23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

فيزيائية الفساد الحكومي

فيزيائية الفساد الحكومي

الفساد مثل قوانين الطاقة الفيزيائية حيث لا تفنى ولا تستحدث بل هي سرمدية الوجود تتحول من حالة إلى أخرى ، وربما أن أكبر من يعارض الفساد نظريا يتحول إلى فاسد عند حصوله على مصادر وأدوات تتيح له الفساد، وما يحدث في حكومة السيد المالكي الكثير بل شبعت حتى مستويات ( الطاقة الفاسدة بالالكترونات  التي لا تقبل ان تكًون أي اواصر مع الاخريات) وأصبح الوصف  هو استبدال فاسد بفاسد وفعل فاسد بردة فعل فاسدة ونائب فاسد بتأثير فاسد ومنهج فاسد ينفذ بأدوات فاسدة  وهكذا تستمر العملية ، الآن وصلنا إلى المنحدر الأشد خطورة ولا بد من إعادة النظر بكل أداء حكومة السيد المالكي والعملية السياسية برمتها وفي مقدمتها خيار  الدعوة لانتخابات مبكرة لانتخاب من هم اقل فسادا ، وبالتالي جعل مؤسسات الدولة العراقية تكون مرجعيتها القانون والقضاء والشعب العراقي الرقيب الوفي والإعلام المستقل وليس ( دولة القانون او التحالف الوطني  او السيد صالح المطلك او رافع العيساوي ) لكي نمنع الفساد ولو بنسبة مقبولة ونمنع  الذين يمارسون ضغوطا لتسهيل الفساد، بينما تبح حناجرهم بانتقاده تحت قبة البرلمان وفي الوسائل الاعلامية ! ، اي بشاعة أكبر من هذه عندما يتحول من يفترض أن يكون ممثل للشعب وعينا على مصالحه إلى الأداة الرئيسة في ممارسة الفساد واستنزاف الموارد المخصصة لخدمة المواطنين ،  يوم 8 ت2 قال اياد علاوي في مقابلة تلفزيونية على البغدادية  (ان السيد المالكي جاء لرئاسة الحكومة وهو يعرف قبل غيره ليس  بصندوق الانتخابات بل بفعل الارادة السياسية الايرانية والأمريكية ) اذن افعاله وتصرفاته هي جزء من منظومة مشاريع فاسدة وبوعي خارجي مطلوب منه وبمباركة كل من يشترك معه من وزراء ونواب والرعيل الثاني من مقاولي الصفقات السياسية  والتجارية ، لكن هناك من يتقدم هؤلاء هو السيد وزير المالية رافع العيساوي ، فساده المالي شبع اعلاميا بل هناك ملفات كبيره عليه لدى السيد المالكي كما قال ( الهدهد العراقي) ولم يتخذ أي اجراء بصددها لان السيد المالكي ( متحفظ  بها كورقة ضغط سياسي ؟ ) وكان السيد رافع العيساوي والسيد صالح المطلك من اول المصفقين لإلغاء البطاقة التموينية ومن بعدهم وزراء العراقية والتيار الصدري الذي اعتذر بالنيابة عنهم السيد مقتدى الصدر يوم 8ت2  في بيانه الصادر من قبله  ،  وإذا قمنا بدراسة المجال الفيزيائي الحكومي الفاسد وإبعاده والرؤى حوله فلابد أنه سيقع بين أيدينا الكثير من الامور التي لا تتضح لدينا عند النظرة السطحية المجردة من التدقيق والتمعين المشبعة بفعل الفساد الحكومي ، وبما ان (الواقع ) لا يتغير ما لم تؤثر عليه قوة وعي تغير من اتجاه سيره وهذه هي المشكلة منذ احتلال العراق في 2003 ولحد الان والعراق يتربع على عرش الفساد عالميا ، أذن لتغيير الواقع لابد من وعي شعبي عراقي كامل وبإرادة وطنية كاملة بحيث لا ننسى مقدار الجهل وعدم الثقافة والبساطة المنتشرة فى مجتمعنا العراقي والتي كان سببها منظومة توافرت فيها كل مقومات ذلك ، وعلينا لا نعتمد بشكل مطلق في مكافحة الفساد الحكومي من قبل  مؤسسات مثل ( هيئة النزاهه- المؤسسات الامنية المتعددة – الرقابة المالية ) ولا اتطرق للرقابة البرلمانية لأنها (اصل الفساد) لان هذه المؤسسات ( مسيرة) رغم ما لديها من معلومات وتقارير ويعرفون من هم (حيتان الفساد الحكومي والسياسي ) لكن لا احد يتجرأ ان يصرح بذلك ، وهنا استذكر كلاما للسيد رئيس هيئه النزاهه  السابق القاضي ( رحيم العكيلي )عندما قال (الشعب الصامت لا يحترم ومن هنا تتمادى الحكومة بفسادها )  ، الغيت البطاقة التموينية باتفاق وبموافقة كل اعضاء مجلس الوزراء والتعويض عنها بمبلغ مادي هو الفساد بعينه لان صرف الاموال يعني التعامل وفق اليات فاسدة وبجهد فاسد والغريب بل المضحك  المبكي ان بعض ( النواب والوزراء)  انتقدوا الحكومة ورئيسها  وهم جزء من دائرة فساد كاملة ، الاشكالية ايها الاحبة  هي ليست بفساد البطاقة التموينية بل بهدر المال العام وهناك ضياع ونهب اكثر  من (1000 مليار دولار ) خلال عشرة سنوات فقط ! وسؤالنا ما قيمة المبلغ الذي سينهب من دم الشعب  العراقي وخيراته فيما اذا بقى السيد المالكي وائتلافه الحاكم  لدورة ثالثة ؟ لذا يجب ان يكون تعاملنا كالذي يتعامل مع معضلة ومسألة رياضية فيزيائية دون استخراج المعطيات ودراسة أوجه المعضلة ومشكلاتها لان الفساد مثل الشجرة التي تنمو في مقابر الجهل والفقر، والاستبداد تربة لائقة لتلك ألشجرة ، والوعي التغييري بمعناه لا نستطيع أن نقضي على هذا الفساد الذي طالنا في العمق ، يلزمنا وقت ، نحن في أمس الحاجة لخلق ضمير جمعي يؤسّس لثقافة طاردة لقيم الفساد، وحكومات الاحتلال بنت  أخلاقية تُهيْكل للفساد وتنظمه بقوانين ومعادلات غير مكتوبة لكنها مُفعّلة ودقيقة بشكل يثير الدهشة والريبة ،  لا أدري كيف تبخرت  المنظومة القيمية وحل محلها منظومة تعيث فسادا في كل شيء ، لقد أصبحنا جديرين بلقب المجتمع الذي يقوّض نفسه، أظن أنه حان الوقت لإنجاز حرب مقدسة تستنفر كل الطاقات الفردية والجماعية لخوضها ضد الفساد والفاسدين 0