على قاعة أور في جمعية الثقافة الكلدانية في إقليم كردستان مدينة عينكاوا .. أقيمت أمسية ثقافية مشتركة بين أدباء النجف الأشرف وبين الأدباء السريان في عينكاوا مثَّل النجف فيها نخبة من اتحاد أدباء النجف الاشرف و بيت السرد العربي وحضر الأمسية نخبة من الأدباء والمثقفين السريان والسياسيين بينهم المدير العام للثقافة والفنون السريانية الدكتور سعدي المالح و رئيس جمعية الثقافة الكلدانية بولس شمعون ومدير متحف التراث والفنون الشعبية السريانية فاروق حنا و مدير الإدارة في المديرية العامة أنور دنحا، و عضو برلمان إقليم كوردستان الدكتور ثائر عبد الأحد، إضافة إلى عدد من ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وحشد من جمهور الأدب والمهتمين بالثقافة..
أفتتحت الأمسية بكلمة للدكتور المالح أشار فيها إلى مكانة النجف ودورها الإبداعي مؤكداً أن اعتبار النجف عاصمة للثقافة الإسلامية يخصنا ويهمنا لدورها الأكيد في دعم الإنسانية بكل الثقافات ..مضيفاً “لقد لعب عدد كبير من مثقفينا السريان على مر العصور منذ مجيء الإسلام وإلى يومنا الدور المتميز في الثقافة العراقية وما الآثار المسيحية الشاخصة في هذه المنطقة والمناطق المحيطة إلا شاهد على هذا الدور” .. بعدها ألقى بولس شمعون كلمة جمعية الثقافة الكلدانية مرحبا بوفد أدباء النجف ومشيراً إلى أننا من خلال هذه الأمسية نتعرف أكثر بمشروع النجف الاشرف كعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2012 كونها مدينة علم وتراث يمتد لمئات السنين إذ أنجبت الكثير من الشعراء والأدباء إضافة لمكانتها الدينية المرموقة .. وتضمنت الأمسية محاضرة عن النجف عاصمة للثقافة الإسلامية للدكتور باقر الكرباسي بيّن فيها أهمية تتويج النجف عاصمة للثقافة الإسلامية وما تمتاز به المدينة من خصائص يندر وجودها في مدن العراق الأخرى، فهي مدينة الوافدين من كل أصقاع الدنيا ومعروفة في عمقها بمثلثها الحضاري (النجف الحيرة الكوفة) وهي المنطقة الكبرى للنجف، وهي منذ ألف عام كانت ومازالت عاصمة للثقافة الإسلامية بل أننا لا نذهب بعيداً حينما نقول أنها عاصمة للثقافة الإنسانية، فتلاقحها الثقافي والحضاري تشهد له الأمم والديانات .. موضحاً أن ارتفاع المنطقة وإشرافها على بحر النجف جعلها محببة للنصارى والرهبان لبناء الأديرة، كما جاء في معجم ياقوت (أن الدير بيت يتعبد فيه الرهبان، ولا يكاد يكون في المصر الأعظم إنما يكون في الصحارى ورؤوس الجبال، فإن كان في المصر كانت كنيسة أو بيعة). وأضاف الكرباسي أن “الأمة السريانية مع امتداد جذورها التاريخية إلى آلاف السنين استحقت فعلا أن تكون خالدة حتى الآن، إذ أنها سبقت جميع الأمم على وجه الأرض ثقافياً وحضارياً فتفوقت في مد ينبوعها المعرفي إلى جميع الأمم والشعوب وعاشت عصرها الذهبي بفخر واعتزاز، باجتياز كل المحن والصعوبات وتقلبات العصور والأزمان، ومازالت أمة حية ومتجددة في تقاليدها وتراثها وإيمانها وأصالة شعبها ولغتها السريانية واستطاعت أيضا، أن تسبق الجميع في المدنية والثقافة، وما وجود الأديرة والبيع وأماكن العبادة في منطقتي النجف والحيرة إلا دليل على التلاقح الحضاري الذي كان موجوداً منذ ذلك الزمان.
