20 مايو، 2024 2:02 ص
Search
Close this search box.

في أستهداف واضح لنهج الدكتور علاوي قناة العراقية وغرور السلطة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل أكثر من عام كانت العراقية كقناة فضائية تابعة الى شبكة الأعلام العراقي مثار انتقاد وهجوم كبير من قبل أغلب الجهات السياسية فضلاً عن أنها كانت ضمن الجهات التي ساهمت في دعن جهات أضرت بالعراق بشكل فاضح ما أدى الى مطالبة المتظاهرين بأصلاح سياستها والجهات التي تديرها .
وبالعودة الى تأسيس شبكة الأعلام العراقي ومن ساهم في تأسيسها فأن الهدف كان جعلها هيئة أعلامية مستقلة تشبه في عملها هيئة الأذاعة والتلفزيون البريطانية BBC وعمل على هذا الموضوع الكثير من الشخصيات الأعلامية المعروفة منها حميد الكفائي واسماعيل زاير الذي أسس جريدة الصباح . لكن هذا الحلم تبخر بسرعة بعد تولي حزب الدعوة السلطة من خلال نوري المالكي وكانت ترشيحات العاملين في الشبكة تأتي من قبله ومن قبل حزب الدعوة ومايسمى بدولة القانون . والمتتبع لمسيرة قناة العراقية لايجد صعوبة في كشف هذا الأمر .
على مدى السنوات العشر الماضية لم يكن للقناة العراقية خطاباً وطنياً واضحاً يسهم في جمع العراقيين ويوحد صفوفهم ولم يكن لها أسلوب يسهم في تخفيف حدة التوتر الذي أصاب المجتمع العراقي نتيجة للأزمات المفتعلة التي أثارتها أحزاب السلطة من أجل أبقاء حالة التوتر بين العراقيين . كما لم يكن لقناة العراقية بصمة واضحة في الوقوف مع معاناة الشعب العراقي أذ لم نشاهد لها تقرير عن سوء الخدمات بينما العراق من شماله الى جنوبه يفتقد لأبسط الخدمات الضرورية . ولم يكن لقناة العراقية أي أهتمام للكوارث التي حلت بالشعب ولم تمارس دوراً تنويرياً لكشف الحقائق عن ما يجري من أستهتار بحياة العراقيين فهي على سبيل المثال لا الحصر لم تكشف لنا حقيقة ما جرى في مجزرة سبايكر والمتسببين فيها كما لم تكشف حقائق الأنهيارات الأمنية التي تسببت فيها أدارة المالكي حين سلم نصف مساحة العراق للأرهاب القذر ( داعش ) .
بعض العاملين في القناة العراقية كانوا يتعاملون بتعالي كبير متشبثين بسلطة الحزب الحاكم ونتيجة لهكذا تعامل تسببو بالأساءة للكثير .
أتذكر في العام 2009 أحد مقدمي البرامج اتصل بي طالباً تسجيل برنامج داخل جامعة القادسية وطلب مني التعاون ولم أرده بل على العكس رحبت به والكادر الذي معه وقد هيئنا له قاعة لتسجيل البرنامج . وفي يوم التسجيل دخل الى الجامعة وذهب الى مكان آخر بدون علمنا وقام بتخريب قاعة كاملة من أجل ان يقوم بتسجيل البرنامج وما أن عرفت بالموضوع ذهب الى القاعة التي تم تخريبها وعاتبته على مافعل وكنت قد جهزت له قاعة اخرى . لكنه أخذ يسخر وكأنه قد نزل علينا من السماء . فغضبت من طروحاته وأنبته وأذا به يقول . تريد أن اتصل بالوزير . غضبت أكثر وقلت اتصل برئيس الوزراء . لن اسمح لك بالعمل وعليك الخروج من الجامعة فوراً .
هذا واحد من المواقف التي تعرضت لها فكيف بالمواقف التي لم نكن حاضرين فيها ؟
الذي أريد أن أذكر به ان قناة العراقية لم تكن يوماً مساهمة في كشف ملف فساد واحد بينما الفساد ينخر البلاد وهي على الدوام تمجد رئيس الوزراء وتصفق للعمل الحكومي الفاشل وهي بذلك تكون مع السلطة وليس مع الشعب .اليوم خرج علينا البعض من المدافعين عن هذه القناة بعد أن رفض الدكتور أياد علاوي الأجابة على سؤال طرحه أحد مراسليها وكأن الرجل قد اقترف جريمة!! . … ما المشكلة اذا كامن لديه موقف من القناة ؟ وما المشكلة اذا امتنع عن الأجابة وهو حر كما انه زعيم وطني معروف وكان على المراسل لو أنه يمتلك المهنية أن لايضخم الموضوع ويبدأ بالتلاسن على أن القناة هي قناة الدولة . ثم من قال للمراسل أن القناة هي قناة دولة ؟ بينما الحقيقة ووفق السياقات الصحيحة هي قناة الشعب وتتبع الى البرلمان وليس الحكومة لكن الحزب الحاكم الذي تعود خرق كل شيء فيه خدمة للشعب ومن قبلها خرق واضح للدستور . هذا الحزب وبفعل طموحاته فهو يصر على انها قناة الحكومة وليس كما مرسوم لها قانونياً ودستورياً .المنصف والذي لايريد أن يكون أعوراً فينظر بعين ويغمض الأخرى . سيجد أن الغرور الموجود لدى المراسل وأتخاذه لشعار ( خذوهم بالصوت ) هو ذات الخط والنهج الذي ينتهجه الحزب الحاكم وحكومته التي دمرت العراق وعندما تتحدث مع أحد رموزها يظهر لك وكأنه حريص على الشعب . 
قناة العراقية هي ذاتها التي منعت أصوات وطنية وسياسية بعينها من الحوارات واللقاءات التي كان الشارع بحاجة لها لا لشيء سوى أن هذه الأصوات كانت تعارض حزب السلطة . ويأتيك اليوم من يقول ان قناة العراقية حيادية !انني في مقالي هذا لاأريد أن انال من أحد لكنني اتحدث من وحي الواقع الذي يقول أن قناة العراقية لاتختلف كثيراً في طروحاتها عن قناة آفاق التي ترتبط بالحزب الحاكم . ولهذا ارجو عدم المزايدة على الوطن والشعب . القناتان كانتا ولازالتا تدافعان عن نهج جعل العراق خارج الزمن بل أرجعه الى عصور ماقبل الصناعة . وأبو المثل يكول ( أكعد أعوج وأحجي عدل )
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب