19 ديسمبر، 2024 1:37 ص

فيض من ذكرى…ليلة 1 محرم~عاشور…زاير باجي الغزي ثائرا

فيض من ذكرى…ليلة 1 محرم~عاشور…زاير باجي الغزي ثائرا

الى الطرف الجنوبي الغربي من محطة قطار اور ، يقع دارنا الواسع البهيج ، تحت ظل خزانات الماء الشاهقة ، التي تتزود منها القاطرات البخارية بالماء…حيث سلطة والدي .
الى خارج الدار ، كانت هناك ديوانيته التي يستقبل بها ضيوفه و زائريه و هم كثر…مستأنسين بحديثه الذي لا يمل ، وليس اقلها تلك الرحله السندبادية عام 1949 مع خمسة من اشد اصدقائه ، متسللين عبر الحدود قاصدين مشهد الامام الرضا ، والتي استحق بها لقب ( زاير ) ،
ولا يحب ان بنادى الا بهذا اللقب الذي بصفي عليه قدسيه و مهابه قل من يحضى بها انذاك .
أستلهم من بطولة وتضحية الحسين علية السلام درسا وثورة عبرالمجالس التي كان يحضرها يافعا وشابا وعرف ان الظلم لن يسكت علية الاحرار وان جذوة الثورة تتقد في قلبة وهو يرى الانكليز الغزاة يسرحون في ارض المكير الخالدة .فلن يتردد ولن يخذل أمر عشيرتة حين اصدر الشيخ المرحوم منشد ال حبيب في غرة محرم الحرام ..أمرا لباجي حيال وعطية المياحي لوقف سير جنودهم من الناصرية الى اور فكانت مأثرة تصديه لسرية جارلز في انتفاضة 1935 وقتله للضابط الانكريزي ثيودور فرانكيل..و نجاته من الاعدام باعجوبه.
مهمتي قبل الغروب ان افرش السجادتين الثمينتين….واحده بمواجهة الاخرى ، مع نثر الوسائد بما فيهن الوساده الصوف الاثيره لدى الزاير.
كانت هناك امام الباب الخلفي للديوانيه جلستنا الصيفيه ، حيث الساحه الواسعه.، و على مقربه منها تصطف اشجار السدر والصفصاف ، اضع الراديو الكبير نوع سيرا ابو اللمبه على كوميدي صغير..غير ناسي ربط الايرث.. الارضي ببسمار مثبت في علبه معدنيه مملؤه بالتراب مسقيه بالماء البارد.. (حتى لا يحترج الراديون ).!!
يحرص الزاير على سماع نشرة اخبار ( لندل ) هكذا يسمي اذاعة لندن…ليحكي باليوم التالي اخبار العالم لمرؤوسيه من العمال..بادئ الحديث : يكول ابو لندل..غير خافي كرهه لاسرائين..هكذا ايضا يسميها.
تناول الزاير عشاءه من الرز و اللبن الرائب على عجل ، و مسح فمه بطرف يشماغه ،شاكرا الله على النعمه ‘.
جهز سيكارتين لف من التتن الذي جلبه له فرحان ال حسن ، اخذ نفسا عميقا…تم نفخ الدخان…ارتفع دوائر..التفت الى طاهر ال جبر صديقه و مساعده و بديله المناوب ،
ايباه..والله خوش تتن..رحم الله والديك فرحان.،ثم تدارك الموقف وقدم لطاهر السيكاره الثانيه بعد ان اشعلها له:
ابو يبار ( جبار ) ما تاخذلك نفس..رد طاهر محتجا : لا زاير تدريني كطعت التتن..و ما حط جكاره بعد بحلكي دوم.
نهض الزاير و وضع عباءته على كتفيه ، و شبك سبحته اليسر بأصابعه..و انطلق الى المسجد..هذه الليله ليلة الاول من عاشور…حيث يقرا السيد عبد الله الصافي اول محلس له..
كنت خلفه اسرع الخطى.
__________________________________
تعريف..محطة قطار اور..محطه على طرف الصحراء..و عند اقدام زقورة اور..الغيت عند رفع الخط المتري القديم عام 1970..
وكانت تسمى عند العامه.. المكير..
وهنا انطلق زامل سعيد فتاح بقصيدته المشهوره ..المكير..
حيث توديع المسافرين من هذه المحطه..
تحياتي لكم.. و عام هجري جديد..و كل عام و انتم بخير..

 

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات