عذرآ لك أيها الحسيني المتفاني والقائد المجاهد والشهيد السعيد ونحن نأبن روحك الطاهرة التي عرجت الى سماء الخلود تحتفي بها ملائك الرحمة تسوقها نحو جنان الرضوان لتستقر في رحاب الشهداء عند مليك مقتدر ، عذرآ لا تستطيع الكلمات أن تحتوي حياتك وعطاؤك وخدمتك وتلبيتك وجهادك ومرابطتك وتفانيك حتى آخر أنفاسك وأنت تروي أرض البشير بدمائك الزكية ، فحقيقة الأمر نحن نأبن أنفسنا ونعزيها لفقدك وغيابك عن أبصارنا وإن كنا في أعماق قلوبنا ومشاعرنا وأحاسيسنا نغبطك على درجتك التي وهبها الباري سبحانه وتعالى لك فأنت تستحقها بفخر وإعتزاز فقد آليت ألا تنثني ولا تتراجع ولا تتوقف بل كنت في مقدمة الركب منذ سماعك بنداء المرجعية الرشيدة للذود عن حياض الوطن والدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات ملبيآ الفتوى الجهادية الكفائية أول إنطلاقتها وكنت حينها في العتبة العباسية المقدسة عند الضريح المطهر لأبا الفضل العباس ع وتعاضدت مع أخوتك لتكونوا قوة قتالية تستمد عزمها وبسالتها وشجاعتها من علياء قبة أبا الفضل وشموخها وسارعت الخطى مع البواسل من الشباب الحسيني الذين أحطت بهم وأحاطوا بك طيلة سنتين خدمتك في ممثلية المواكب الحسينية والتي سخرت بصدق وإخلاص مالك وبيتك وعائلتك لها طامحآ أن تسجل عند أبا الأحرار ع خادمآ للمواكب الحسينية وللزائرين، ومن ثم بعد الفتوى لم يهدأ لك بال وقدمت كل شيء وتفانيت بما قدمت ورابطت في كل جبهات القتال والمواجهة على مدى سنتين لا تدخر جهدآ لنفسك ولا ترجوا شيئآ من حطام الدنيا بل تنشد وتتطلع الى الفوز بإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة وفي كلتاهما تكسب رحمة من الله ورضوانا . توجت مسيرتك بالشهادة ماأروعها وماأعظمها عند الله والملائكة والناس أجمعين فهنيئآ لك فوزك العظيم ونؤمن أن روحك تطوف حولنا ونناشدها أن تتذكرنا يوم الورود عليها لعلها تشملنا بشفاعتها عند الباري سبحانه وتعالى فللشهيد شفاعة عند الله .