بعد كل المعاناة والقهر والوجع من ممارسات سياسيو الصدفة ممن اجلستهم الادارة الامريكية على كراسي السلطة ، لم يجد المواطن وسيلة لمعاقبتهم غير توعدهم بالعزوف عن الادلاء بصوته في انتخابات مجالس المحافظات .. هذا هو حديث الناس في البيوت والمقاهي واماكن العمل بل ان هنالك من عبر عن ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي بصيغ مختلفة منها ان البرلمان لايمثلني واخر يدعو الى عدم المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات التي يؤمل اجراؤها في نيسان المقبل .. كما ان هنالك من قال انه سيحضر لكنه سيشطب على قائمة المرشحين لكي لايعطي فرصة لكتلة من تزويرها ..
وفي كل الاحوال فالمؤشرات تمنحنا قناعة بان هنالك عزوفا شعبيا عن المشاركة بالانتخابات يؤكدها ذلك الحضور القليل نسبيا الى مراكز تحديث بطاقات الناخب .. من جانب اخر فان هنالك اعداد اخرى مهما كان عددها ستشارك باختيار ممثليها في مجالس المحافظات قد يكون بعضها من المنتفعين وعائلاتهم قد حسم امره بانتخاب الكتلة المستفيد منها ، غير ان البعض وهم
الاكثرية قياسا بطوابير المستفيدين في حيرة من امره ويتساءل بعد كل هذا الفشل في مجالس المحافظات ومجلس النواب ومؤسسات الدولة الاخرى لمن يعطي صوته ؟ وكيف يمكن ان يفرز الجيد من الرديء ؟ وما الذي يضمن ان الجديد الذي سينتخبه سيختلف عن سابقيه ؟!
مثل هذه الاسئلة مشروعة ومنطقية خاصة واننا قبل كل انتخابات نسمع ونقرأ عن برامج انتخابية ليس هنالك اروع منها فهي جميعا بما فيها التكتلات الاسلاموية تدعو الى رفض المحاصصة واحترام المواطن وصيانة كرامته وتعزيز البناء الديمقراطي وبناء دولة مؤسسات ومحاربة الفساد لكن اي من ذلك لم يتحقق بل ان الفساد بجميع صوره السياسية والاقتصادية صارت له قواعد وبات السياسي من دون خجل يخرج يوميا بطلعته البهية في وسائل الاعلام ليكيل الاتهامات لكل من يتجرا ويفتح ملفاتهم الوسخة ..
بصراحة فان السنوات منذ اول انتخابات الى اليوم التي مضت عززت قناعتنا بانه في ضوء قانون انتخابي مفصل على مقاسات الكتل المهيمنة من دون وجه حق على المشهد السياسي ومفوضية انتخابات يشك الجميع باستقلاليتها بما فيهم كتل سياسية معروفة ، فان ما حصدناه هو الخيبة
والمرارة حيث ان نتائج كل انتخابات هي لصالح كتل منبوذة شعبيا فهل الى ذلك من سبيل يحفظ على الاقل ما بقي من حقوقنا ؟!
من الصعب الاجابة على ذلك حيث ليس هنالك من بوادر لتعديل جذري اوشكلي في قانون الانتخابات الحالي الذي يتيح الفوز لمن يحصل على مائة صوت في حين يخسر من يحصل على عشرات الالاف من الاصوات ، كما ان العاملين في مفوضية الانتخابات يخضعون لمبدا المحاصصة !!..لذا فما زالت الارجحية للكتل الاسلاموية المهيمنة على كل شيء ومن الصعب التفاؤل بفوز يؤهل القوى والتيارات المدنية من اخذ زمام المبادرة من كتل فسدت وافسدت ..
الملايين في بغداد والمحافظات تعلن من خلال التظاهرات او اللقاءات الا علامية انها لن تنتخب الفاسد ، لكن هذا الفاسد امتلك السلطة والمال وفقد مابقي من ضمير لذا سيلجا الى اخس الوسائل لضمان بقائه في مركز القرار بالضد من ارادة المواطنين .. لمن نعطي صوتنا ؟ سؤال اجابته بسيطة صوتناللوطني غير الملوث لمن بقي مع ابناء شعبه ولم يخن ثقتهم ولكن هل من سبيل الى ذلك ؟ انا شخصيا لا ادري ..