23 ديسمبر، 2024 9:55 ص

في الانبار , مدن تحترق والعشائر تنتخب !

في الانبار , مدن تحترق والعشائر تنتخب !

أخشى ما يخشاه اهلي في الانبار اليوم ، هو استبدال قوالب الصراع السياسي والقبلي والطائفي والعشائري من التمغنط الى التأكسد لتبدأ رحلة جديدة يتمنى أن لا يراها الجميع من ابناء عمومتي    فلتمغنط جلب لأهل الانبار ضررا كبير لم ولن يشهد له تأريخ هذه المحافظة من قبل ، بدا بحصار امني على الشعب في كافة مدن الانبار وانتشار الفساد الفاحش من كل جانب , ساهمت به القوى الأمنية المحلية العراقية والأمريكية معا , هذا الحصار، قوض اقتصاد الانبار وأحال شعبه إلى شعب جائع باحث عن الخبز والدواء وكان السبب فقدانه آلاف الخبرات العلمية والهندسية والجامعية والطبية والبحثية بحثا عن لقمة العيش بسب زيادة العاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات وتوفير فرص عمل بالجملة لأصحاب الذوق الرفيع أصحاب الجاه ، هذا الحصار الذي قادته أمريكا ومن حلفائها من العملاء , حول الانباريون الى شحاذون , نعم وبلا مجاملة شحاذين يستجدون ما يسد رمقهم , وهذا الحصار والتهجير الملعون قتل الالاف  من أبناء  محافظتي لا ذنب لهم إلا لكونهم عراقيين واسقط أقنعة الكذب والخداع والزيف التي يرتدها قادة هذا العالم اليوم  إن الانبار اليوم افترستها أرضة الرشوة والمحسوبية أظن كان الدمار الكبير بسب الطائفية والعشائرية السياسية الجديدة , وبدء مرحلة جديدة كان يري فيها اهل الانبار باستغراب وهي تحويل محافظتهم الى مغناطيس لجذب الصراعات وتصفية الحسابات بين كافة مدن المحافظة ,  هنا لا أريد أن اشغل القارئ العزيز بعد هذه المقدمة لكن لها صله مباشره في قضية محافظتي الانبار حيث وأنت تتجول في كافة مدن محافظة الانبار يلفت نظرك بأن هذه المدن التي كانت عقدة المواصلات بين شرق العراق وغربه وبين شماله وجنوبه وصدر الرافدين وصحرائها ممتدة في أفق ساهر أغلقت أبوابها إمام الدولة ، فهل من المعقول زيادة تلك الرقعة وإنشاء مشاكل جديدة , والعشائر في الوقت الحاضر في الانبار تمتلك من السلاح ما يكفي لتسليح عدة ألوية من الجيش ، والقضية برمتها تتحول الى قضية براغماتية وفائدة مادية بعيدا عن الهدف الوطني والأمني , هو إنشاء قوى تابعة كيفما اتفق ، بينما واجهت العشائر المسلحة بعضها البعض في مواجهات دامية أكثر من مرة ! وتسببت بسقوط الكثير من الضحايا !
وتزداد الخشية من المشايخ التي تفرض قوانينها العشائرية على أبناء المدن ، ومن العصابات العشائرية التي امتهنت القرصنة والنهب والسلب والنصب والقتل وجمع المغانم والسيطرة على مراكز القوى في كافة دوائر الدولة وابتزاز المواطنين وإشاعة الفساد وممارسة التهديد والوعيد والاغتيال والمطاردة والرقابة والسرقة والسيطرة التامة على صناع القرار حسب طريقة نفع واستنفع !
 تغير السجانون والسجن باق ، وما زال السجناء يهربون !
ما الفرق بان تقتلك الدكتاتورية أم يقتلك قاطع طريق أو ميليشيا تعيش على غياب أي نظام  أو تموت إعداما نهشا بالكلاب أو تنهشك كلاب الشارع ، وهل تكترث الشاة لشكل السكين إذا حضر الذبح , تحول العشائر في بعض مدن العراق اليوم الى ميليشيات مسلحة جديدة يؤدي إلى مراكز قوى تعيق بناء العراق ، وتتسابق القوى السياسية لاستمالتها واستخدامها للأغراض ابتزازية ونفعية !
 خصوصا أن الطائفية السياسية أو العشائرية في بلادنا تتبع السبل النفعية غير النزيهة لجمع الإتباع والدعاية للإعلام !
 ونهج فقدان بوصلة الوطن وإقامة الولائم والمؤتمرات التحشيدية وهمسات النفاق ، وتبادل المجاملات نهارا وحياكة الدسائس ليلا ، وبيع الوهم للبسطاء مع الرز والبطانيات !
 ولا تمتلك أحزاب الطائفية السياسية ، لا تجربة ولا تراكم معرفي ولا اعتراف بالجدل والمعرفة العلمية ، هي نفسها عشائر وطوائف أكثر منها أحزابا ، وهم مشايخ أكثر منهم سياسيين وقادة , تجعل الحزبية العشائرية اليوم حالة صعبة من الصعب على العراقيين قبول سلطة مركزية لعشيرة واحدة على بقية العشائر والشرائع العشائرية غير المكتوبة سارية المفعول في القرى والنواحي البعيدة ، ويختلط فيها الكرم والخلق الشخصي والمساعدة المتبادلة والتقاليد البالية القاسية والعنيفة , فالاحترام والهيبة والخوف هي العناصر الغالبة على العلائق ، وكل فرد في العشيرة يعرف مركزه ومتشبث بمبدأ الولاء المطلق !
 وتسيطر المشايخ على مخازن الذخيرة والأسلحة وبحوزتهم الأموال ويستحوذوا على المكانة التي تغدو بغمضة عين أنقاض وركام في الاحتراب العشائري وبالقنابل الساقطة والتفجيرات الإرهابية ومارسوا عرضيا سلطات حق تقرير الحياة والموت بالنسبة للإتباع ,
ولا تستمد سلطة الشيخ وجودها وقوتها من التقاليد العشائرية وحدها بل تستمدها مما يكون له من وضع اقتصادي يستطيع به الغلبة على منافسيه والسيطرة على الإتباع عبر تقديم المنافع المادية والخدمات المعيشية ، وينهمك هؤلاء بتكديس الثروات وتنمية ملكياتهم الخاصة , وأخيرا أحب إن اذكر الجميع أن الحزبية العشائرية الجديدة وراء تدمير ملف الأمن في الانبار وأصبحت الحياة في هذه المحافظة تشبه حياة الأدغال , تآكل آو تؤكل , وصدق من قال أن الحزبية  العشائرية بدأت تصدع البيت الأمني في محافظة تمثل كبرى محافظات العراق وهذه حال أبناء عمومتي في الانبار يرددون المثل القائل دائما الي عنده سبع خالات ينام بلا عشه , عيش وشوف.