23 ديسمبر، 2024 2:06 م

فيما ( لو ) .. لا نريد العودة لعصر “المكرمات” !

فيما ( لو ) .. لا نريد العودة لعصر “المكرمات” !

لو … فيما لو يعني ..  فلا يتمنّن علينا  “القادمون” مجدّداً ! إن , لو .. تحقّق لهم ذلك , واللهم لا تحقّقه لهم إن كان وصولهم بدعم من أموال أعراب الصحراء الّذين لغاية اليوم لا يؤمنون بكرويّة الأرض ! , لا نريدهم أن يمنّون علينا بعودة الكهرباء لوضعها الطبيعي مثلاً فيعتبرونها من المنجزات الّتي تحقّقت تحت ضلّ “العهد الجديد” وليس حقّاً عراقيّاً ممنوح من السماء كان العراق تحت الاحتلال البريطاني ولم تنقطع يوماً واحداً عنه ولم تمنن علينا بها بريطانيا يوماً !! .. في الحقيقة انا من الناس الّذين كانوا يشمئزّون من كلمة “مكرمة” واعتبرها إهانة لي و”حيلة” من حيل ومكر لا يصدر إلاّ عن من هو خالي الوفاض لا يستطيع تقديم المنجز الحقيقي ف”يتعنقر برؤوسنا” فيلجأ إلى اعتبار الهواء الّذي نتنفّسه مثلاً منّة ومكرمة وأخيراً منحنا إيّاها بعد أن كنّا مشتاقين لسماعها ! “تأميم النفط” مثلاً على سموّ إنجازه وعظمته لم يحتوي بيان المرحوم البكر أيّ لفظة ل “مكرمة” ولم نكن نشمّ من البيان أيّة رائحة نتنة لمنّة منّتها علينا الدولة حينها .. إذ ليس من المعقول في عصر انتشار مفاهيم الكرامة والانسانيّة هذا بطرق حضاريّة جديدة بين مجتمعات أصبحت راقية بها أن يظهر علينا بيان يقول فيه : “مكرمة” جديدة بتوفير البصل والبسكويت في الأسواق المحلّيّة” ! لسنا حيوانات مدجّنة للآخرين يسوقونها أو يسمّنوها وقت ما اقتضت مصالحهم ذلك ! , على القادمون أن يُدركوا أن الشعب غير الشعب ذاك أيّام ما كانت توزّع عليه مكرمات الدولة مع كلّ اكتشاف جديد للحليب ! لسنا بعران نمتثل لمكرمات “المحفوظ” ! البعران هناك في الصحراء القاحلة في الربع الخالي أمّا في المدن وحياة مدنيّة نغنّى بأمجادها ليل نهار فلا وألف لا لن يقبل شعب اختلط بأمم الأرض ثلاث عقود عايشها وعايشته وعرف كيف يتعايشون مع الحياة ومباهجها من دون أدنى منغّص فاكتسب الكثير من طبائع التمدّن الحقيقي ونشرها بين أهله وأحبابه والّتي حرمتنا منها عصور المكرمات ! عصور تقبيل أكتاف وأيادي المحفوظ ! ولعنة الله على شعب يستلذّ بالعبوديّة , إذ لولا “الشعب” المدجّن بدين غزته الحيل والأباطيل والخزعبلاّت والتنطّعات بالدين  لما تفرعن فرعون !  احترموا العراقيين أيّها القادمون وأعينوهم على احترام أنفسهم اوّلاً قبل إعانتكم لهم بالكهرباء ليكونوا أحرارا وهي المكرمة الحقيقيّة إن سعيتم لها فستجدون بعدها الكهرباء وقد عادت والأسعار المسعورة الملتهبة في عصر الكذابين وقد انخفضت والدينار العراقي وقد عاد “يذبح” كالسابق والشوارع وقد نظّفت والباعة المتجوّلون صغاراً وكهولاً وقد اختفوا من الطرق , لأنّ الشعب الحرّ الفخور بثقته بنفسه حريص على نظافة شارعه من دون وصايا أو مواعظ دينيّة أو “اجتماعات أو خفارات” حريص عليه قبل حرصه على نظافة بيته وحريص كلّ الحرص على مستقبله ! حضّروا أنفسكم على ذلك أيّها “القادمون” وتدرّبوا جيّداً على ذلك على إعادة الثقة بالنفس بهذا الوطن والتدرّب على كيفيّة جعله حرّاً قبل أن تطأ أقدامكم مجدّداً أرض الدولة تدرّبوا في إعادة الثقة للمواطن بنفسه قبل إعادة الكهرباء والخدمات إليه  وإلاّ فعودوا من حيث أتيتم أو إلى الصحراء حيث الوضوء لا يكفي مائها إلاّ “لثلاث مرّات ومسح واحدة بالقدم” فقط ! واعلموا أنّ إغراقكم  البلد بالشركات العابرة على الطريقة الخليجيّة “العبعوبيّة” لن يجدي نفعاً فستجدون شعباً علّمته المحن والتجارب من انتشاره في دول العالم المتحضّر كنتم أنتم أحد أسبابها , ولربّ ضارّةٍ نافعة , لن يقبل هذا الشعب بعد اليوم أن يعود لعصر الحريم والجواري والخوف والطنطل , هو غير ذلك الشعب يوم كان مستنفراً طيلة يومه من عدوّ وهمي صنعناه بأيدينا كما صنعنا الآلهة من قبل ولا زلنا مع الأسف ! , وإن كان هناك فعلاً عدوّ , فإنّ أعراب الصحراء هم من أوجدوه لا الغرب ولا يحزنون , لولا من بيننا من قبل به  سيغادر أراضينا اليوم قبل الغد .. نعم هنالك منجزات كثيرة تحقّقت عندما كانت قيادة الدولة واحدة لم يخن أحدهم الآخر , لكن “المكرمات” الّتي كان يتقزّز أحدنا لسماعها ونشعر وكأنّنا لا زلنا في المغارات والكهوف عند ذكرها وهي لا تعدو أن تكون تلك الّتي يحلو لأن يستلذّ بإطلاقها الّذين أطلقوا عليها “المكرمات” ينطبق عليها المثل الدارج “من لحم ثورك أطعمك” هي , هلوسة المكرمات تلك , في الواقع , لو تبصّرنا , هي من طمست تلك المنجزات الّتي تحقّقت بعد التأميم عظيمها وحقيرها كبيرها وصغيرها .. على القادمون أن يراعوا مشاعر العراقيين جميعاً فلا “أكبر مسجد في العالم” ولا غيره  ولا رفع للآذان على قنوات الدولة الفضائيّة بعد اليوم فالجوامع والمساجد يغرق بأعدادها البلد والحمد لله والآذان يُرفع فيها تسمع الميّت دويّها ! وإن تحجّجتم على أنّ هالك مسلمون في الخارج وبحاجة لسماعهم الأذان فاعلموا أنّ مساجدهم في “بلدان الكفرة” أكثر أعدادها اليوم من أعداد مساجدكم هنا ! يُرفع فيها الأذان كلّ لحظة زلكن بهدوء وكلّ وقت بوقته ! دعكم من التنطّع بالدين , يرفع الاذان في المسجد والحسينية والجامع وأثناء القاء الندوات والخطب والمناداة بالمكبّرات في المزادات العلنيّة حتّى خفنا أن تصل إلى شاشات السينمات ! , اتركوها دولة علمانيّة , فمن كان يعبد محمّداً فإنّ محمّداً (( قد مات )) ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت ! فالله قريب مجيب يسمع ويرى فلا تتحجّجوا ! اعبدوا الله بهدوء دون دعايات وبأدب مع الله , لنتأدّب مع الله تلقائيّاً سيتأدّب أحدنا امام الأخر فتتوقّف العداوات بعد أن يعمّ الخجل بيننا , اتركوا العلمانيّة تبني البلد للجميع من دون تحقير للآخر لا ديناً ولا طائفة ولا قوميّة ولا غيرها تركب فوق أخرى !  , الوطن للجميع , العراق للجميع لا للذين وراء الحدود أعراباً وغيرهم .. وليعلم أنّ البلد “مو أبو واحد” هو لأهله الأصليّين أوّلاً , ف( لا تنه عن خلق وتأت بمثله , عار عليك إن فعلت عظيمُ ) لا تجعلوا الناس يشبّهوننا بالقتلة الأميركيين عندما أبادوا الهنود الحمر وادّعوا انّ أميركا أرض كنعان الّتي وعدهم الله بها ! , فترانا نفضحهم كلّ يوم على أنّهم قتلة يبيدون الشعوب لكنّنا أوّل من يصادر حقوق الآخرين بل ويبيدهم إبادة معنويّة قبل التصفية الجسديّة , لمسنا ذلك جيّداً من الّذين هاجروا لبلدان المهجر من الّذين نزعم أنّهم أقلّيّات كيف انطلقت ألسنتهم علينا كانوا من الخوف منّا لا يتكلّمون أو حتّى يتفوّهون بكلمة ومنتخباتنا الكرويّة أو إسم “طوبة” الّتي لم يسمع بها العراقيين والعرب أسمعونا إيّاها وبنو فرقها ونواديها على أكتافهم في العراق !! .. احترموا عقول الناس , اتركوا الشعب حرّاً لا تعاملوه “بالخلسات” ! تجرجروا قدميه لما لا يرغب ! , تعملون أنفسكم “ناعمون” أوّل الأمر ثمّ تتغوّلوا صعوداً على رقاب المواطنين ما أن يظهر بأظافركم  طحين ! .. ولنا في هذه الحكومة الّتي ملأت حياتنا كذباً بعد أن وعدتنا نوماً وعسلاً قبل ان تطأ أقدامهم أعتاب الدولة , خير مثال ! .