23 ديسمبر، 2024 2:53 م

“في الدين” .. ممارسة الطقوس الدينيّة عند الأضرحة شيء وممارستها عند بيت الله شيء آخر … – 1

“في الدين” .. ممارسة الطقوس الدينيّة عند الأضرحة شيء وممارستها عند بيت الله شيء آخر … – 1

لا أريد التحدّث في الدين بشكله الطقوسي الطائفيّ ولا أبغي الانحياز إليه على خلفيّة أعتبرها ماضويّة شخصيّة موروثة بالية وفاسدة لم تبق من تعاليم الدين نفسه سوى العاطفة تجمعني وإيّاه سرعان ما استفيق على الواقع قبل أن تجرفني تيّارات الماضي مخافة أن “أتمنغل”عقليّاً لست أنا وحدي بل تشمل كلّ الأطراف المنحازة مع أنّ الكثير منهم تعوّد على تعاطي فسادها فلم يعد يستشعر روائحها الملوّثة على جهازه التنفّسي الزمني لذلك تأخّر الجميع عن الانقراض حتّى حين بسبب التعوّد في الاستنشاق الطقوسي وعمليّة الاستغراق فيها  والتفاعل معها والّتي لا أحبّ التحدّث عنها لتفاهتها ؛ بالدرجة الأولى ابتدأت خلافاتها بين “طرفين” قبل أن تنتقل إلى خلافات بين أطراف ؛ بسيطة لا تعدو النقاشات في خلافاتها “الفرفشة” أو المسامرة أوّل الأمر ما أن تحوّل “الشيعة” من حزب سياسي وهو الأصل , إلى “مذهبي” وهي مرحلة “العناد” لا فوارق كثيرة بينهم أيّام ما كان التشيّع أشبه بحزب سياسي لم يتحوّل إلى شيء أشبه بالمذهب ؛ سوى “الأحقّيّة بالخلافة” وأيّهما يجب أن يكون “خير خلفٍ لخيرِ سلف” لتحتدم تدريجيّاً تلك الخلافات وتتطوّر مع مرور القرون والحِقب تحوّلت إلى مدوّنات وكتب لكلا الطرفين ملأت خزائن المكتبات في العالم الإسلامي حتّى أنّ أيّ مفسّر للقرآن أو مؤلّف في فقه أو الخائض في العلوم على أشكالها دائما ما يضعون في بالهم عند التأليف أو التفسير أو التفقّه في الحساب أو في الجبر أو في باقي العلوم بحسب تصوّري ؛ الطرف الآخر حاضراً في باله  دائماً وهو يؤلّف “شيعي كان أم سنّيّ” ! حتّى لو كان يؤلّف في الدوندرمة ! لربّما كانت تلك هي سبب إثراء المكتبة الإسلاميّة آنذاك ! لم لا .. لو نطق التاريخ .. وما وصلنا منها إلاّ النزر اليسير , بسبب وجود “الشيعة” , أو “السنّة” , تتسارع المؤلّفات مع ازدياد الخلاف بينهم ! .. أحيانا أقول في سرّي الحمد لله أغرقها هولاكوا ! “ربّك يسلّط ناس على ناس كما يقول العراقيّون أو ربّك يسلّط أبدان على أبدان كما يقول المصريّون” حتّى استقرّت تلك الخلافات المحتدمة في نفوس كلا الطرفين في “عصور الظلام والتبعيّة والتخلّف وانسداد الآفاق والتصوّرات “لربّما هي عصور مخاض للتخلّص من الدين نفسه بعد ركوده على هذه الخلافات”  وانغلاقها نهائيّاً على العمامة واللحية والمظهر الخارجي وانسحابها إلى الداخل الظنّي كعقيدة وفي مخالفة كلًّ منهما للآخر مخالفة قابلة للتخاصم الأبديّ أو القطيعة بإمكانها أن تصل حدّ الصراع الدمويّ ما أن تأجّجه اطراف مستفيدة يستغلّهم كلّ مستفيد باعتبارهم مجرّد أطفال بنظر المتربّصون المستفيدون رغم أنّ الطفل عقله قابل للنموّ ربّما يقصدون عقل الطفل المنغولي الّذي يطوّر ما هو عليه من دون أن يفكّر بما هو عليه ! .. لذا فبالإمكان استفزازهم بسرعة وهم  سريعو البكاء لأنّهم سريعو الغضب , بأيديهم وبشحمات أذانهم وحول أقدامهم وعلى جيدهم حلقات ومحابس وقلائد ذهبيّة لا يعرفون أو يدركون قيمها سوى أنّها تسلليهم بخرخشتها وببريقها !..
