18 ديسمبر، 2024 9:54 م

فيلسوف وطن تقتله ماكنة الحقد.

فيلسوف وطن تقتله ماكنة الحقد.

“عندما تجرب غيري تعرف خيري”،مثل عراقي شائع أخذ صدى واسع في الساحة العراقية، الأفكار والرؤى النابعة من رحم المعاناة دائماً تجابه بالرفض وعدم القبول ،بل وتتعداها أحياناً إلى التشوية والطعن بالشخص الذي بادر بفعل الخير ، لكن سرعان ما تغمض عيناه ويلتحق إلى بارئه ترى الترحم والثناء عليه وعلى ما بادر به من فعل ، لأنهم اكتشفوا حقيقتة وحقيقة الذي بادر بالطعن والرفض .
عبد العزيز محسن الحكيم ،رجل دين وسياسة عراقي بارز ومعروف لدى الأوساط المحلية والإقليمية ،بل تعدى صيته الأقليمي إلى العالمي ، أنحدر من عائلة علمائية دينية ذات باع طويل في خدمة الدين والسياسة معا، أبوه مرجع وقائد الأمة آنذاك كان يلقب بزعيم الطائفة، إخوته أشهر من نار على علم ، طرزوا حياتهم وكرسوها لخدمة الدين و قضية الأمة ونشر فكر وتعاليم أهل البيت عليهم السلام.
نشأ بين أكناف الكبار والعظماء ،حتى أصبح ثقة الكثير منهم ،أخذ منهم الكثير وأعطى الغالي والنفيس “الجود بالنفس أقصى غاية الجود “. حمل على عاتقة وأخوتة وعائلة هم العراق ،حتى غادراه وعيونهم تذرف لمظلموية الشعب والأمة، أخذ من منفاه قاعدة للإنطلاق نحو العالم ،للتعريف بمظلومية الشعب العراقي والحكم الجائر البعث الصدامي ، وأصبح إذاعة متنقلة بين البلدان الأوربية والعربية، لشرح معاناة الشعب والكشف عن الزيف والنفاق والحقد والظلال الذي تمارسة أجهزة البعث الإجرامية، ناهيك عن قيادته العسكرية التي لها الدور الكبير والمهم في الأوساط العراقية.
ظلم هذا الرجل كثيراً كما ظلم اسلافه من قبل، فدائما ما نراى أن الشجر المثمر يضرب بالحجارة ، وهذا ماشهدناه في رحلة السيد عبدالعزيز الحكيم ، هو صاحب فكرة إنقاذ العراق من الهاوية التي يعيشها اليوم ،صاحب فكرة أقلمة العراق للعيش بحرية وتوزيع عادل للثروات ، جوبه بالرفض والطعن والتشويه ومن الشركاء في الوطن والعقيدة معا، لا لشيء سوى أن لا ينجح مشروعه وتحسب له !،هذا واقع نادى به من عارض مشروع الأقاليم اليوم ،
له الفضل الأكبر في إخراج العراق من البند السابع ، كلمته كانت الفصل في السياسة ،كان ثقة المراجع لأنه خرج من صلب المدارس الدينية .
كان يحترم فئات الشعب العراقي و طيفه الواسع ، حيث كان ينظر للجميع بأنهم عراقيين دون تميز،”إن غالبية الشعب العراقي، كما هو معروف، من المسلمين ومن الذين يحترمون الإسلام ومن الملتزمين بتطبيق الشعائر الإسلامية، لذلك من المفروض أن تحترم هذه الهوية.
ونحن لا نريد إقامة حكومة دينية في العراق، وذلك لأن الشعب العراقي فيه الكثير من القوميات، وفيه المذاهب المختلفة وكذلك الأديان المتعددة، ولكننا نريد حكومة نابعة من الشعب ولها دستور مقر من قبله، وما يختاره الشعب سنقبله.”