لن ننسى شهدائنا ومقاتلينا في ساحات العز والشرف، ولن نتهاون أو نتسامح أو نجامل كل من يتجاوز عليهم، إنهم اليوم مقدساتنا وقيمنا وشرفنا وشجاعتنا، هذا حال مشاعر كل العراقيين الأباة من الذين حضروا إحتفالية تكريم الشهداء، التي أقامتها إيران في صحن الإمام الرضا(ع)..(صحن الغدير المخصص للعرب والعراقيين)، في يوم الجمعة الماضية 3/7/2015 الساعة التاسعة بتوقيت إيران، والعاشرة والنصف بتوقيت العراق، حيث كان أغلب الجمهور عراقي، وعندما بدأت اللجنة بكلمة الإحتفال ترحموا في كلمتهم على شهداء القطيف، وشهداء البحرين، وشهداء اليمن، وشهداء الكويت، ولكنهم لم يذكروا شهداء العراق، وهنا ثار العرق والدم العراقي الأصيل، وأعلنوها ثورة إحتجاجية عارمة في مكان الإحتفال الكبير، وتوجه مجموعة منهم، واحتلوا المنصة، وانتزعوا المايك من عريف الإحتفال، ووجهوا خطابهم الناري للجميع، وأعلنوا ولاءهم للعراق وشهداء العراق من القوات المسلحة العراقية، والحشد الشعبي، وشهداء العشائر العراقية الشريفة، وأثبتوا من خلال خطابهم الثوري الغيور أن شهداء العراق هم الأحق بالذكر أولاً وبالإحتفاء بهم، وقد تقدم الإيرانيون من الجماهير، وهم يتوسلون بهم أن يسامحوهم على هفوتهم غير المقصودة حسب تعبيرهم، وقالوا للمحتجين، إجمعوا أحذيتكم والله سنضعها على رؤوسنا، في سبيل إرضائهم، وبعد أن إنسحب كل العراقيين توسل الجميع بهم أن يعودوا، وأن تكون الإحتفالية خاصة بشهداء العراق فقط، أملاً في إقناعهم بالعودة.
والذي حصل بعد هذا التذلل للعراقيين الأبرار، عاد الجميع إلى الإحتفالية التي خصصت فقط لشهداء العراق، وبعد وقت أقل من عشرة دقائق تم إفراغ الساحة من الجماهير، حيث إنسحب الجمهور العراقي على شكل مجموعات، وبما أن أغلب الحاضرين هم العراقيين فلم يتبق إلاَ عدد قليل من الجمهور الخليجي، وتم إنهاء الإحتفالية. هذا هو العراقي، فأين مايكون لايمكن أن يتخلى عن وطنه.
