“استنساخ”
راسل كراو لهمفري بوغارت في تحفة “كازابلانكا”!
ترسل الشركة النفطية بيتر باومان (ديفيد مورس) المهندس الأمريكي الى احدى بلدان أمريكا اللاتينية “الوهمية” (تيكالا)، وذلك للاشراف على بناء سد ضخم على أحد الأنهار، لكن عصابة “ثورية-ماركسية” دموية معادية تختطفه وتطالب بفدية قدرها ثلاثة ملايين دولار، هنا يتدخل تيري ثور (راسل كراو) الاوسترالي الذي يعمل كمحقق لحساب احدى شركات التامين، ساعيا لاطلاق سراحه ومناورة الوسطاء المتورطين بعملية الخطف، ومستخدما براعته البوليسية وشجاعته الشخصية (المتماثلة مع دوره بفيلم “جيلادياتور”)! …وفي هذه الأثناء تباع شركة باومان لشركة اخرى “لامبالية”، ويفقد موضوع الخطف زخمه وأولويته، لكن ثورن المخلص بطبعه لا
يتخلى بسهولة عن مهمته بفضل اصرار أليس (ميغ رايان) زوجة باومان التي تصر على تحرير زوجها، مهما تكلف ذلك. وحسب المتوقع لا يلبث المحقق الشجاع الوسيم أن يقع في هوى “أليس” لتصل حبكة الفيلم لعقدتها المعهودة، وليتحول لفيلم “خطف” رومانسي …أعادت قناة “ام بي سي” الثانية عرض هذا الفيلم واستمتعت بمشاهدته وكأني اراه للمرة الاولى نظرا لبراعة المخرج تايلور هاكفورد بطريقة سرده الواقعية “الشيقة” للأحداث، وبدا وكأنه يستنسخ قصة فيلم “كازابلانكا” الشهير (1942)، مستبدلا مدينة”الدارالبيضاء” المغربية، كما بدا اداء راسل كراو مطابقا لكاريزمية همفري بوغارت بطل “الفيلم-المعلم” بالسينما الأمريكية الكلاسيكية، وحتى أن المقارنة تصح هنا أيضا لوصف أداء رايان وانغريد، والمدهش الغريب هنا تفوق أداء الممثلين وقدرتهم على الاقناع، حتى أن الحبكة بدت أكثر تماسكا وانسيابا من مثيلتها بالفيلم الأمريكي الشهير، وساهمت كل هذه العناصر باضافة التشويق وتخفيف وطأة الاستنساخ، نقطة الضعف الرئيسية بهذا الفيلم تمثلت بدمجه لقصتين بسيناريو واحد، وبضعف أداء بعض الممثلين الثانويين اللذين أضعفوا الايقاع الأصلي للشريط، كما أنه لا ينطبع بالذاكرة!