لا ادري حقاً من المستفيد من موضوع أزمة بلدي العراق وقضية تأزم الحكومة مع الشعب الأصيل الصابر المتظاهر المعتصم المطالب بحقوقه البسيطة ليس إلا ومنذ أكثر من ثمانية شهور . الأمريكيون أو الإيرانيون أم دول الجوار العربية منها الكويت والسعودية والأردن وسوريا أو الإسلامية الأجنبية اقصد هنا تركيا هؤلاء يسعون بطرق شتى لإخلاء العراق من أهله وتقسيم (25) مليون برميل نفط خام درجة أولى فيما بينهما ، أم الكتل والأحزاب السياسية المستوردة العراقية الحائرة الباحثة عن ألف حل وتبرير وإجابات لأسئلة ومطالب لشعبها المعذب ، أم أعضاء البرلمان العراقي المنهمكين في زيادة دخلهم المادي والاحتفاظ براتبهم التقاعدي وكيفية الدخول مرة أخرى إلى قبة البرلمان النيابي القادم بوجه جديد ولون جديد وكتلة جديدة وأصبح عضو البرلمان العراقي يتقاضى اكبر دخل في العالم حيث يتقاضى النائب 1000دولار لكل 20 دقيقة ودخله الشهري أصبح أعلى اجر في العالم اليوم حسب إحصائية عالمية نشرت اليوم في جميع صحف العالم وفي الوقت نفسه المتقاعد من الشعب العراقي يتقاضى الأقل دخل في العالم ولم يحقق هؤلاء للشعب غير الاقتتال الطائفي المذهبي اللعين ولم يقر أي قانون يخدم الشعب الذي انتخبه ومع أسفي الشديد ويحصل على جواز خاص له وللعائلة الكريمة . والشيء بالشيء يذكر أن هؤلاء أخيرا سينضمون بأغلبهم مع قوافل اللاجئين المزعومين في دمشق وإيران وتركيا وبيروت ولندن ودول الخليج ومصر والأردن والدول الأوربية والأمريكية لكن في فنادق الدرجة الأولى والفلل والقصور والشركات والشقق الفخمة الذين اشتروها بعرق جبينهم بعد إن باعوا العراق وأهله بأرخص الإثمان .. !
لا هؤلاء ولا أولئك . قضية احتلال العراق هو اسم كريه ومنبوذ ولا يستسيغ سماعه احد إذا ما نظر إليه من باب آخر وهو الهجرة المؤقتة لوجدت آلاف الحلول لها . العراقيون في الخارج منذ عشرات السنين في أمريكا ويشكلون جالية عظمى في ديترويت ومشغان وكاليفورنيا وواشنطن وفي كندا وأمريكا الجنوبية والدول الاسكندينافية وفي بريطانيا واستراليا ومعظم دول أوربا وروسيا واسيا وأفريقيا والعراقيون تعرض حتى اليهود منهم إلى هجرة قسريه بعد نكبة 1948 إلى إسرائيل وهاهم لحد الآن يتمنون ويتحرقون شوقاً لزيارة العراق .
