“أكشن- كوميدي” أمريكي استرالي يحاكي أفلام الجاسوسية!
أعتقد (بلا اصرار) أن القطط الشاردة التي اسميها “قطط المزابل” تتكاثر بشكل كبير وتمثل تهديدا بيئيا للطيور بأنواعها، كما أنها تهيمن على الحارات والشوارع والأزقة، ويكفي ان تسمع أصوات عراكها الدائم (الذي يشبه
صوت بكاء الأطفال)، وخاصة بالصباح الباكر او بالليل لكي تتأكد من ان ذكورها تمارس هيمنة مساحية حيوية على شارع او زقاق ما ، ساعية لامتلاك المكان والاناث، ويساعدها بولها الذي تنشره هنا وهناك، مبتكرة ما يسمى بصمة “رائحة البول” لتبرير أسبقيتها على ملكية المكان، فيما تقضي الساعات الباكرة وهي تنوح وتصرخ بوجه خصومها في استعراض “صراخي” مزعج للقوة …ومؤخرا امتلكت ارنبا ظريفا ووجدت انه لا يختلف عن القطط كثيرا سوى بأنه مسالم اكثر من اللازم ولا يشبع من أكل النباتات الورقية الخضراء تحديدا، كما انه يفتقد للقدرةعلى اصدار الأصوات…وفيما عدا ذلك فهو يتمتع ربما بنفس الذكاء والجاذبية والاستئناس بالانسان، ولكنه ظلم باعتبار انه كائن عشبي “قابل للذبح والأكل”، وقد لاحظت أن أوراق الخس الخضراء هي طعامه المفضل، وليس الجزر كما ظهر بالعديد من أفلام التحريك! كما اني شاهدت بأم عيني حالة أقدم فيها كلبان شاردان أسودان على قتل قط بالعض المتبادل، وباسلوب سادي، فيما قام كلب ثالث بالمراقبة والحراسة، وفي صبيحة باكرة ليوم صيفي،وقد قارنت هذه الحادثة بمشاهد الاغتيال والقتل التي نشاهدها عادة بأفلام السينما، كما أقنعتني هذه الحادثة بدرجة كراهية الكلاب للقطط، ولاحظت أن قطط حينا السكني تهرب كلها مختفية، وحتى أن بعضها قد يتسلق الأشجار اذا ما ظهر كلب شرس فجأة… أسوق هذه المقدمة الغريبة تمهيدا للحديث عن فيلم تحريك قديم نسبيا (القطط والكلاب 2001)، يعتبر ربما من اوائل أفلام الكرتون التي ابتكرت صور ومشاهد “الحيوانات الناطقة”، والتي أطلقت بعدها هوليوود مجموعة لافتة طريفة وملونة لسلسلة ناجحة وحتى وقتنا الراهن(2014)، وتضمنت قصصا ظريفة لمجموعة متنوعة من الحيوانات المختلفة كالدببة والسعادين والطيور والبطارق والأسماك والحيتان وحتى الحشرات (كالنمل والنحل)، وتمكنت من تطوير مؤثرات خاصة مبهرة باستخدام الخدع الكمبيوترية وشتى التقنيات المستحدثة، وبادخال أصوات ممثلين وممثلات (مشهورين ومشهورات)، بغرض النجاح التجاري وتحقيق المتعة والتسلية السينمائية للصغار والكبار على حد سواء.
أما قصة هذا الكرتون المميز، فهي تتحدث عن حرب سرية تقودها الكلاب منذ آلاف السنين لمنع القطط من الاستيلاء على العالم، هنا يدخل على الخط “سنورا خبيثا” يدعى السيد تينكليز (صوت الممثل شون هايز)، ويضع خطة جهنمية لقلب الطاولة فوق الكلاب، ساعيا بطرافة للاستفراد بالآدميين وتحويل العالم لسيطرته المطلقة، وذلك بعد ان يعلم بمحاولة البرفسور رودي (جيف جولد بلوم) لصنع “لقاح” فعال جديد يقضي على حساسية البشر تجاه الكلاب…ولكن جروا مخلصا يسمى لو (بصوت الممثل توبي ماكغواير)، ينجح بتجميع عددا من الكلاب المخلصين “الطيبين”، ويشكل تحالفا “عالميا” لحماية البشر “المساكين” من مؤامرات ودهاء “القطط” بقيادة “السيد تينكليز” “الماكر”، كما ينغمس بمغامرات حركية وجاسوسية شيقة للانتصار على القط الفارسي “المغرور”، الذي ينتهي بالمشاهد الأخيرة مهزوما ومحبطا وقد تم تلبيسه بملابس انثوية “غريبة ومضحكة”!
ينجح المخرج لورانس غوترمان باستهلال هذا النمط الجديد من افلام التحريك الشيقة ويدخل بطريقة ذكية لمتاهة العلاقات ما بين البشر والكلاب والقطط والفئران، كما بنمط افلام الجاسوسية الجاذب، كما يبدع باظهار مهارات الحيوانات ليس بالنطق فقط، وانما بالقيام بحركات تعبيرية جسدية متكاملة تشمل الغمز والعبوس والحركات الرشيقة، كما أنه نجح بامتاعنا كمشاهدين، وجعلنا ننبهر من تناسق المشاهد وانسيابية الأحداث الشيقة وتناسق الألوان، وكأننا نشاهد فيلم تحريك من انتاج العام 2014.)