1 \ على مدى الأسبوعين ونيف الماضيين , ولربما ما سبقهما من خلف ستائرٍ مثقوبة , فأنّ المداخلات والمناكفات وفرض النفوذ ووضع الشروط على رئيس الوزراء في تشكيل تشكيلة كابينته الوزارية , واصرار احزاب وكتل سياسية على تخصيصِ وزاراتٍ محددة ” ومتوقعة ” لها , وكثيراً ما قيل ويقال أن رافقها عمليات شراء وبيع لتلك الوزارات او سواها ” سواءً بالجملة او المفرد , وسواءً ايضاً بالدفع المباشر او بالتقسيط ” , والأهم هو ما يصاحبها من ضغوطات دولٍ مجاورة وبعيدة , وسيما أنّ العراق اضحى وامسى المسرح الهش والكوميدي والمثير للسخرية للتدخلات الأقليمية والدولية بسبب الأحزاب التي هطلت عليه جرّاء الغزو الأمريكي – البريطاني وبدعمٍ عربي – خليجي ” يدفعون ثمنه الآن ! ”
كُلّ هذه التداعيات الشديدة المرارة في السباق للإستحواذ على وزاراتٍ ومناصب , لم تعد تجد لها مكاناً او زاويةً للدهشة في المجتمع العراقي , بل أنّ البعض لا يتابعون تفاصيلها في نشرات ومواجيز الأخبار , فقد غدت مكررة ومن ادوات الملل والخلل جرّاء ما سببته من احباطٍ سيكولوجي وسوسيولوجي في نفسية المواطن العراقي .. لكنّه ومنْ زاويةٍ خاصّة فيثير استغرابي أنّ الصراع على وزاراتٍ ما او غيرها بين احزاب ” الخراب ” هذه , فلم يبلغ مسامعي او لغيري أنّ القوى المستميتة لهذه المناصب قد فكّرت واشتهت وطالبت بتبوّأ وتخصيص ” شبكة الإعلام العراقي ” لها .! فهذه الشبكة كأنها شبكة صيدٍ ثمين , وميزانيتها مرتفعة وتسبب الأرباح لقادة وسادة الشبكة , وأنّ معظم ” إن لم يكن جميع رؤسائها السابقين قد طالتهم نبال السوشيال ميديا وسواها بالفساد المالي وغيره ! , فعلامَ يا تُرى عزوف الأحزاب عن هذا المركز السامي لشبكة العلام العراقي .! , فهل هو جهلٌ بأهمية ومكانة هذا الموقع ! إنّه ليس ذلك فقط , ولمئةِ سببٍ وسبب غير مُحبّب .!
2 \ منذ انبثاق وانفتاح وإفتتاح فضاء الإعلام العراقي بعد عام 2003 , وولادة العديد من القنوات الفضائية العراقية في داخل وخارج العراق , ومنذُ ايضاً ظهور وحضور أسماء والقاب ساسة جُدد على المجتمع العراقي وبعضهم يزعم ترؤس مراكز ومؤسسات اعلامية وقانونية وهمية لا مقرّ لها او لا اعضاء فيها .! فيثيرني ويحزنني بل ويستفزني أنْ لم أجد ولم أرَ ذاتَ أيّ مرّه أي محاورٍ او مَنْ يدير مقابلةً تلفزيونية مع ساسة العهد الجديد , ليسأل ضيوفه السياسيين من قياديي احزاب السلطة عن موقعه ومركزه قبل الأحتلال , وهل شغِل وظيفةً بسيطةً ما في دوائر الدولة سابقاً , وما شهادته الدراسية ومستواه الثقافي , وما خبرته العملية المفترضة التي تؤهله لأستيزار وزارة او موقع وكيل وزير , بل وحتى درجة مدير عام ومعاون مدير عام , ولا ابتغي التدرج بالهبوط في السُلّم الوظيفي لأدنى من ذلك , تجنّباً لأحراج محاوري الفضائيات ولساسة سياسة العملية السياسية الفاقدة لأية سياسة باستثناء سياسة التشكيلات والفصائل المسلحة غير الخاضعة للتفتيش من قِبل القوات المسلحة .!
غالبية محاوري القنوات الفضائية العراقية ” في الداخل والخارج ” لا يجيدون فنّ الحوار و ” استنطاق ” الضيف بطريقةٍ ذكيةٍ ولبقة , وحين يرفض او يعتذر أحد ضيوف المقابلات عن الأجابة عن سؤالٍ حسّاسٍ ما , فأنّ المحاور طالما يستسلم لذلك ! ولا يسأل عن سبب رفض الأجابة , وهل ذلك جرّاء الخوف ! او كأنه للتستّر او التغطية على أمرٍ ما .! , إنهم يفتقدون البراعة والمرونة في ” استفزاز ضيف المقابلة بطريقةٍ ايجابية ومثيرة , ويفتقدون القدرة على انتزاع الأجوبة او بعضها .. هذا وأنّ شبكة الإعلام العراقي أبعد ما تكون لأفتتاح دورات في فن اجراء الحوارات الأعلامية , ولم اسمع أن قامت النقابات والأتحادات الأعلامية بذلك في هذا الشأن , وهذا نوعٌ من انواع الشجن .!