باعتقادي أنّ مثل هذه الأنماط “الصراعات المذهبيّة” الحاليّة على وجه التحديد ألمتداولة لحوادث الماضي تصلح فقط لذوي العقول المنغوليّة الراكدة وليست لأصحاب لعقول الناضجة والقابلة للاستخدام على الوجه الأكمل من الّتي بإمكان أصحابها التفكّر بها والتدبّر وعدم تركها خاملة تدخل المعلومات إليها وتخرج دون غربلة أو تمحيص وكأنّها لم تدخل إطلاقاً لا تعدو تلك الأدمغة بنظر أصحابها إلاّ مراكز توجيه للنزعات والرغبات وللغرائز لا مكان فيها لـ “الحياديّة” الّتي بإمكانهم بتحريضها لو تروّوا واخلصوا نيّة الهداية في الحصول عليها وانتزعوها من بين الموانع المتصلّبة بعد عمليّة تدبّر وتفكير مرهقة تجري تفاعلاتها بمعزل عن “التوريث” تأسّياً بالآية الكريمة : ( .. بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا ؛ أولوا كان آبائهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) .. فالأوّلون وبعد جهد جهيد وسنوات من العذاب والمطاردة والصعاب الجمّة وبعد أن نضجت عقولهم تركوا في النهاية ما ألفوا عليه آبائهم .. وهنا أسائل مع نفسي  ما بال هؤلاء المنغوليّ الفكر لا يتركون طائفيّتهم بالاجتهاد الفكري بدل الإهمال المهين لعقولهم الّتي خلقها الله لهم ليتدبّرو بها ويتفكّروا لا أن يطوّروا ما هم عليه ! أم أنّ الطائفيّة أو الطائفة أطول جذوراً وأعمق في النفوس المتخلّفة  من الدين ذاته ولا ينفع معها حتّى لو تمّ اقتلاع الدين بالقوّة من نفوسهم فستبقى الطائفيّة وارفة الضلال فيهم تورق باستمرارلأنّها هي الدين وما الإسلام إلاّ عنصر تحريض لازدهارها ! ..
 
إذاً .. فلبّ المشكلة اختلاف في التطقيس بين الطرفين ليس إلاً .. فقد فهمنا الطرف الأوّل من الّذين أسماهم الطرف الثاني بـ “السنّة” بعد أن لم يكونوا يطلقون على أنفسهم تلك التسمية طيلة قرون مضت فتداول “السنّة” التسمية هذه وهضموها “عِنداً” بالطرف الأوّل بعدما أنساهم التطرّف انّهم “مسلمون” وليسوا سنّة , ليس ذلك مقتصراً عليهم وحدهم وفي تلك الحقب الغابرة من السنين والأعوام بل في عصرنا الحالي دائماً ما يكون الطرف الخصم هو من يفرز طبيعة الانتماء المذهبي لخصمه الآخر بعدما أصبح التمايز الطائفي مطلب غربي في حاضرنا عوّدنا الضخّ الإعلامي اليومي المثير للفتن على أنّ الرئيس السوريّ بشّار الأسد مثلاً من الطائفة “العلويّة” يعني شيعي في حين أنّه علماني تعوّد على أن يكون كذلك منذ ولادته ولا يشتري “العلويّة” أو المذهبيّة بحذاء عتيق على الأخصّ أنّ والده “حافظ” هو الآخر رجل علماني عملي يستهجن الطقوس الدينيّة ويعتبرها من تخاريف الحاضر وما “تحوّله” من العلويّة إلى السنّيّة إلاّ مطلب سياسي مدوّن بدستور سوريا رئيس الجمهوريّة فيه “يجب أن يكون مسلماً سنّياً” يعني أنّ الرجل رحمه الله تسنّن وفق البلاهة العقليّة ومع كلّ ذلك لا زال المخرفّون من جماعات التكفير الإجراميّة من “السنّة” ينعتونه بالعلويّ أو بالنصيري! وقد سقط في يدي قبل عشر سنوات تقريباً “ملزمة” عندما كنت أرتاد أحد الجوامع في أوروبّا طلب منّي احد الملتحين قراءة ما فيها ولكن بحذر مخافة الشرطة !!! اطّلعت عليها وإذا بها مخصّصة بتلفيق القصص “البطوليّة” لبعض “الجهاديين” في أفغانستان و “وأبو عزّام ما أبو عزّام ومن هالسوالف التدجيليّة الساقطة” كانوا قد دخلوا سوريا خلسةً والتقوا بالسرّ جهاديّون سوريّون الخ خلاصة القول أنّ كل كلمة إلاّ وستجد الّتي تليها “نصيري” يقصدون حافظ الأسد ! الملزمة مليئة بقصص التخفّي عن السلطات النصيريّة وبالبطولات في التحدّي ! أعدت الملزمة تلك لصاحبها في المسجد أو لحاملها فرفض استلامها خائفاً بحجّة الملاطفة !  رميتها وسط المسجد وخرجت ! طبعا من سيطّلع على هذه السطور من بعض الشيعة سيفرح بما كتبت فلينتبه إلى نفسه فقد طافت في نفسه شيء من الطائفيّة ! مع كلّ الاعتذار للقارئ الكريم .. وكذلك صدّام حسين أو العقيد القذّافي استدرجهم هذا الإعلام الخبيث إلى حاضرنا هذا رغم مقتلهم ورغم ما عرف عنهم بالتهكّم والسخرية من ممارسات الطقوس الخاوية هذه في حياتهم وطالما اعتبروا ملحدين ومرتدّين من وجهة نظر الإعلام المحرّض ومن بينها “الجزيرة” و “24” و “الحرّة وغيرهن من فضائيّات بالعشرات , ولذلك أزاحوا الرئيسين حسني مبارك وزين العابدين ” ولاحقاً بوتفليقة  لبدء عمليّة تخدير الشعوب العربيّة وعمليّة تديينها  “الربيعيّة” بالطقوس وبذخ الأموال لأجل ذلك ..
 
فهمنا انّ “السنّة” طقوسيّون في الحجّ وغيره لم يضيفوا أو يبدلّوا أيّ شعيرة ويستهجنون “الشيعة” على محاولاتهم المستمرّة إضفاء طابعهم “الإمامي” على تلك الطقوس المتوارثة , كون “السنّة” منهجيّون ونصوصيّون وحَرفيّون بطبيعة استقرارهم كما أسلفنا في غير هذا المقال وبحكم تكاسلهم عن استخدام عقولهم في قضايا الفتيا وغيرها لحضور الطفوليّة المنغوليّة فيهم باستمرار أو لظروف العيش الصعبة في سنوات القحط أو في سنوات الابتزاز والتعرّض للغزوات .. الطرف “الشيعي” الّذي هو من أطلق على نفسه هذه التسمية السياسيّة الأصل “فانتحر” برصاصتها “عنداً” بالطرف الآخر ومتصلّباً بما يمارسه من طقوس عند الأضرحة وغيرها طيلة قرون المطاردة من قبل عسس “السنّة” وعيونهم , والّتي “يعتقد” بها هؤلاء المطاردون جزءً لا يتجزّأ من طقوس الحجّ باعتبار أصحابها امتداداً لصاحب الضريح “محمّد” ذو القبّة الخضراء الّتي لم تكن موجودة قبل بضعة قرون فوضعها الخلفاء الأتراك .. إي نعم “وضعها الاتراك وبلعها العرب “السنّة”  فتلقّفها الشيعة فاصطبغت بها أضرحتهم”  .. أو العكس بحسب رأيي !  ..  الشيعة هم أوّل من وضع القبّة على قبر الحسين في أواخر الدولة العبّاسيّة  ..  نعم  ..  فنحن لا يهمّنا من يحكمنا هندي تركي  برازيلي ألماني  “الآن يوجد عرب صاروا ألمان وأوروبيّون في انتماء عجيب غريب وفريد من نوعه لا يقلّ التصوّر المربك عنه عن فارسي أو بلوشي انتمى لعشائر ربيعة العربيّة مثلاً أو لقبائل بنو أديب والنعم منهم وأنا باعتقادي هو انتماء ألماني أو أوروبّي , حكومي , عند التجنّس!”  