23 ديسمبر، 2024 3:33 م

في الذكرى السادسة لاستشهاد القاضي الدكتور نعيم حسن العكيلي

في الذكرى السادسة لاستشهاد القاضي الدكتور نعيم حسن العكيلي

“بسم الله الرحمن الرحيم”
…”من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”
“صدق الله العظيم”
مرت ست سنين على استشهادك، فبأي الكلمات أخاطبك وبأي العبارات أنعاك؟
نبأٌ قد أدمى القلوب لسماعه، يا لها من فاجعةٍ كبرى اهتزت لها أرجاء الكون أجمعه
نبأٌ قد أذرفت العيون دماً لا دموعاً…
يا لها من خسارةٌ لا تعوض أبداً مهما طال الزمن ومرت الأيام
تباً لأيادٍ قذرة أقترفها حثالى الكون…
قاتل الله من كان سبباً لهذه الكارثة وهذا المصاب….
ماذا أقول لزوجتك الصابرة التي فجعها الظالمين بك وكنت أنت سندها ورفيقها وعامود بيتها ؟
ماذا أقول لأولادك الصابرين من كبيرهم كمال إلى صغيرهم محمد؟
ماذا أقول لأحفادك بدءاً من إحسان واحمد وانتهاءاً بمنار وأكرم الذين ارتسم الحزن والدموع في وجوههم ؟
ماذا أقول للبكائين حزنا عليك؟
ماذا أقول لإخوانك، أخواتك.. أهلك، محبيك، وجيرانك الذين فجعوا بك ؟ هل أصفُ عدلك المنصف ؟ فـأنت لم تعرف إلا بذلك… هل اذكر لهم تقربك إلى الله وحرصك على صلاتك وصيامك وقيام الليل؟
الكل يعرف إنك قتلت بعد أدائك صلاة الظهر محتسباً إلى الله سبحانه وتعالى فذهبت شهيدا إلى جنات الخلد… فهنيئاً لك ولمن سبقك ولمن يليك ومثواك الجنة ذلك الفوز العظيم( والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً لهم فيها أزواجٌ مطهرةٌ وندخلهم ظلاً ظليلا) مثوى قاتليك قعر جهنم فلا تفرحوا أيها القتلة الدمويين القذرين فأنتم الخاسرين وتباً وألف تباً لكم” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
ماذا أقول للقضاء العراقي الذي فقد ركنا من أركانه بفقد المع رئيس لمحكمة الجنايات؟
ماذا أقول لساحة القضاء التي فقدت قمرها الزاهر؟
ماذا أقول لزملائك القضاة وتلاميذك في ساحة تعلم العدل وإحقاق الحق؟
ماذا أقول لمنصة الجنايات التي طالما توسلت كي تترأسها؟
ماذا أقول لروح العدالة التي طالما حرصت على تطبيقها؟
ماذا أقول للمظلومين الذين كنت لهم عوناً وناصراً ؟
ماذا أقول لليتامى والمساكين الذين كنت لهم أباً وحاضناً؟
لم أكن أتصور يوما من الأيام إن العراق سيخسر مثل هذا الأب المعطاء… يا أبي لقد تركت في قلبي غصةً ولوعة…
قلبي سوف لن ولم ينسى ذكرك وطيفك ما دمتً حياً ولا حياة لي بعدك… سأكون جسداً بلا روح…
أبي فقدانك جرحٌ أدمى قلبي ولن يندمل ابدًا، ستبقى روحك ترفرف وتلاحق قاتليك ما دمت شهيداً تسكن فسيح جنات ربك وتنعم من قطوف جناته…
لم تتخلَ عن إيمانك وحلمك حتى في لحظاتك الأخيرة فالمشقة تأخذها لنفسك..والعون والنصرة والمحبة تمنحها لغيرك من القريبين والبعيدين فقد ولدت لخدمة الآخرين وسهرت على تطبيق العدالة ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف ولم تأخذك في الحق لومة لائم رغم كل الصعاب….
هكذا عرفت أنت باحترامك للصغير قبل الكبير والفقير قبل الغني.
هكذا عرفت بتواضعك المتناهي وحَسن الخلق والخلق مستمد ذلك من نبيك العظيم محمد (صلى الله عليه واله وسلم).
سنستلهم من صبرك وشهادتك ووفائك وعدلك وحلمك درسا في المواصلة والمثابرة والبقاء على العهد إلى أن يمنحنا الله إحدى الحسنيين أما النصر أو الشهادة..
فنم قرير العين فشعبك واهلك سيواصلون الدرب ليحققوا أحلامك وأحلام اهلك وشعبك. وثق بأن المجرمين القتلة لن يهربوا بفعلتهم الجبانة الغادرة. فسينال شعبنا من القتلة المأجورين الذين اغتالوك لتمتليء بهم جهنم وبئس المصير..وانعم أنت بالجنان الخالدات في عليين بجوار النبيين والأئمة والصالحين وحسن أولئك رفيقا..
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
((يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)).