23 ديسمبر، 2024 1:51 ص

في الاولمبية بس لا رجعت حليمه العادتها القديمة

في الاولمبية بس لا رجعت حليمه العادتها القديمة

لم يختلف ملف اللجنة الاولمبية عن سابقه واسبقه , سوى بقابلية المطاولة لشادِي حبليه , ففي السابق والاسبق كانت الازمة تشتد في انتخابات المكتب التنفيذي وتوصيف الجمعية العمومية وقانونية تكوينهما , وفي كلا المرتين السابقتين , حسم الامر ما ان أرخت الانتخابات حبال مركبها , الا هذه المرة , فالمسببات ذاتها , الا ان الشد تفاقمت سواعده , بعد الانتخابات , وبتحول تكتيكي , لم يتوقعه المكتب التنفيذي , الذي عول كثيرا على اللعب على حبال الامر الواقع , والتي ما أجدت نفعا له هذه المرة , فغرقت ( شختورته ) امام اصرار المعترضين , والموقف الرسمي للحكومة والبرلمان , بخصوص عدم شرعية انتخاباته , حتى احكمت الحكومة قبضتها عليه بقرار رقم ( 60 ) , بتوافق تام بين رسامي القرار والحكومة والبرلمان وجزء مهم من مناصري القرار , فما عاد عمليا هنالك مكتبا تنفيذيا . وعلى الرغم ان من رسم لوحة القرار على الورق , لم يجد لونا اكثر رمادية في ابقاء رئيس المكتب حيا يرزق في مضمون القرار , فصنع منه رئة يتنفس منها اعضاءه الاخرين , التي سرعان ما انتفخت لتنفجر في وجه القرار ورسامه وصانعيه , الا ان المناصرين له اقتنعوا على مضض بحرفية اللوحة , ضمن مبدأ ( عصفور في اليد ) , وما ان جاء الامس او قبله القريب , حتى انقلب العصفور نسرا في يد المعترضين , عندما تسربت اخبار عن جلسات سرية جمعت حمودي ببعض من رسامي القرار , فاغلقت على الذهن والامل بحبر اسود , ضاعت في امواجه كل الوان القرار , تحسبا من صفقة قد تعيد شجون 2009 , 2013 , الى واجهة الاحداث , فينجو فيها حمودي بعد ان يرمي احمال الشختورة في مياه القرار الحكومي , ويعيد اسطوانته المعتادة ( من لكم غيري ابنا ) وكأن الرياضة العراقية عقرت بعده .
المشروع الرياضي العراقي وما حمل من تداعيات لا يتحمل جحور اضافية للدغ , وغسيله الناشف على حباله , لم يعد له مكان جديد للنشر , ان المحاولات الغريبة وتطوراتها القريبة الاخيرة , وما احاط تلك الجلسات الغير معلنه من غموض ومفاجأة , تدل بأن التخوف المحفوف بالحذر اكثر شرعية من ذي قبل , وان رسام القرار كان قد خطط مسبقا لنصف شرعية حمودي الاجتهادية بطريقة ما انزل الله بها من سلطان في معجم القوانين وتفسيراته , لمنحها النصف الاخر في صفقة لم تجدي نفعا مع التجارب السابقة لولاية حمودي , مما يستوجب اعادة النظر بمجمل اللوحة ودراسة مسبباتها خارج مبدأ حسن النية , وتمحيص الوانها من جديد بعين حارس ليلي امتهن الليل صديقا منذ عصر البصاصين .
الرياضة العراقية وبكل ما تمر به , فانها لا تتحمل مزيدا من الاعيب الشخصنة , ومآثر الذكريات ومحاولة اعادة احياءها وتشكيلها القديم على حساب المشروع الرياضي الاصلاحي, الذي طالما نادى به رساموا لوحته الحالية , وهم يعون جيدا بأن لا مكان لحمودي حتى بأطرافها , وان محاولة سلخه من المرحلة التي تجنى بها على الرياضة , او ايجاد مبررات له , فانها مضيعة جديدة للوقت , وستطيح بالمشروع من رأسه الى اسفل قدميه , وسينهار على رؤوس رساميه الى ابد الدهر , فانها الفرصة الوحيدة او بالاحرى الفرصة الاخيرة , بعد كم التمرد الذي عانت منه الرياضة ,وان مجرد الاتفاق مع حمودي على صفقة مهما كانت ابجدياتها فانها لن تكون الا جزءا من صفقة القرار المبتور , وان اي محاولة لتدعيم تلك الصفقة فهي جحر ستلدغ به الرياضة العراقية الاف المرات , بعد ان امتهن واليها لعشر سنوات فن اللدغ وتحلية السموم , فحذاري من تعويم اصل المشروع واختزاله بوجوده من عدمه بالذات ونحن نشخص في المرحلة الاخيرة بعد القرار , اختفاء لهوية المشروع الاصلية في اغفال جانب القوانين الرياضية واهميتها , ومكدسات سوء الادارة ومعالجاتها , وملفات التزوير والجرم المشهود واسس التعامل معها , فبكل ما حملت هذه الجلسات السرية من علامات استفهام وريبة فعسى ان لا ( ترجع حليمة العادتها القديمة ) .