(1)
مرت يوم 10 حزيران الجاري الذكرى الثالثة الاليمة لسقوط الموصل
ففي مثل ذلك اليوم الاسود انهار نظام الفساد والتعفن الطائفي -العرقي الذي صنعه الاحتلال, في الموصل واستمر الانهيار الى شمال بغداد..
وعلى الرغم من مرور تلك السنوات العجاف فانه لم يحاكم احد بسبب تلك الهزيمة المروعة والمتهم فيها النظام السياسي كله باركانه ودستوره واحزابه الفاعلة واداوته من القادة العسكريين الفاشلين الفاسدين الذين صنعوا ظاهرة الفضائيين وسرقة الوقود والارزاق والعتاد بل والتامر احيانا مع الارهاب ذاته.
والمتهم الاخر هو القادة السياسيين في تلك المناطق الذين تسلموا الامن وانتخبوا قيادات الشرطة المتامرة معهم وفي كل مرة يبدا الانهيار من الشرطة المحلية التي ضخموها على حساب النوع وعلى حساب الفرق العسكرية الفاعلة.
والمتهم الاساسي الاخر هو برزاني والاحزاب الكردية التي تامرت مع داعش وضربت الجيش من الخلف لتستولي على اسلحته وعتاده ومن رفض تسليم سلاحه قتلوه في كل مكان والادلة والشهود كثر.. وقد صمتت طغمة الخيانة عن الاكراد لانهم خونة مثلهم.
(2)
لقد حدث الانهيار نتيجة عوامل كثيرة اهمها :
– اخراج القوات الامريكية دون ان يكون النظام قادرا على حماية العراق.
-اغراق القوات ومفاصلها الحيوية بالجهلاء بصفة دمج المليشيات وبرتب عالية وفي مفاصل خطيرة.
-اغراق القوات بالبيشمركة او الاكراد العاديين وبعضهم حتما من المرتبطين بجهات خطيرة خارجية وفي مناصب خطيرة منها قائدا فرقتين وقادة وحدات كثيرة وقيادات القوة الجوية والادارة والاستخبارات ورئيس اركان الجيش وقد ترك هولاء وحداتهم الميدانية (في مواقع القتال) مع مقراتهم باوامر من برزاني فعمت الفوضى, ومن جانب اخر لم تكن هناك خطط ولازالت للتعامل مع هولاء عند حالات الطواريء والاستخبارات مسؤولة عن عدم ووجود تلك الخطة
– تغلغل الاحزاب المتامرة في اجهزة الجيش والشرطة.
– فساد الطبقة السياسية الحاكمة وفساد اغلب قيادات الجيش ومفاصله.
-الدستور الملغم الذي صنعته العمائم والشراويل والموساد.
-انتهاء ولاية الحكومة السابقة ودخول البلاد في فراغ دستوري.
– سيطرة رجال مدنيين مزدوجي الجنسية على الاغلب على الاجهزة الامنية – امعات- لاكفاءة ولاوطنية ولااخلاص لهم بحيث انهم تركوا مواقعهم الرسمية واختباوا ومنهم المالكي والمضمد عدنان الاسدي وزير الداخلية سعدون الدليمي وزير الدفاع.
– تقسيم الجيش الى فرق كردية وسنية وشيعية واصدار الاوامر الطائفية والعرقية لها بالفرار -حيث كان الجيش ومازال ياتمر باوامر قادة الحروب من امراء الحروب الطائفية والعرقية.
– ارسال الجيش الى مذبحة الفلوجة في نهاية عام 2013 دون ان يكون مستعدا لها بسبب ضعف التدريب والقيادة والدعم مما ادى الى استنزاف مريع تم استغلاله لاسقاط الموصل.
– عداء برزاني التاريخي للعراق واشتراكه في المؤامرة عبر التنسيق مع داعش بضرب الجيش واحتلال مناطق واسعة من العراق في كركوك ومحافظتي صلاح الدين وديالى والموصل.
-تمسك المالكي بالولاية لثالثة ودخول البلاد فراغا دستوريا لم يعلمنا دستورهم كيف يمكن التعامل معه.
-عدم وجود قوة جوية انذاك ومازالت تلك القوة الجوية ضعيفة جدا يسيطر عليها الاكراد المتامرون.
-عدم وجود استخبارات فعالة بسبب سيطرة الاحزاب والفساد والتامر.
-انعدام التخطيط وقابلية القيادة للطغمة الحاكمة وانعدام وجود الاحتياطي السوقي لها وكان يجب ان تكون تحت امرة القائد العام مالايقل عن ثلاث فرق مدرعة وسلاح جوي فعال لم يكن متوفرا, تحسبا لتطورات من هذا النوع.
– حرص المالكي على عدم ترصين الحدود العراقية-السورية او نشر منظومات امنية او اقامة سواتر وخنادق ورفض كل مشاريع تامين تلك الحدود.
-قيام المالكي بانشاء مليشيات خارج القانون وقبل معركة الموصل كانت عامل استفزاز لمناطق الغربية.
-ارتكاب القوات الامنية اخطاءا متعمدة باعتقال الابرياء واخذ الخاوات منهم وترك الارهابيين في المناطق الغربية وقيام قادة امنيين بالتجارة مع داعش من النفط المنهوب من الانابيب.
-ضعف الدعم اللوجستي بشكل خطير وضعف الادارة والتخطيط والتدريب والالتزام بسبب عدم تطبيق القوانين العسكرية النافذه وعدم وجود صناعة عسكرية ترفد البلاد بما تحتاجه.
(3)
وقد صمدت القوات صمود الابطال في كل مكان كان يمكن فيه المقاومة… كما في قاعدة سبايكر ومصفى بيجي وقاعدة الاسد وقاعدة الحبانية واثبتت القواعد الجوية بسالة منقطعة النظير على الرغم من الدعم المحدود الذي تلقته, وبدلا من توسيع القواعد الجوية وترصين دفاعاتها كدرس من معركة سقوط الموصل فان الامعات من السياسيين يعملون لتقويض تلك القواعد وتحويلها الى مطارات مدنية.
وعلى الرغم من الدور الاساسي للفرقة المدرعة التاسعة فانهم وبعد ثلاث سنوات لم يشكلوا فرقة جديدة او فرقتين اخريتين لانهم عملاء يحسبون حاجات برزاني ودول الجوار.
لقد فرضوا على الجيش دور المفتشين في السيطرات والحامين للزيارات الدينية وللانتخابات التي تاتي بهم للسلطة هاملين التدريب التعبوي والسوقي.
واهملوا ومازالوا اعادة الصناعة العسكرية والبحوث الدفاعية والتكنولوجيا الحديثة للامن والدفاع والاختيار الكفوء لعناصر القوات المسلحة جسديا ومعنويا وعلميا وفكريا.
(4)
وقد بدا العبادي حرب تحرير الموصل نهاية العام الماضي مدعيا بانها ستنتهي نهاية نفس العام في اثبات اخر على ان هولاء المدنيين انما تحدو بهم طموحاتهم السياسية على حساب الوقائع فيما صرح بان السلاح لدى القوات اقل مما كان عند السقوط!!!- وبالتالي فالرجل يقدم الشباب طعما لحرب تحريره بسبب عدم قدرته على توفير السلاح الفاعل لهم ولكنه قادر على توفير المليارات للنهب من خلال مزادات العملة وفساد النظام والقروض الخارجية …
الجريمة المروعة الاخرى هي عدم تصفية الارهابيين وتركهم في سجون مكيفة مع خدمات درجة اولى ليتم اطلاق سراحهم او فرارهم كما حصل في الفرار الكبير من سجن ابو غريب عام 2013 الذي ادى لسقوط الفلوجة والموصل من بعد…
ان انعدام الكفاءة لهم قد راح ضحيتها شعبنا باسره وخيرة قواتنا المسلحة الباسلة المقاتلة.
لابل ان اطرافا حاكمة تمتلك مليشيات منفلتة تبشر بحروب جديدة في المنطقة نيابة عن دول اخرى يكون وقودها شعب العراق وقواته المسلحة.
(5)
في مثل هذا اليوم مساءا قبل ثلاث سنوات خرج اثيل النجيفي ليلا على الفضائيات وقال:
لقد سقطت الموصل بالكامل وان داعش تعامل الناس بكياسة.!!!..
كل بور المقاومة انهارت بعد تصريحه هذا.
وكل من كان يقاتل من اهل الموصل خشية اجرام داعش فر من مواقعه او استسلم لها.
مازال اثيل حرا طليقا بل انه استجلب الاتراك مع برزاني ليدرب قوات تحرير نينوى لم تشترك للان باي عمل للتحرير!!!.
وغايتها كانت حمايته من عقاب الشعب والدولة ان كان هناك عقاب لامثاله.
ومازال الاخوان نجيفي هم احد اركان الفتنة والهزيمة مع الاطراف الشيعية المسؤولة والحزبين الكرديين.
وهم يهيئون الاجواء لعودة نفس الظروف ماقبل سقوط الموصل.
ومن ذلك اعادة وزير الداخلية البدري عشرات الالوف من الشرطة في نينوى والانبار للخدمة – من الفارين!!!.
بدلا من ان يشكل بتلك الاموال فرقا مدرعة او الية!!!.
بس خاف وجود جيش قوي يعني بقاء وحدة العراق وتهديد لبرزاني وايران والكويت وهذا خط احمرشيعي كردي سني!!!
وكانك يابو زيد او ياساعدي ماغزيت.