19 ديسمبر، 2024 4:51 ص

في : اعادة هيكلة الجيش!

في : اعادة هيكلة الجيش!

في اواخر الشهر الماضي من السنة الفائتة , اعلن الفريق اول ركن
عثمان الغانمي رئيس اركان الجيش العراقي ” أنّ سنة 2018 ستشهد إعادة هيكلة الجيش , وقبلَ ايّام قلائلٍ أكّدَ رئيس الوزراء على ضروة إعادة هذه الهيكلة ايضاً .

لا شكّ أنّ هذا الخبر او هذا التصريح مُفرحٌ وسارّ لكافة المواطنين , بأستثناء فئة محددة من الأشقّاء الكرد , والتي تتمنى العكس .!

مهمّة اعادة هيكلة الجيش والتي هي هيكلة القوات المسلحة بكلّ صنوفها , هي مهمّة كبيرة للغاية وواسعة ولا يمكن لرئيس الأركان أن يتولاها لوحده , وتتطلّب بلا شك وجود فريق عمل من كبار القادة العسكريين العريقين .

من المفارقات الفريدة أنّ وزير الدفاع عرفان الحيالي أقلّ رتبة من رئيس الأركان ولا يحمل شارة الركن ” مما يجعله ضعيفاً أمام الفريق الغانمي ! ولذلك فهو يحرص على ارتداء الزي المدني . والأنكى أنّ وزير الدفاع والذي يحمل رتبة لواء , كان قد تخرج من الكلية العسكرية عام 1980 وتم اعتقاله في سنة 1991 بتهمة الأشتراك في مؤامرة لقلب نظام الحكم , ولم يرتقي الى اي منصب عسكري في خدمته سوى الى آمر فصيل ثمّ آمر سرية وانتقل بعدها الى ملاك التدريب في الكلية العسكرية , ومعنى ذلك انه لا يفقه شيئاً من العلوم العسكرية , ومع ذلك جرى منحه رتبة لواء بعد الأحتلال ! ونستغرب بالفعل كيف يستقبل وفوداً عسكرية ووزراء دفاع اجانب ويتباحثون معه ! , انها اساءة للعراق .

وإذ اعادة هيكلة الجيش تتطلب أموراً شتى قد تبدأ من ترسيخ العقيدة العسكرية وانتقالاً الى القيادة والسيطرة , واعادة تنظيم التشكيلات وتوزيعها , والى التجهيز والتسليح وتنويع مصادر السلاح , وشؤؤون اخرى يدركوها القادة من ضباط الركن , لكنّ هنالك بضعة نقاط ينبغي التركيز عليها بشكلٍ مضاعف ” رغم انها من المفترض ان لا تغيب عن اذهان القادة ” , وهي مسألة ” الضبط العسكري ” , فعلى مدى السنوات الماضية لاحظ الكثير من المواطنين عدم احترام بل تجاوز بعض الجنود في السيطرات على ضباطهم من الرتب الصغيرة والتحادث معهم بأساليب تخلو من السياقات العسكرية < ونشير أنه قبل عام 1968 كانت عقوبة الضرب للجنود وضباط الصف المخالفين متاحة رسمياً لكن جرى الغاؤها بنهاية تلك السنة , بينما لا تزال هذه العقوبة مستمرة في بعض دول الجوار وسواها > , ولا ريب أنّ الطاعة العمياء للجنود لضباطهم هي أساس الأداء في المعركة وينبغي ان تغدو كنهجٍ عام وثابت , والى ذلك ايضاً فيتوجب تفعيل وتوسيع واجبات ” الأنضباط العسكري ” وزيادة اعدادهم وتكثيف مهامهم لمراقبة الجنود في الشارع والأماكن العامة فضلا عن الثكنات العسكرية.

النقطة الأخرى تتعلق بفوضى الزيّ العسكري , فبعدما كان سابقاً للقوات الخاصة زيها الخاص , وللمغاوير زيها المميز , فبعد انبثاق الجيش العراقي الجديد وكذلك الشرطة , فصار الجميع يرتدون الزيّ المرقط وبنقوش والوان متباينة وبفوضى القيافة العارمة , ونرى هنا الى اعادة توحيد الزي العسكري للصنفين المذكورين اعلاه واقتصاره عليهما فقط , كما ولأعتباراتٍ أمنيّة فينبغي ابتكار نقوش جديدة خاصة بهذه القوات ” مما يصعب ولا يستحيل تقليده ” وعدم استيراد ما هو متداول ويمكن استغلاله , والمهم أن لا تباع في الأسواق والمحلات العامة .

والى ذلك , ومع التوجّه لأعادة هيكلة الجيش , فمن غير المعروف اذا ما سيجري الإبقاء على ” الضباط الدمج ” الذين جرى ضمهم الى الجيش في حكومة رئيس الوزراء السابق , وبهذا الصدد فقد جرى في السنوات السابقة تخريج دورات من الضباط ” خصوصاً من ضباط الشرطة ” في فتراتٍ زمنية قصيرة اقل مما هو مقرر للدراسة في الكليات العسكرية وكلية الشرطة , وتفتضي الضرورة هنا ادخالهم في دورات عسكرية مكثفة لأعادة تأهيلهم .

لا نبتغي التطرّق هنا الى اهمية وضرورة اعادة التجنيد الألزامي , فهي مرفوضة من الأحزاب الدينية الحاكمة .! واغلب الظن انهم يخشون من وقوع انقلابٍ عسكري عليهم في المستقبل .!

وإلاّ فما يضرّهم في التجنيد الألزامي والخدمة العسكرية .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات