23 ديسمبر، 2024 12:29 م

“لا شيء يزعجها معي
لا شيء يزعجني، فنحن الآن
منسجمان في النسيان…”
يستعير  قناع درويش ويبوح بمخاوفه
هي لا ترد ..
هي تحترف الصمت
والنهر يراقب  تبدد أيامهما
يباغتها صوت الحفيدة” كيف تنام الفراشات؟
يرتبك النورس  على صفحة النهر
يتلفن لها من على الجسر
– حتى النوارس هجرت جسر ألسنك
– كيف تنام الفراشات؟
– أضعت الإجابة مع جنين طفا مع حبله السري في مقبرة جماعية لقارب  يُهِرب عراقيين من الجحيم إلى الـ هناك
قالت كهرمانة للحفيدة :
لا تصدقي سوى الشجرة
يترك درويش الحصان وحيدا ويترنم مع الأب ثائر  في كنيسة  سيدة النجاة :
“هيَ لا تقولُ: الحبُّ يُولَدُ كائناً حيّا ويُمْسِي فِكْرَةً”
فترد المومس العمياء
ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
           تحمل كهرمانة المنسي من الشعر والمفقود والمغيب من العشق
تنتظر قصيدة ما بعد  حداثية تفكك مقولات الحياة التي صاغها السلطان عندما غفي  الرب ذات فيلم سهرة ملتصقا بصوبة علاء الدين
وراقصة البالية تسرق إغفاءة الفراشة
تسير على أطراف أصابعها  وتترك مائة دولار مطرزة بخط مسماري  عند” سرير الغريبة “:
           فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضا ب
           وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب

                                         التوقيع :رابعة العدوية

***
 تصحو كهرمانة
تغسل  النعاس بفجر شهرزاد  المباح  عند أبي نؤاس
تبحث عن كعك السيد في الرشيد
وتسرح شعرها أمام مرآة مشبعة  بذكريات حكمت حلاق الملك  المحنط في أناقة زمن مضى  
تمنح “لهيب ” المتخفية  بهيئة الجنون ” ضبة مزبن” وبعض برحيات سرقتها من  بسطية   في حافظ القاضي
–  ا تريدين رفع دعوى .. أنا محامية شاطرة .. اسألي عدي صدام حسين ؟
تكمل “لهوبة “مرافعتها   في حشد  عمال المسطر عند جدارية فائق حسن  المختطفين عنوة في  رحلة إفطار في الجنة 
تفزع  بساطيل النهضة  وحقائب ساحة السباع
تكتم شناشيل البتاوين صرختها ويضيع صوت المذيع في المربعة 
يتوعد جلال الحنفي محاسب الجريدة  برشاش بذاءات من جامع  الخلفاء
يهلع  الندى في غصون الشارع المشجر
 يبكي سائق باص رقم 4  مرددا ” الرقم خارج نطاق الخدمة”
يتلذذ محسن اطيمش  بمخارج الحروف مرددا  إن في” دير الملاك “متسعا   لكل الشعر  
يهرب  “اكيوس ” من غبار المارة  قرب وزارة الزراعة
يعب كولا مستمعا لنصيف الناصري ببنطال الجينز يهتف ” تسقط أمريكا”
تجمع  كهرمانة  دموع المدينة  نهارا
تفرغ شهرزاد الجرار  ليلا
***
في طريقه  للمتنبي يقرا كامل شياع خبر موته فيبتسم 
ترفع كهرمانة بقايا النعاس والمطر  من صوت أطوار بهجت
تبحث عن غموض رصاصة  في قميص محسن السعدون
ونجمات سيتا هاكوبيان المنذورة لكفيه
“وك روحي وردة وماي كونك تجييهه “
ترى  سيدة مع كلب زينة
هافانيز ابيض مثل لبن اربيل
تجلس السيدة  إلى رجل بروب نوم بمربعات
يتشمسان بباحة القصر الفاره يوما
  تفز حمامة من شرفة القسم الثقافي في عمارة سليمة باشا
يقهقه ابن إياس في دومة جهاد مجيد
ويسحب حسب الشيخ جعفر نفسا من سيجارته اللف
 يسألها “ا تحبين  شعر آنا اخماتوفا ؟
***
             تعيد  كهرمانة الحمامة لعشها
          والنظرة للمرأة صاحبة الكلب الأبيض
والمربعات لروب الرجل المهيب
تترك  الشمس لبيت الـ ” مسيح”
بقايا قهوة  مرة لنبتة ظل عنيدة
وقرص فاليوم على مكتب محمد عبد المجيد المهموم بالأمل
وشحوب ولده قبل العشق
تخط على باب الشرفة بأحمر الشفاه :

                        وأنا كذلك لا أقول:  الحب أَمسى فكرةً