18 ديسمبر، 2024 7:48 م

في الحرب على الإرهاب أيهما أكفأ … الإطروحة الفكرية أم الإطروحة العسكرية؟!

في الحرب على الإرهاب أيهما أكفأ … الإطروحة الفكرية أم الإطروحة العسكرية؟!

بتقدم وتطور الزمن تطور أنواع وأساليب الحروب بحسب النتائج التي تترتب على ضوء  النوع والإسلوب المستخدم في الحروب, فتحولت من حروب عسكرية مسلحة إلى حروب إستخباراتية والتي تعرف بالحروب الباردة والتي كان من ضمنها الحرب الفكرية والعقائدية وهذا النوع موجود من زمن بعيد لكنه يستخدم وقت الحاجة من قبل المتصيدين في الماء العكر ممن يريد أن يضرب الإسلام على وجه الخصوص…لذا نجد إن الإستخبارات الدولية التي تريد الهيمنة والسيطرة على دول أخرى أخذت تعتمد على إسلوب الحرب الفكرية والعقائدية حتى بدأ يسخدم مبدأ ” فرق تسد ” والذي استخدم فيه منهج زرع الفرقة والطائفية والمذهبية والعنصرية والقومية الأمر الذي يؤدي إلى زرع الخلاف بين أبناء هذا الدين وهذا البلد وبالتالي تنشب الحروب الداخلية وتحدث الفرقة والتشرذم الأمر الذي يفسح المجال أمام الدول المستعمرة بإستغلال هذا الموقف وتبدأ بالإحتلال تحت عنوان مد يد العون والمساعدة ….
أي إن الدول المستعمرة أخذت تجد في مسألة الترويج للأفكار والعقائد المنحرفة خير مطية لها في إستعمار وإحتلال البلدان بدون أي جهد عسكري مكلف من الناحية المادية والبشرية, وقد اعتمد في ذلك على ما موجود من أفكار وآراء منحرفة في الموروث الإسلامي ليسهل عليها مشروعها بصورة أكبر كونه له أصل وجذور سابقة وكذلك هناك من يؤمن ويعتقد به أما لقصور عقلي وذهني أو بسبب التغرير الإعلامي أو بسبب التعصب المذهبي الطائفي والعناد…
ومن هنا بدأت فكرة وجود التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وتنظيم داعش والتي على ضوئها بدأ ما يعرف بالحرب على الإرهاب والتي هي عبارة عن واجهة رسمية لمخططات إحتلال وهيمنة وسيطرة الدول الإستكبارية, وما يحصل الآن على أرض الواقع خير شاهد وبرهان على ذلك, لذلك فإن الحرب على الإرهاب هي حرب تفتقد لكل مقومات النصر كونها تفتقد لأهم جانب وعنصر وهو الحرب الفكرية, لذلك نجد إن الدول التي تدعي محاربة الإرهاب – وهذا عن قصد وعمد –  لا تستخدم إسلوب محاربة الفكر بالفكر لأنه يقضي تماماً على الذريعة التي تجعلهم يحتلون البلدان بعنوان الفاتحين والمنقذين من الإرهاب, لأنهم يعون جيداً إن الحرب الفكرية هي أشد وقعاً من الحرب العسكرية…
لأن الحرب الفكرية تقضي تماماً على المنبع والأصل والجذر للفكر المنحرف وتردم منبعه وتجففه وبالتالي لا توجد هناك تنظيمات جديدة ولا معتقدين ولا مؤمنين بهذا الفكر أو ذاك, بينما الحرب العسكرية فهي تقضي فقط على الأفراد وعلى الأشخاص وليس على المنبع وعلى الفكر وهذا ما يجعل المنبع الفكري سالماً ويستمر في رفد الناس بكل ما هو شاذ ومنحرف وبالتالي تستمر التنظيمات الإرهابية بالظهور والتجدد تحت عناوين ومسميات مختلفة لكن أصلها ومنبعها وفكرها واحد…
لذلك نرى إن ما يقوم به المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني من شنه حرباً فكرية ضد الفكر التيمي الداعشي من خلال سلسلة محاضرات وبحوث :
– وقفات مع … توحيد التيمية الجسمي الأسطوري.
– الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ).
هو من أجل : أولا ردم منبع التطرف والتكفير والإرهاب, وثانياً من أجل قطع الطريق على الدول المستعمرة والمحتلة التي تتخذ من التنظيمات الإرهابية ذريعة لها في إحتلال البلدان كالعراق وسوريا وغيرهما من بلدان عربية وإسلامية, أما ثالثاً وهو الأهم هو من أجل تبرئة الإسلام وتطهيره من تلك الأفكار والآراء المنحرفة التي شوهت صورته وجعلته يصبح دين قتل وإرهاب, وبإمكان أي شخص أن يطلع على تلك المحاضرات من خلال قنوات التواصل الإجتماعي التابعة لمرجعية السيد الصرخي الحسني على الفيس بوك وعلى اليوتيوب وعلى تويتر وعلى موقع المرجعية www.al-hasany.net  و www.al-hasany.com.