كانت مقالتنا ليوم امس والمعنونة بِ < العراق .. الأنتقام > , وتعرّضَتْ فحواها الى أبعاد وجود الأعداد الهائلة من ” الصيدليات ” في العراق تحديدا , دون ان يكون أقلّ من ربع هذا العدد في أيٍّ من دول العالم . أمّا اليوم فلنأخذ BREAK قصير لنتعرّض للأصل اللغوي المفقود الجذر لكلمة < صيدلية > , وكيفَ دسَّتْ او ” دَحَسَتْ ” رأسها في اللغةِ العربية .!
في فترة ما قبلَ وما بعدَ منتصف القرن الماضي , كان العديد منَ الناس يُطلِقون او يُسَمّون ” الصيدلية ” بِ < اجزَخانه > والبعض كان يسميها بِ ” اكزخانة ” , لكنه في الواقع التأريخي واللغوي فأنَّ < اجزخانه > هي مفردة مركّبة تتداخلُ فيها ثلاثُ لغاتٍ هي العربية والفارسية والتركية .! حيثُ أنَّ المقطع الأول من الكلمة هو < اجزاء > من اللغة العربية , والمقصود فيه خليط لعدة عقاقير ” مركّبة لصنعِ دواءٍ ما , أما المقطع الثاني من الكلمة فأنّ < خانة > تعني ” المكان ” في الفارسية ” , وبالمجمل فأنها تعني ” مكان الصيدلي ” . لكنّه في التسميات الحالية فأنّ كلمة ” صيدلية ” في اللغة الفارسية هي < داروخانه > حيثُ ” دارو ” تعني ” الدواء ” , وفي اللغة التركيّة الحديثة والتي قام اتاتورك بتغيير حروفها الى الأحرف اللاتينية , فأنّ ” الصيدلية ” تسمى < ECZANE > وتُلفظ ” اكزانه ” ..
هنالك توجّهات وطروحات لغوية اخرى تؤكد أنَّ كلمة ” صيدلية ” مأخوذةٌ من أصلٍ هندي , واللفظ ” صيدلي ” منقول الى العربية من اللغة الهندية من مفردة < جندناني > وإنّ ال < الجندن > هو ال ” الصندل ” حيثُ انه من العطور المعروفة عند العرب في ذلك الزمان , وقد استخدموه الهنود كأدوية في بعض الحقب الزمنية . وفي هذا الصدد , فتفيدُ بعض المعلومات أنَّ ” الصندل ” هو – حجارة الفضّة – وقد جرى تشبيهها بحجارة بعض العقاقير ذات الصلةِ الدوائية .
هنا : – اُخرِجُ القرّاء من دوّامة العقاقير واللغوِ في لُغويّاتها , لإحيطُ البعضَ عِلماً مِمّنْ لايمتلكونَ هذهِ المعلومةِ المعلومه , بأنَّ أوّلّ صيدليّةٍ في التأريخ قد تأسّسَتْ في القرنِ الثامنِ عشر في بغداد , في عهدِ المرحوم الخليفة < ابو جعفر المنصور > , وَيُعتبرُ هذا التأريخ بداية إنفصال مهنة الصيدلة عن مهنةِ الطبْ .
الى ذلكَ , نسألُ الله تعالى أنْ يُبعِدَ أمّةَ ” محمّد ” وقومَ عيسى عن الصيدلياتِ والصيادلةِ والعقاقير والصندل .!