23 ديسمبر، 2024 6:42 م

في اربعينية صديقي ضياء البدران

في اربعينية صديقي ضياء البدران

كل يوم افقد صديقا ,وفي القريب سأفقد ذاكرتي  , فاصدقائي هم شهود على تاريخ هو كل ما لدي .. ,  بالامس رحل عني الشهيد الاستاذ المجاهد كاظم الخالصي واعقبه الشهيد الاستاذ  ابو غالب الاسدي ( ابراهيم صالح  ) ثم صديقي المجاهد الكبير ابو بتول الشغانبي وابو نزار السعدي وليس اخراً رحل صديقي الشاعر ضياء البدران البصري .

تعرفت عليه في عام 1992 وكان هاربا من مدينة البصرة بعد نكسة الانتفاضة , لجا الى اهوار صلين وكان الملح الذي اضاف نكهة من الظرافة والادب على اجواء مقار المجاهدين والمناضلين .

في تلك المرحلة كتب قصيدة عتاب لابي فراس الحمداني وقدم له الشكوى لما ال اليه الحال , فكانت من اروع ما سمعت .

بعد ذلك انتقل الى ايران وتنقل من حزب الى منظمة فحركة ومن حسينية الى اخرى  الى ان استقر لسنوات في مدينة قم واقتحم تجمعاتها الادبية .

في عام الفين واربعة عمل صحفيا في قناة العالم , وفي عام 2005 سافر للمرة الاولى والاخيرة الى البصرة  فساله اهله وذووه : جا حسبالنه صرت وزير سفير شو كلشي ماكو .. ما تكوللهم اني جنت وجنت ..  ؟؟

ضياء البدران مجيبا : والله انا عندي الدليل على جهادي ونضالي ضد الظلم والديكتاتورية  وهو طي…ز..ي

ضحك الجميع وقالوا له كيف يا ابا يقين ؟

ابو يقين موضحا : في الاهوار كنا نتغوط في العراء وكان البعوض والحرمس يهاجم ( الخلفيات البيضاء) وقد اخذ من عجزيتي ماخذاً ولا تزال الاثار باقية  , فاليكشف الاخوة في المنطقة الخضراء عن عجيزتهم وانا اكشف عن عجيزتي وليعرف الشعب من هو الذي كان معارضا ومناضلا ميدانيا ؟؟؟؟؟

اغلب الساسة الموجودين في المشهد السياسي العراقي الحالي يعرفونه وبعضهم اصدقاء وجلاس له في مرحلة ما ,, ولكن ابا  يقين لم يتصل بأيٍ  منهم .

ضياء البدران او ابو يقين البصري لفظ انفاسه الاخيرة  في مارس اذار الماضي وتوفي وحيدا في شقة صغيرة بالعاصمة الايرانية طهران ولم يعلم احد بوفاته الا بعد اربع وعشرين ساعة .

كتب لي وللمرة الاخيرة وقبل شهر من وفاته ((… اتوسم ان يعود العراق عراقا كما كان واتحرى نسائم ابريز ايام الصبا متذكرا ايام الشباب  حيث غادرت الطيور اعشاشها .. حينها لم تكن من ضريبة نؤديها سوى الحج في فصل الصيف الى انهار البصرة , لا اذين من حرار صيفها .. ترى ماذا جرى لنا ؟ هل كسرنا كؤوس البراءة بحمق معتوه عندما كبرنا  ؟ ام اتاوة يفرضها علينا الزمن كلما دخلنا عقدا من العمر .. وكان اهلونا اذ ذاك يسمونها كسرة عود  حيث قال عنها مظفر النواب :

عودان العمر كلهن كضن ويالك     يا فَيِ النبع واطعم عطش صبير اولا فركاك

اعزي النفس على فراقك صديقي أبا نبأ , ولكن اي عزاء , كما يقول السياب :

ان كان هذا كل ما تبقى فاين هو العزاء ؟

أستمحيك عذرا عن هذا الهذيان الشعري واستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه  ))

اخوك

ابو يقين البصري

ضياء البدران