23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

فين الديمقراطية يا عرب؟!!

فين الديمقراطية يا عرب؟!!

منذ بداية القرن الحادي والعشرين والأرض العربية تتعالى فيها صيحات الديمقراطية , وتتبدل أنظمة حكمها وتتداعى مدنها وأوطانها ويتشرد إنسانها.
والديمقراطية تعني الحرية والكرامة والعدالة وإحترام حقوق الإنسان , فماذا جلبت الدعوات التي ترفع راياتها؟
فالدول التي ساندت التحولات ذات أنظمة ديمقراطية عريقة وتجارب طويلة في الحكم , ومعاني ومتطلبات السلوك الديمقراطي , لكنها شجّعت وساندت وأهّلت الأحزاب الدينية لكي تكون القابضة على السلطة والمتحكمة بمصير الشعب.
وكأن الديمقراطية معناها أن تحكم الأحزاب الدينية وحسب , وفي بُلدانها ما أبعد الدين عن الكرسي.
إن هذا الأسلوب المنافي للأعراف الديمقراطية العريقة , يتقاطع مع حقوق الإنسان وحرية تقرير المصير , لأنه قد تسبب بتداعيات متواكبة وويلات متعاقبة , فتكت بالبلاد وبالعباد.
فهل هذه ديمقراطية أم عدوان على أبسط الحقوق الإنسانية؟!
إن القول بالديمقراطية وفقا لهذه المواصفات , إنما يشير للخداع والتضليل والتمرير للمشاريع والخطط الإستلابية , والذي يساندها ويسعى في أحضانها , لا يمتلك الأدلة والبراهين والأمثلة الكافية التي تدعو للفخر والإعتزاز.
فهذه هجمة عدوانية إفتراسية إمحاقية , ولا يمكنها أن تكون ديمقراطية , مهما لعلعت بذلك وسائل الإعلام المُسخرة لتسويغ الشرور والآثام والمظالم.
ولا بد من يقظة الضمير , والإعتداد بحقوق الإنسان وإحترام حياته , وإعلاء قيمته ودوره في صناعة حاضره ومستقبله.
ولتتهاوى معاقل البهتان وأبواق التبعية والخسران والإمتهان!!