وقرأ القاص أحمد محمد الموسوي قصتين الأولى بعنوان (سقوطاً إلى الهاوية) والثانية بعنوان (حصار)، تلاه القاص زمن عبد زيد الكرعاوي ببعض القصص القصيرة جدا أسماها قصص ميكروسكوبية وقد نالت استحسان جميع الحضور، ونقل للحضور تحيات أدباء النجف وإلى كل الأدباء السريان. وقدّم الدكتور باقر الكرباسي للأدباء السريان درع الإبداع من بيت السرد العربي عرفانا بما يقدموه من إبداع متواصل تسلمه عنهم الدكتور سعدي المالح.
وأضاءت الأمسية قراءات شعرية للشاعر نوفل الصافي من الناصرية والشاعر علي العبودي من النجف والشاعرة السريانية نهى لا زار، والشاعر بطرس نباتي.
وفي ختام الأمسية قدّم الدكتور سعدي المانح هدايا للضيوف المشاركين.
زيارة متحف التراث السرياني
وقد سبقت الجلسة زيارة متحف التراث السرياني في مدينة عينكاوا من قبل وفد بيت السرد العربي وبعض أدباء النجف الاشرف وقد رافقهم بذلك الاستاذ فاروق مدير المتحف الذي شرح كل مفردات المتحف من صور واداوات تاريخية تعود إلى آلاف السنين وبعض الأدوات القديمة التراثية وقد أشار إلى ذلك قائلا “إن تاريخ مدينة عينكاوا يعود إلى آلاف السنين خاصة وان السريانين لهم إبداعات جميلة أضافت للإنسانية جمالها ” وقد أشار أيضا الدكتور باقر الكرباسي عضو اتحاد الأدباء إلى أهمية هكذا موجودات من المتحف قائلا ” هناك أشياء في المتحف تشكل صورة حية لتاريخ له أصالته الجميلة في أذهاننا وهناك مشتركات كثيرة في المتحف بين حاضرنا وماضينا ” وأضاف القاص احمد الموسوي قائلا ” إن الثقافة السريانية تستمد إبداعها من تاريخها المشرق وعاداتها التي تألق ناسها بها لما تحمله من مبادئ تخدم تعاملهم الإنساني فالتراث جزء من ثقافتهم الجميلة ” أما القاص زمن عبد زين أكد على أهمية هذا المتحف قائلا “إن هكذا متحفا يعد منبرا حيا لمفردات إبداعية للثقافة السريانية وهي مؤشر ايجابي لخلق حضارة لا تعرف التوقف ” امالثقافة السريانيةا الشاعر الصافي نوفل فله رأي اخر “ان كل الموروث الشعبي المستمد من الابداع السرياني له بصمة رائعة في الثقافة الكردية والعربية حتما كون ان هناك مشتركات اكيدة لها ملامح واضحة في تشكيل صورة مبدعة لكل هذه الثقافات ” واضاف القاص علي العبودي ايضا ” المتحف السرياني موسوعة من التاريخ الذي يترجم كل الثقافات على مدى سنين للإبداع السرياني ليعطي صورة مشرفة للتاريخ “
البيت الثقافي في اربيل
ثم زار الوفد النجفي البيت الثقافي برفقة الإعلامية حمدية جبر وقد استقبلهم رئيس البيت الثقافي الأستاذ دلير وعدد من أعضاء البيت الثقافي , وقد رحب الأستاذ دلير قائلا ” اهلا وسهلا بكم بيننا ومبارك لكم ابداعكم ومبارك للنجف تتويجها عاصمة للثقافة الاسلامية
وقد تناول الوفد اهم تطلعاته بالعمل المشترك حيث أشار القاص علي العبودي إلى أهمية العلاقة المشتركة بين مدينة اربيل ومدينة النجف قائلا ” ان الثقافة العربية ترتبط بمشتركات ايجابية مع الثقافة الكردية من خلال النصوص والعمل الإبداعي المستمر طيلة السنوات الماضية من خلال المشاركات في المحافل الأدبية والمهرجانات ” وقد أكد ذلك القاص زمن عبد زيد الكرعاوي رئيس بيت السرد العربي قائلا ” إن النجف الاشرف بكل مؤسساتها الحكومية وغير الحكومية مستعدة لاستقبال المشاركات الكردية وان بيت السرد في النجف يمكنه ان يكون حركة الوصل الفاعلة وبوابة للعمل المشترك كونه يهدف إلى الانفتاح على جميع الثقافات ”
[email protected]