22 ديسمبر، 2024 11:28 م

في : الإقتتال العربي .!

في : الإقتتال العربي .!

هنالك احتمال ضئيل أنّ البعض القليل من المرء لايميّز بين الإقتتال والقتال ! , فالإقتتال لا يجري مع عدوٍّ خارجي وانما داخل البلد الواحد , وبين مجاميعٍ مسلحة او ميليشيات , او تنظيمات مسلحة ضد الجيوش الوطنية للدولة الواحدة , وهنالك اقتتالٌ من نوعٍ آخر هو مقاتلة العرب لبعضهم .! وهذا ما هو جارٍ وسارٍ منذ نحو ربعِ قرنٍ .

معظم الدول العربية تعاني من اضطرابات وفجوات أمنيّة تنفذها جماعات مسلحة مموّلة من دول عربية وغير عربية , الساحة الليبية , حرب السعودية واليمن , سوريا التي تهاجمها المعارضة المشبوهة المدعومة والممولة من دول الخليج والغرب وتتصدرها قوى التطرف الديني الظلامية , داعش تسببَ بما تسبب في العراق وينتقل ويتنقّل في ارجاء المنطقة , مملكة البحرين لا تنام بملء جفنيها وهاجس الأمن يؤرقها , جمهورية مصر تكاد تتفجر من شمالها الشرقي في سيناء , والقوات المصرية تتوجه الى هناك وكأنها في معركة مع اسرائيل .! , والأقطار العربية الأخرى من لبنان الى تونس تفتقد الأستقرار والقرار ومعرّضة للتشظي السياسي والأمني .

ومع كلّ ما يجري من غرز سكاكينٍ عربية في جسد العروبة , ومع ما تئنُّ منه ملوك ورؤساء وأمراء العرب من هذا الطعن العربي – العربي , فليس بمقدورهم عقد مؤتمرٍ سرّي او علني لإيقاف هذا النزيف او التعهد بعدم التدخل بشؤون ما بينهم .! وكأنه اصرار وتمادي على الخيانة وتمزيق غشاء العروبة , ولا احد يثق بالآخر , ولو وثقوا من بعضهم فكيف الوثوق من قطر التي باتت اسرائيل اكثر شرفاً منها .!

الأنتلجنسيا العربية بين مجمّدة وبين مصابة بالشلل الجزئي , واذا ما نطقت فالجمهور العربي منشغلٌ ومنهمك بالفيس بوك وعموم السوشيال ميديا , الجيوش الألكترونية العربية تحقق انتصاراتٍ تلو انتصارات بأسلحة التخدير الفكري والنفسي . الجيل او الأجيال العربية في منتصف القرن الماضي كانت اكثر وعياً سياسياً وثقافياً من الجيل الحالي … مات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في عام 1970 وكأنّ حركة القومية العربية جرى وأدها من بعده , وجاء انور السادات من بعده وعانق اسرائيل فأنتشر الأيدز في الجسد العربي .!

الأمل الوحيد المرتجى يقع على عاتق الضباط العرب في الجيوش العربية للقيام بأنقلابات عسكرية ” كما شهدته فترة الستينيات ومطلع السبعينيات في القرن الماضي ” لإحداث نقلة نوعية في الوضع العربي كحالة وقتية لإعادة رسم النظام العربي القومي وبديمقراطية عربية جديدة , وهذا ما يتطلب من الأحزاب والحركات القومية العربية والقوى الثورية لشحن الأجواء والتحرّك الإعلامي والسياسي بأتجاه القادة العسكريين في مختلف الدول العربية , فمطلوب اولاً حفظ ماء الوجه العربي .!