23 ديسمبر، 2024 12:23 ص

فيكتور فرانكشتاين(2015): عودة فاشلة “لبروميثيوس”: رؤية عصرية مسلية للاسطورة!

فيكتور فرانكشتاين(2015): عودة فاشلة “لبروميثيوس”: رؤية عصرية مسلية للاسطورة!

*في القرن الثامن عشر يقوم عالم طب متطرف يدعى “فيكتور فرانكشتاين” (الممثل جيمس ماكافوي)، وتلميذه اللامع المطيع “ايجور شتراوس” (دانيال رادكليف) باختراع  كائن حي تحقيقا لرؤيتهم النبيلة “العلمية” الاستبصارية لخدمة الانسانية، وينغمسان بعمل بيولوجي جريء وخارق (على أساس أنه اذا كانت الحياة مؤقتة فيمكن للموت ان يكون مؤقتا أيضا)!…لكن التجربة تأخذ منحى كابوسي بالحالتين، الاولى عندما نجح فيكتور بتخليق “مسخ” حيواني هجين (كريه ومنفر)، وقد جمع اعضاءه من بقايا “المسالخ”، والاخرى عندما استغل فيكتور جثة صديقه المدمن “المقطوع”، وحولها لمسخ اسطوري بشري(يدعى بروميثيوس بالأساطير اليونانية،ويتشابه بالشكل تقريبا مع نفس الكائن الاسطوري بفيلم “بروميثوس” لريدلي سكوت)، بعد أن قد قلع عيني الجثة قبل ذلك ليجري عليها تجارب عصبية بمعونة صديقه…وقد قام بكل ذلك بتمويل سخي من صديقه الثري البريطاني المهووس الذي يضمر باعماقه الشر له ولصديقه للاستئثار بالاختراع المذهل واستثماره للهيمنة والسيطرة….وقد تم كل ذلك بقلعة اسكنلندية منعزلة اسطورية، مستعينا بشحنات الكهرباء الهائلة المولدة من البرق، التي تمكن من تسخيرها تقنيا بواسطة المناطيد وجلبها لمركزالعملية بغرض شحن قلب “الوحش البشري” بالطاقة الكهربية اللازمة لاحياؤه…ولكنه يدخل في صراع ضاري معه بعد ان يعتقد بالخطأ أنه يحمل روح اخيه الأكبر المتوفى مبكرا، وينجح بصعوبة كبيرة مع صديقه المخلص لقتله نظرا لقوته الخارقة ولتمتعه بوجود “قلبين” نابضين داخل جوفه…ثم يتخلى يائسا وربما مؤقتا عن مشاريعه، تاركا صديقه الوفي لكي يستمتع مع صديقته الجميلة “لاعبة السيرك السابقة” التي كان قد انقذها من الموت بعد سقوطها بفضل معلوماته الطبية المتقدمة!

*رد أيجور الجميل لصديقه طالب الطب المهووس الثري بعد أن انقذه هذا الأخير من ملاحقة عمال السيرك وبطشهم بعد هروبه، كما أنه اكتشف شغفه وموهبته لينقذه من “حدبة تشويه مزمنة بظهره” ويعالجها مكتشفا انها مجرد”خراج” مزمن لا غير، ولكن طبيعة ايجور الطيبة والمخلصة قادته لتعقب صديقه وتحذيره من نوايا الثري المهووس “المتوحد”، ومن ثم انقاذه من “المخلوقين المتوحشين” (بروميثيوس الأول والثاني)، كما أنقذه من جنون محتمل…

*هذا الفيلم “المسلي” يعيد احياء الاسطورة القديمة بطريقة عصرية تحفل بالمؤثرات والاستعراض  والنمط “الحركي-البوليسي” المعهود، وكأنه يذكرنا باسلوبية “شارلوك هولمز” بالفيلم الشهير، أخرج الفيلم “باول ماجوجان” ونال تقييما سينمائيا متدنيا، ربما لمعالجته السطحية لثيمة الشريط، ولتكرار نفس القصة التي سبق معالجتها سينمائيا بالعديد من الأفلام (كما بموضوع دراكولا مصاص الدماء) دون ان يأتي بجديد، وربما لم يوفق كاتب السيناريو كذلك واسمه “ماكس لانديس” بتركيب ودمج الرواية الاسطورية المكونة من مزيج من “الأكشن والرعب والكوميديا السوداء والدراما المؤثرة”، وقد خلطها “سطحيا” بكل من عناصر الفانتازيا والفلسفة واللاهوت والايمان والالحاد، حيث لاحظنا اصرار الشرطي المحقق (الممثل أندرو سكوت بدور لافت) على ملاحقته وتقويض مشروعه لأنه يعتبره “كفرا” وتحديا للخالق القدير، ولا ينجح العالم المهووس باقناعه بوجود هذه الامكانية، وخاصة أن المحقق متأثر وحزين لفقدانه زوجته الشابة بالسرطان، كما لا يتخيل ابدا امكانية عودتها للحياة بل ينتظر بفارغ الصبر الانضمام لها بالجنة الموعودة!

*لم يكن الفيلم مشوقا وجديا للحد الذي يستقطب الاعجاب والنقاد، ولكني شخصيا وجدته مسليا ويستحق المشاهدة، وقد نجح الممثل (جيمس ماكافوي) بسرقة العرض بهوسه التعبيري، كما بدا تمثيل “دانيال رادكليف” طريفا وجاذبا وخاصة شغفه بالطب ووفائه المخلص لصديقه، و قصة حبه “البريئة” لصديقتة لاعبة السيرك الجميلة (الممثلة جيسيكا براون).

 

[email protected]