الصلاة هي الصلة ما بين العبد وربه وهي من أهم العبادات على مر الأديان والتي كانت تطلق في السابق على الدعاء واليوم تطلق على هذه الممارسة العبادية التي يُعبر عنها بأنها رأس الإيمان وعمود الإسلام وكما جاء في الحديث ان قُبلت قُبل ما سواها وان رُدت رُد ما سواها وقد استفاضت الروايات والأحاديث الواردة عن النبي وأهل بيته الأطهار في أهميتها وذُكرت لها في الشريعة الإسلامية شروط ومستحبات خاصة يتطلب على الإنسان الإتيان بها خلال الصلاة وأيضا ذُكرت هنالك مبطلات ومكروهات لها يتحتم على المصلي الابتعاد عنها أثناء الصلاة كل ذلك لما تحمله هذه العبادة من أهمية من ناحية الارتباط الروحي والقلبي بالله تعالى حتى ينقل عن الإمام زين العابدين انه لما كان يصلي لا يتحرك منه إلا ما تحركه الريح كل ذلك لأنه بيد الله تعالى وهي أيضا معراج المؤمن إلى ربه ومن أهم ما يُتقرب به من عبادات وأعمال إلى الله سبحانه ولأهميتها الكبرى لا يكاد ان يخلو مكان أو زمان من دون ذكر مورد للصلاة فيه ولأجل ما لها من الأجر والثواب اتخذ السلمون بأمر من الله تعالى أماكن خاصة لإقامتها وهي المساجد وبيوت الله تعالى والحسينيات وما ذاك إلى لتقديس تلك الشعيرة المقدسة التي بها يعرف المسلم عن غيره وأوليت تلك المساجد بأهمية خاصة في الشريعة الإسلامية من ناحية الطهارة والنظافة والمحافظة على الهدوء ومن أي عمل يُلهي ويُبعد المصلي عن التقرب إلى ربه وهذا ما تشاهده في عموم البلاد الإسلامية وغير الإسلامية إلا في جمهورية إيران الإسلامية مع شديد الأسف فانك تلحظ المصلين وهم يحملون معهم أحذيتهم إلى داخل المسجد بصورة تكاد ان تكون عامة وهي ظاهرة منتشرة في عموم البلاد والأكثر من ذلك فانك تجد بعض المصلين يجعلون أحذيتهم ونظاراتهم وهواتفهم المحمولة ومفاتيح السيارة وعلبة السكائر وجميع مستلزماتهم الأخرى أمام أعينهم أثنى الصلاة وكأنهم في عملية عد وفرز وليس في عبادة وتقرب إلى رب السموات والأرض؟ ولعلهم لا يعلمون بان كل ذلك مكروه في الشريعة، وهو منظر مؤلم وحزين عندما تجد بان المصلي أمام خيارين إما الصلاة مع الحذاء أو ان يبقى قلبه متعلق بحذائه طوال تواجده في داخل المسجد مع شديد الأسف، وفي ذات يوم كنت قد جلستُ في احد المساجد في طهران بعد الفراغ من الصلاة وبينما أنا جالس وإذا بأحد المصلين يقوم من مكانه حامل بيده حذاء مجهولة المالك وقد رفعها إلى مستوى منخفض جدا وكأنه يقوم بتوزيع الحلوى على المصلين وذا به يقوم بتعريف المصلين عن هذه الحذاء واحداً تلو الأخر وعند الانتهاء من الجميع قام في أخر الصف واخذ يقول إخوتي المصلين حافظوا على أحذيتكم من السرقة فان حذائي قد سرقت هنا وأشار إلى المسجد، وارتدا الحذاء المحمولة بيده وغادر المسجد، وحينها خطر في ذهني قول الدكتور علي شريعتي عندما قال أفضل المشي في الشارع وأنا أفكر بالله أفضل من الجلوس في المسجد وأنا أفكر بحذائي عند ذلك علمت بان في إيران من شروط الطمأنينة وصحت الصلاة وحضور القلب والتوجه كله يكمن في المحافظة على حذائك أثناء الصلاة!!!!.