ولا مانع من هو الّذي نسلّمه رقابنا يفعل بها ما يحب ويشتهي لأنّنا قوم  “عرب جول”  نارنا ومضاربنا مشعولة ومفتوحة أربع وعشرين ساعة في الأربع وعشرون ساعة وفق نظام البانزين خانة  ..  لمً لا فكلاهما نار  ,  فتلك نار “حطبيّة” وهذه جافّة تمتلكها مضارب عمومتنا شركات شللّ وببّي وتوتال  ؛  نرحّب بالقادم ونهلّل له هلا هلا هلا  ..  يا هلا وكلّ الهلا بالضيف ضيف الله يا هلا شتريد أذبحلك اخُوي  ؟  ..   تريد أذبحلك واحد من جهالي لو تريد أذبحلك الحصان لو تريد تذبحني إلي  ..  فانعكست تلك التهاليل  “تهاليل أجداد السنّة والشيعة على السواء قبل أن يأتهم الإسلام  “فيفرّقهم”  ليصبح نصّ من نصوص القرآن الكريم فيما بعد هم في حقيقة الأمر لا يؤمنون به جميعهم : ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) يعني أفغاني قيريغستاني أوروغواوي روسي إسباني ألباني يأتي بلادنا يستلم الحكم فيها ببساطة ما دام مسلماً ! ؛ فطرف منهم يفضّل ابن السبيل  “خامنئي”  يسلّم له رقبته باعتباره وكيل الله والناطق الرسمي باسمه في تطابق نصّي منصوص عليه في  “قرآن فاطمة” ليدخل الجنّة بعد أن يمرّ بجهاز السونار “علي”  قسيم الجنّة والنار .. فيما الطرف الآخر لا يؤمن بنظيره أصلاً لممارسته الطقوسيّة الّتي لا تلائم ونصوصه المتوارثة عند الحجّ  ..  ولتكفيره كلّ من لا يؤمن بشخص غائب “أو سيولد فما بعد وفق المعتقد السلفي الّذي هو لبّ التسنّن”  كما لقّنهم بذلك من حيث لا يشعرون “لأنّهم منغوليّو العقول ولا يدركون وأغبياء ومهابيل كالّذي لقّنهم” ما أسموا أنفسهم بالشيعة , وهذا الشخص الغائب الّذي لن يأتي بعون الله الّذي لا يؤمن به لا الشيعة ولا السنّة إذ لو كانوا يؤمنون به حقّاً لكان حال العرب اليوم عال العال لا مهانون ومستعبدون ؛ أهانهم الله الّذي لا يؤمنون به , وأنا متأكّد كما ضوء الصباح أنّ المهدي لا ولن يأتي إلّا في منامات من شرب معه الشاي .. لِمَ لا يأتيه . . فبمجرّد مروره لمرّة واحدة عليه يشرب “ستكان الجاي” معه تفتح له أبواب خزائن  “الخُمس”  لستّة قرى دفعةً احدة من قرى منغوليّو الفكر فما بالك لو تناول معه كعك السيّد مع الجاي ! .. لذلك فهؤلاء الّذين سيتغدّا أحدهم يوماً ما مع رسول الله في الجنّة بعد أن يتريّق مع إبراهيم  وسيتناول الشاي وجبن العصريّة مع عمر وسيتعشى الكباب والبيرة وعرق هبهب مع عثمان “في الجنّة كلّ شيء مباح” , وسيتسحّر مع علي  وسيمارس الجنس مع الحور العين بين كلّ وجبة طعام .. هؤلاء “السنّة” بلعوها ثانيةً بخديعة ما من “الشيعة” فآمنوا بالظهور حتّى بالغوا فيه ومفتين في نفس الوقت : “من لا يؤمن بالمهدي خارج عن الملّة” ! .. يعني بصريح العبارة “السنّة” صناعة شيعيّة والسنّة لا يعلمون ! .. واسألوا “الهايس” الّذي حجّ لقبر خميني ما إن عبرت “الدبّابتين”  جسر السنك وتأكّد أنّ “صاحبنا” غادر بغداد وأنّ الأميركيين جادّون بعزله بالقوّة بإحضار المهدي أوّ إحظار وكيلاً عنه كبداية لتديين المنطقة لأنّهم يعلمون جيّداً منذ كانوا بعقل طفولي قابل للنموّ أنّ الإسلام عبارة عن طوائف متقاتلة فيما بينها ..