تمر اليوم في العاشر من صفر الذكرى الاليمة لتفجير البطحاء الارهابي الدامي في عام 2012 والذي استهدف زوارالاربعينية وخلف ، 44 شهيدا و81 جريحا ،
ونستذكر اليوم ارواح الشهداء البررة و الموقف البطولي لأحد ضباط الجيش وهو الملازم نزهان صالح حسين، من أهالي محافظة كركوك، وبالتحديد قضاء الحويجة، والذي كان في واجبه في تأمين طريق الزائرين المتوجهين الى مدينة كربلاء المقدسة سيرا على الأقدام، واذا بشكوك تساوره بوجود حركة غريبة بين صفوف الزائرين، عندما حاول إرهابي يرتدي الزي العسكري اقتحام حشد كبير منهم، وما كان أمام الضابط الا احتضان الارهابي، وإحكام قبضته عليه، لكن لم تمض سوى لحظات حتى دوى في المكان صوت انفجار عنيف تبين انه ناجم عن تفجير حزام ناسف كان يرتديه المجرم، ليوقع عشرات الضحايا من الزوار المدنيين بين شــهداء وجـــرحى..
وشيع اهالي ذي قار بعدها بيوم بمراسيم شعبية وحكومية جثماني الشهيدين الملازم نزهان صالح حسين الجبوري، من سكنة كركوك “الحويجة”، وزميله المنتسب في الجيش علي أحمد سبع من محافظة ديالى، اللذين ينتسبان الى قوات اللواء 38 التابع للفرقة العاشرة.
أذ كنت من ضمن المشيعيين ولم أتمالك نفسي وانأ أسبح في طوفان المشيعين من أبناء الناصرية الاصلاء الذين هبوا كعادتهم سجية وأصالة ووفاء و ثناءا لمن قدم روحه فداءا لأبناء العراق وأبنائهم خلف جثماني الشهيدين الملازم الأول نزهان الجبوري ونائب العربف علي سبع من مشاة الفرقة العاشرة المكلفة بتامين طريق الزائرين قرب تقاطع البطحاء.
كانت حناجر حشود المشيعين تصدح بنداءات التكبير وشعارات الولاء الحسينية وصرخات الغضب الشعبي العارم المنددة بزمر الإرهاب التكفيري وفلول الإجرام والخيانة من أذناب التكفيريين والإرهابيين . وخلال محطات مسيرة التشييع المهيبة كانت تتعالى الهتافات والأهازيج للمواساة والعزاء باستشهاد هذا الفدائي البطل الذي ضحى بروحه ودمه قرباناً للعقيدة والمذهب والوطن، وآثر بنفسه لدفع الموت الذي كان ينتظر جمعاً من أبناء شعبه المظلوم والسائرين على درب أبي الأحرار . حيث بادر بكل جرأة وبسالة على الإمساك بإلارهابي الذي فجر نفسه قرب تقاطع البطحاء إلا أن المنية كانت بانتظاره لترفع روحه الطاهرة إلى الباري تعالى.
وأيقنا إن الشهيد نزهان الجبوري سطر بعمله وتضحيته ملحمة للتماسك الاجتماعي والديني والوطني بين العراقيين تتردد ألان أصداؤها في كل العراق. فقد تقاطرت على ساحة ألحبوبي حشود بشرية من كل صوب لتقدم الشكر والثناء لروح الشهيد البطل ولتشيد بنبله وخلقه العالي وتفانيه في التضحية وهو ما يزال في شابا غضا في مقتبل العمر.
. استوقفنا المشهد واستعبرنا من هذا المنظر القدسي وصبت دموعنا مدرارا لما إل إليه حال هذا الوطن الموعود بكرة وعشيه بأنهار الدماء ورائحة البارود.وتساءلنا لماذا يستهدف العراقي اخاة العراق ولماذا نشرع لقتل بعضنا البعض . وهل صحيح إن سنة العراق يستهدفون شيعته وشيعته يستهدفون سنته. وهل إن شماله يتربص بجنوبه وغربه يطعن ظهر شرقه .
إذا لماذا يضحي نزهان الجبوري الكركوي ليفتدي بروحة الطاهرة أبناء الملحة في ذي قار ولماذا يضحي علي سبع ابن ديالى عن أبناء ألناصرية . امرا يسير بات على كل ذي لب فهمة وادراكة من إن العراق واحد وان ابنائة أسرة واحدة في الشدائد والمحن ، وان ما يطلقه الخائبون من نعرات وثقافات طائفية إنما هي بالونات يتفنن في صنعها رجال الطوائف والأغراب ،
“أم نزهان ” أرضعت ولدها حليبا طاهرا خاليا من العرقية والطائفية والمذهبية ، ومهما حاول بائعو الشعارات المفبركة والتاريخ المزيف من جهد فلن يغيروا من سلوك المواطن العراقي من شيء ، وسيبقى “درس الشهيد نزهان ” يدرس في كل مدن ومدارس العراق ، وسيتعلم منه العراقيون أنهم شعب واحد وان لهم مستقبلاً واحداً ، لربما سيوارى جثمان الكركوي البطل ” نزهان الجبوري ،،الثرى بعيدا عن الناصرية ، لكنه سيبقى حاضرا في ذاكرة الأمة وفي سفر تاريخها وشاخصا في جسورها وشوارعها وأزقتها .
المجد والخلود لنزهان البطل… ولنائب العريف علي سبع وسلاما لكل عراقي شريف ويخسأ كل من يقتل و يبكي العراقيين من الطائفيين وعرب الجنسية الفاسدين. .