23 ديسمبر، 2024 1:32 ص

في إنتظار سيناريو إيراني جديد

في إنتظار سيناريو إيراني جديد

جرت العادة ومنذ أن هيمن نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على العراق وبعد کل فترة هدوء تمر على بلد الرافدين و المنطقة و يکون هناك نوع من الامن و الاستقرار، أن يشهد العراق بشکل خاص و المنطقة بشکل عام سيناريو تم إعداده في الاروقة و الدهاليز السرية في طهران، وذلك ماکان يعيد العراق و المنطقة الى المربع الاول!
في عام 2014 وأثناء ولاية نوري المالکي، حيث کان الاخير بدعم و مساندة قوية من طهران يسعى للحصول على ولاية ثالثة، وشهد مسعى المالکي هذا رفض داخلي و إقليمي و عراقي قوي، خصوصا وإن السبب الاساسي للرفض کان هو إن المالکي قد جعل جميع أوراقه في السلة الايرانية، وهذا ماأثار المخاوف في الاوساط الحاکمة في طهران إذ علمت بأن رکائز و مقومات نفوذه في العراق وبالاخص التي حصل عليها خلال ثمانية أعوام من ولايتين متتاليتين للمالکي في خطر، وکان سيناريو دخول داعش للموصل و الانسحاب المشبوه للجيش العراقي أمامه و صيرورة التصدي لداعش المهمة الاولى في العراق و المنطقة، وقد کان النظام الايراني أکبر المستفيدينمن الفترة الداعشية و بإمتياز.
کما إنه من المفيد جدا أن نشير الى عام 2013 عندما کان النظام السوري قاب قوسين أو أدنى من توجيه التهمة له بإستخدام السلاح الکيمياوي في غوطة دمشق، ويومها أيضا برز فجأة تنظيم داعش و تنظيمات إسلامية متطرفة أخرى على الساحة السورية و کان لها الدور الاکبر في دفع المجتمع الدولي وبالاخص الدول الغربية للإبتعاد عن دعم الثورة السورية فکان ذلك بداية إستحواذ النظام الايراني عليها.
اليوم، وبعد طرد داعش من العراق و سوريا وإقتران ذلك بالحديث عن الدور السلبي للنفوذ الايراني في العراق و المنطقة، وتزايد المطالب العراقية و العربية و الدولية بتحديد التدخلات الايرانية في المنطقة و الحد منها، فإن الذي لابد من التأکيد عليه هو إن إيران لن تقف مکتوفة الايدي کعادتها أمام هکذا أجواء مثيرة لتوجسها و ريبتها، وإن ماقد أفادت به تقارير غربية من إن إيران تعمل على لملمة شتات تنظيم داعش و جيوبه في سوريا من أجل إعادة تأهيل و بناء تنظيم القاعدة من خلال إستخدام علاقاتها الاستراتيجية و التأريخية بقيادة التنظيم.
بحسب ماجاء في التقرير الذي نشرته صحيفة”الصنداي تايمز”، يوم الاحد المنصرم، فإن إيران تعمل على إعادة تأهيل فلول عناصر تنظيم “داعش” الذي يوشك على الانتهاء تحت ضربات التحالف الدولي، لضمهم للقاعدة حيث تنسق طهران مع قادة عسكريين من القاعدة سافروا إلى دمشق من أجل تجميع صفوف مقاتلي “داعش”، وتأسيس تنظيم “قاعدة جديد” يشبه في ثقافته فيلق القدس وحزب الله. وليس هناك من شك بأن النظام الايراني في صدد سيناريو جديد لإشغال المنطقة و العالم به من جديد لکي تقوم خلال ذلك بترسيخ و تقوية نفوذها هناك، فهل سيتم إجهاض هذا السيناريو الخبيث و وأده قبل أن يرى النور؟