطقة القليعات في قديمة الموصل حدثتنا بالقول: دمر داري خلال عمليات التحرير وانا سيدة سبعينية مقعدة لايوجد لدي معيل والدار ملك لأبي المتوفي منذ عقود، ومنذ خمس سنوات وانا اراجع ويتطلب مني أن أحصل على شهادات وفاة للورثة وتصاريح امنية حتى للمتوفين ولم أتكمن من اكمال معاملة التعويض.

من جهته قال المحلل السياسي خالد الدبوني في تصريح حصري: نفتخر اليوم بذكرى يوم تحرير الموصل، رغم أنها لم تعد كما كانت قبل عام 2014، إذ مازالت البنى التحتية مدمرة ومنطقتها القديمة جاثمة على ضفة نهر دجلة، وتعاني القطاعات الصحية من الدمار في اغلب المستشفيات والمراكز الصحية، ومازال مرضى الأورام السرطانية يذهبون الى خارج العراق او باقي المحافظات العراقية لتلقي العلاج، ومازال هناك العديد من المدارس المدمرة وبعض الطلبة يدرسون في مدارس كرفانية، ومازال مطارها مدمراً. محافظة نينوى تحتاج الى دعم واهتمام كبيرين واشراف لتنفيذ مشاريع اعمار البنى التحتية لكي تعود الى سابق عهدها.

 

للموصل عشق في قلوب مواطنيها لا ينتهي ولا ينضب، ويبقى يسري في عروقهم وتسير الايام وتمضي السنون على أمل ان تنهض من الدمار والخراب، والأمل الوحيد في ذلك هو ابناؤها جميعاً، إذ لا صناديق الاعمار الدولية ولا خطط التنمية الحكومية ولا مساعدات خليجية تعيدها الى الشموخ من جديد من دون أبنائها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب