23 ديسمبر، 2024 8:40 م

في التذوق الموسيقي والتناغم مع طبيعة الحياة….

في التذوق الموسيقي والتناغم مع طبيعة الحياة….

مهداة الى روح المرحوم الاستاذ الفنان الرائد عادل الهاشمي
ان الموسيقى هي أمر بالغ الاهميه في جميع انفعالات وتفاعلات حياتنا بل يكاد لايخلو ركن من الأركان اواي حدث يحدث منها فهي تعطي لبني البشر كل سحنة النغم الخاص به فهي مبعث للراحة النفسيه وللتواصل مع الذات ومع الآخرين فمن الضروري إيجاد لغه تتلائم مع كل شي في الكون سواء المادي او المعنوي تنهل من نبع التو نات والانغام , و هذه اللغة تعمل على ترتيب ابجدية الذاكره وإعطاء السمفونيه المناسبه لها فلو نرى منظر شاعري… ..يحرك مشاعرنا..يهمس لسريرتنا. و تأتينا أغاني لم تكن على البال…فيغدق علينا نعمة الفرح ويزرع روح البهجة في نفوسنا ..فهذه هي اجواء موسيقانا ..تنعش الروح ..وتستطيبها.. بل ربما قد تطيل عمر الإنسان وتحل قيود الضغط النفسي والطلاسم السحريه في داخله ….فلو كانت ظروف أعدادالطعام مثلا مهيئه لطقوس وتونات تنهل من اية لحن اوايقاع في دواخل مكنوناتنا فتعطيه روح موسيقيه حتى تحصل إجاده في فن الطهي وتكون نتائجه مذهله …فضلا عن ان  الزى الذي يرتديه شخص ما إذا كان فيه تمازج لوني ومنسجم مع قوام الشخص الذي يرتديه فيحدث هارموني  ونقول انه موسيقي.. ،ولوناتي في ذكر الطقوس الدينية …(ومن معلومات مستقاة من مجلة التراث الشعبي حول هذا الموضوع)    ..تتخللها اجواء  تناغميه وابتهالات تدعو الباري عز وجل بصوره إبداعيه عفويه وخاصة في الإشكال النغميه الدينيه التي نشاءت لترافق التلاوه القرانيه  ،والأذان ، والتمجيد ،والأذكار ،والمنقبه النبيويه ، وغير ذلك . ففي تجويد القران ضبطت أساليب التجويد ،وصار لها قواعد ثابته ، وأصول تطبق على الالفاظ القرانيه من ناحية تركيبها اللفظي مدا وغنة وإدغام وإظهار وإخفاء دون تعرض لتصوير المعاني  . وقد ناتي على ذكر المقامات ومن أمثلتها  العشيران ،الاورفه ، العجم ، النهاوند ،الحجازكار ،الجبوري ،الحيديدي المثنوي ،السفيان .جميعها في فصل واحد اما في الفصل الثاني  فهي السيكاه ، الرست ، البيان،….الفصل الثالث  هي الصبا ،الماهور….الخ من انواع المقامات التي كانت تستخدم في المناقب النبويه 
اننا لانستطيع ان نمحي الاجواءالمجتمعيه من وجود اي لون موسيقي… انها لغه حضاريه متواشجه معهم منذ الالاف السنين تلون حياتهم ويستذوقونها
، فالظاهره النغميه نجد صداها واضحا لدى البعض من الناس بالتعاطي معهاحيث كان ….. لهم القدره على تلوين حياتهم وتذويب مشاكل وهمومهم عن طريق تدليلهم لها بالهوسه  او بالنغمه التي عرفت طريقها الى المجتمع .فسابقا مثلا كان مصارعو (الزور خان
)يشدون عزائمهم على انغام الدشت والبنجكاه وكذلك نغم الركبانيه…. وقد ينادي البائع ( لوما الهوا ماجبناك ياعجمي )….او قد ينادي للتدليل على سلعته لمن يشتري شيء ما وهذه الظاهره متواجده حتى في مجتمعنا اليوم .. اما ابناء الكتاتيب يرددون عند الغروب ( طلعت الشميسه ،على كبر عيشه عيشه بنت الباشا ،تلعب بالخرخاشه صاح الديك بالبستان ، الله ينصر السلطان يا ملتنا صرفينا ، راح الوكت علينا وشموسنا غابت ، وارواحنا ذابت طلعنا ليبره ،شفنا حبيب الله بيده قلم فضه ،يكتب كتاب الله)    … الى اخر الترنيمه التي وصلتنا من اوائل القرن الثالث عشر والتي تعبر عن النظره الحزينه للمجتمع انذاك إن العوالم الموسيقيه  لم تحظى باهتمام واضح فالمفروض ان توجد في كل مدرسه دروس موسيقيه تهذب الذوق العام وتوسع خطاه الى مستقبل مشرق فهي ليست حكرا لفئه معينه .