العراقيون هاجروا وهجّروا لأسباب عديدة وصلت ذروتها بين أعوام 1991- 2003 والبحث عن لقمة العيش بعد تعرضهم لحصار اقتصادي لم يشهد له التاريخ مثيلاً ، ثم الهجرة الكبرى بين أعوام 2003 -2013 بعد دخول قوات الكفر ارض الرافدين وإسقاط ألدوله بيد قوات الاحتلال الانكلو _ أمريكي ، لكن العراقيين مهاجرين ومهجرين ليسوا لاجئين فقد خرجوا مضطرين مثقلين بالأحزان ، خرجت نساؤهم ثكالى ، وأطفالهم أيتام ، وشيوخهم باكين على من مات بنيران أمريكية أو بنيران الجار والشقيق . خرجوا ووصلوا إلى دمشق وعمان يحملون معهم قلباً مفعماً بالأمل وعقلاً لا يقبل الذل وجيوباً ملى بالقناعة وبما ادخروه من شقاء عمرهم وعملهم وتعبهم – أسواق وشوارع ودكاكين وبورصات دمشق وعمان تشهد للعراقيين مسعاهم لخدمة البلد الذي يضيفهم فقط وهم غير جائعين ولا يستجدون أحداً ، أسسوا الشركات وأعادوا الحياة إلى أسواق ميتة وبدأت الحركة بين هذين البلدين والعراق تنتعش واسألوا بذلك المنصفين من أشقائنا في سوريا والأردن أين يقطن ويسكن العراقيون وماذا يأكلون وكيف يتنقلون وكيف يعيشون ، أما موضوع اللاجئين العراقيين فهو أكذوبة أطلقها بضع موظفين بما يسموا بالأمم المتحدة وسفراء النوايا السيئة اقصد الحسنة ومنظمات الهدم المدني لتوسيع دائرة السلب والنهب لتشغيل آلاف العاطلين في هذا المنظمات المشبوهة وبإذن الله الذي لا تضيع ودائعه العراقيون وديعة الله في ارض العروبة ، سيعودون إلى بلدهم العراق الموحد الصامد والى دأبهم وديدنهم لفتح أبواب بلدهم لكل العرب والمسلمين وان غداً لناضرة قريب .
وأحب أن اذكر لان لا احد يصدق بالصحافيين العراقيين أن من بين أروقة وباحات جامعة الدول العربية وضجيج اجتماعاتها وزقزقة مندوبيها يظهر واضحا للعيان أن العرب أصبحت لهم كلمة واحدة وان طريق النصر على أعداء الأمة العربية مفتوح فقادة العرب اليوم بين متأمل ومبتسم ومزهو بالنصر على الورق يخرج مداد الحقد وحبر الانتقام ناثرا نار كراهيتهم بلا هوادة وممن اقرب المقربين في جامعة الدول العربية يتلاعبون بكيفية إطلاق الكلمات الغير مسؤولة تجاه الشعب العراقي في هذه المناسبة قضية احتلال العراق وينقلون لعنة الكراهية بلا خجل ولا حياء عبر الصحف والمجلات والفضائيات وعرض المسلسلات والأفلام التي تخدش حياء العراقيين الشرفاء وإيجاد طرق جديدة لعرض مصائب العراق والعراقيين وبعثرت تاريخهم الخالد المجيد كون هذه الدولة العتيدة قدمت الشهداء من اجل فلسطين الغالية ومن اجل الجولان ومن اجل مصر ومن اجل حماية البوابة الشرقية للوطن العربي عبر قنوات فضائية تابعة لدولة خليجية ليعبروا عن سلالة حاقدة وتراث تعمق وتوغل في كره العراق والعراقيين ولا يبدو قابل للتغير رغم مرور عشرة سنوات ويزيد على عمر الاحتلال البغيض وأخيرا أوجه رسالتي الصحفية الاولى إلى سلطان الدولة الجديد العاهل نوري باشا المالكي بعد عدم منح إجازة للمتظاهرين العراقيين لرفضهم الرواتب التقاعدية والامتيازات للرئاسات الثلاث وأعضاء البرلمان للأسباب الأمنية في الوقت الذي نذكر حكومة بغداد وفرت الأمن للزيارات والمناسبات الدينية للملاين من الزائرين في الكاظمية والنجف وكربلاء وسامراء والرسالة الثانية للشعب العراقي بالمطالبة بمحاكمة من كتب ووقع الدستور العراقي الخائب والمطالبة لمحاكمة جميع أعضاء البرلمان العراقي بالكامل بعد الفشل الذريع لقيادة العباد والبلاد وقتل المئات والملاين من الأبرياء من أبناء الشعب العراقي . والذي شاهد أعضاء البرلمان يتقاتلون تحت قبة البرلمان من اجل صور طائفية والشارع العراقي خارج البرلمان ينزف الدماء بدم بارد .
وهو جرس إنذار خطير لكل العراقيين الذين اعتقدوا أن قادتهم قد داروا شراع سفينتهم نحو الأخوة والمصالحة وترك الماضي يندمل في أجواء صحيحة بكل ما يحمله من أوهام وأحزان بين الأشقاء .
وهذا هو العراق اليوم يعيش قصة شعب حزين بلا وطن ولا حكومة ولا امة تنصفه .