في كل عام، حين يحلُّ الأول من تموز،ميلاد الخمسنيين، لا نراه مجرّد يوم عادي يُضاف إلى تقويم العمر، بل نراه مناسبة لنتذكّر إنسانًا استثنائيًّا ووجهًا مهيبًا من وجوه الطيبة والبساطة والكرم… إنه يوم عيد ميلاد “الشيبة الطيبة”، ذاك الذي ما عرفنا في حضرتهم إلا المروءة، وما جلسنا في مجالسهم إلا شعرنا بالسكينة والوقار.
الشيبة الطيبة ليس مجرّد رجل تخطّى أعوام الشباب، بل هو ذاكرة تمشي على الأرض، يحمل في قسمات وجهه خرائط من التجربة، ويختزن في قلبه حنان الأجيال. هو ذاك الذي، حين يتحدّث، تُصغي له العقول والقلوب، وحين يضحك، تضحك الدنيا من حوله برغم وجعها.
كبرنا وهو يكبر، لكنه بقي شامخًا كالنخلة، عميقًا كالنهر، كريمًا كالسماء. نهر من الحكمة، وسحابة من الطمأنينة، وسند لمن أثقلته الحياة.
حين نتأمّل هذا اليوم، لا نحتفل فقط بميلاد إنسان، بل نحتفل بميلاد القيم التي يمثلها. “الشيبة الطيبة” هو الوجه الآخر للأبوة، والقدوة، والحكمة. هو ذلك الجدار الذي احتمينا به في العواصف، والظل الذي استراح فيه المتعبون، والسقف الذي لم ينهر رغم تعب السنين.
من تموز استمدّ دفأه، ومن الأرض استمدّ صلابته، ومن الناس استمدّ اسمه الذي ما قُرِن إلا بالخير: “الشيبة الطيب”… لا يُقال إلا مقرونًا بالحب والاحترام.
في يومك، نكتب لك لا لنكرّمك، بل لنعترف أننا نعيش على آثار كرمك ووصاياك.
في يومك، نرفع أيدينا بالدعاء:
اللهم اجعل له من كل خير نصيب، ومن كل همّ مخرجًا، وامنحه الصحة وطول العمر في رضاك.
كل عام وأنت بخير، يا من تعبنا لنكتب لك ما تستحق، لكنك ستبقى أكبر من كل الكلمات.