فالموسيقى موضوع حيوي تنطبق عليه  ملامح الحريه مع ايقاع الحياة … وهي مقدار ماتمدنا به من ثقافه تغذي الروح والنفس البشريه . ولو ناتي على ذكر الاهتمام بالالات الموسيقيه  والتحدث به  ضمن مجال التصميم الداخلي فهوامر حيوي وله نواح ايحائيه مريحه للمتذوق البيئي فلو نضع اله موسيقيه في مكان او داخل أي مبنى..حيوي تم تهيئته لوضع لمسات التصميم الداخلي له  ليبعث الراحه النفسيه والهدوء فنضع تصاميم على شكل الالات موسيقيه ، فمثلا فنان التصميم الداخلي يستطيع ان يستحث تفكيره لتصميم مكتبة على شكل قيثارة …او طاولة مكتب على شكل الة قانون أو السنطور اما ساعة الحائط فيمكن تصميمهاعلى شكل آلة الجو زه فنستطيع ان نتوصل الى نتائج مذهله في هذا الموضوع  او ربما دولاب الخزن فيمكن تصميمه على شكل الة الكونترباص وجعل المقا عد  المفرده على شكل الة الزنبور ،فهذه كلها افكار مستوحاة من الآلآت الموسيقيه .من جهة اخرى ان الحقول الموسيقيه هي حقول حديثه ولم يتم التعمق اوالتعامل بها بشكل متكامل  ..لعدم اعطاء الرعايه والاهتمام للمواضيع بشكل مفصل ودقيق ،في حين ان موجة التجاوزوالابداع تتسابق فيما بينها لعرض مهاراتها من اجل توفير اكبر قدر من الادله على وجود مهارات حداثويه (اي مقدار استيعابها للحداثه الغربيه )وللنزعه الطليعيه حتى اصبحت توجهات الموسيقيين متنوعه وتكشف عن اساليب جديده كموسيقى الراب او موسيقى الروك وبادخالها مع الموروث الفني الموسيقي تتبلور لنا سمفونيات متفرده باصالتها ذات ثيمه خاصه  بها ،لقد كانت المقامات حبيسه على نفسها منطويه على فئه معينه دون غيرها فالامر الذي  جعلها ذاهبه الى التقصير وبفضل جو العولمه وغيرها من الظروف التي قادتنا الى الاهتمام والى ضرورة بذل المزيد في هذا المجال ، فلابد لنا من تهيئة وتنظيف الجو الموسيقي من كل دخيل مبتذل،
،وفي وقتنا الراهن ربما من المقترح هو اعادة تحديث للذوق الموسيقي بتهيئته وبرمجته على اساس فني جديد بانتشاله من التبعثر والانحلال ،فالموسيقى           
( هي لغه شعريه تتم مابين الفنان والوتر والاله والمتلقي، لانشاء خطاب موسيقي جمالي )،وبالامكان ادخال عناصر فنيه اخرى كالرقص او الرسم اوالشعر  حيث ان الخبره الروحيه لدى الشاعر  هي التي تولد (الشكل)  ،(والخبره الايقاعيه للالة) هي التي تستنطق الشاعر وتغذيه بالحان متفرده تنبض من قلب الوتر ليصرح عن حالته الوتريه التواشجيه ،وليس التلاعب على الايقاع سوى ان شاء له قدره ان يقوي من عزيمة محبوبته الوتريه …بااساليب تكنيكيه حداثويه بفعل حرية الاوتار وماتحمله من خبره تراكميه منذ زمن القيثاره السومريه التي اهلتها واورثتها لا ي آله اصيله اخرى كالسنطور او القانون ، ببعث طاقه لاله معينه لتحررها من كل القيود، وبالتالي تستطيع التعبير عن نفسها فيتكون لون جديداو طور جديد يضاف الى زمن الخبره الموسيقيه، فالولاده الجنينيه ليست بالامر الهين انها مجموعة انصهارات وانفعالات متاصره مع خشب ولحاء الاله نفسها .