12 أبريل، 2024 8:12 م
Search
Close this search box.

في الخلاف السعودي الايراني

Facebook
Twitter
LinkedIn

راجت مؤخرا اخبار في بعض الوسائط عن مساعي غربية لتقريب وجهات النظر و عقد مصالحة بين السعودية وايران .. لذا من المفيد ان يتم تحرير الخلاف بين الدولتين؛ وتحرير الخلاف مصطلح يعني ان يتم التركيز علي اصل الخلاف وتنحية الطوارئ عليه وابعاد اﻷمور الثانوية التي يقحمعا من يسعون الي زيادة حطب نار الخلاف..
يعتقد الكثيرون ان سبب الخلاف بين اكبر دولة سنية “المملكة السعودية” واكبر دولة شيعية “إيران” هو الخلاف الديني المذهبي! لكن طالما ان اﻻختلاف المذهبي قديم قدم الدين اﻹسلامي نفسه “اذ كانت بدايته في سنة 36 للهجرة” فلماذا يتصاعد الخلاف اﻷن؟
ثم الم يكن اصل اﻻنقسام الاسلامي نفسه سياسيا حين تفرق الناس الي شيعة علي “كرم الله وجهه” وشيعة عثمان “رضي الله عنه” أي المطالبين بالقصاص لدم عثمان وعلي رأسهم معاوية “رضي الله عنه”؟ ثم بعد تعمق الفرقة السياسية بسبب الخلاف علي اﻹمارة والسلطة تم اضافة البعد الديني المذهبي للصراع؟!
ثم الا تقول السعودية نفسها بصوت خفيض ان الصراع ليس مذهبيا وذلك ﻷن نحو 30% من سكان السعودية من الشيعة وهي تخشي انتفاضتهم!
وحتي بفرضية كون الخلاف مذهبي لماذا ينعكس في صورة حروب وكالة في اليمن وسوريا والعراق وﻻ يقود لحرب مباشرة؟ ام هل هي السياسة ؟
لكن سياسيا ايضا ما من اختلاف بائن! فإيران “جمهورية اسلامية” والسعودية “مملكة اسلامية” ايران تجري انتخابات رئاسية وبرلمانية لكن انتخابات صورية موجهة ومسيطر عليها تماما واعلي سلطة روحية وتنفيذية في البلاد “أي المرشد” ﻻ ينتخبه الشعب بل يتم اختياره علي مستوي ضيق بين النخب المسيطرة لذا ﻻ فرق بين النظامين!
بل والنظامين يتفقان في كراهيتهما للتغيير الذي يعصف بالمنطقة ومعاداتهما للربيع العربي خوفا من انتقال عدوي التغيير الي الرياض و طهران ما لم يتم ايقافه، وقد أخذت الرياض علي عاتقها مسئولية “فرملة” ثورة الشعب اليمني ومساندة الرئيس صالح ونائبه من بعده عبد ربه منصور، وانخرطت في الصراع الأهلي الذي لم ينتج عن ثورة الشعب اليمني بقدر ما نتج عن تدخل الخليجيين في اليمن بقيادة السعودية؛ وتحجج الخليجيون بحماية جوارهم من التدخل الايراني وتلك مجرد حجة ضعيفة وفرية محضة،
وبالمقابل نشطت ايران في “فرملة” ثورة الشعب السوري ومساندة نظام الاسد البعثي الديكتاتوري بحجة حماية سوريا من الإرهابيين الجهاديين السلفين المسنودين من الدول الخليجية السنية وتلك ايضا حجة مردود عليها! وفي ظل التزييف لهذه المصالح السياسية والاوهام الذاتية للمتسلطين في الرياض وطهران يتم خداع الملاين من السنة والشيعة في المنطقة وتتم ايضا صناعة المواقف وتحول الاراء بين لحظة وأخري مثلما حدث لموقف حكومتنا في الخرطوم والتي تحولت في طرفة عين من محور ايران الي حلف السعودية بمجرد اشارة من الاصبع الصغير لملك الرياض.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب