20 مايو، 2024 1:58 م
Search
Close this search box.

فيزا للمتظاهر عادل امام

Facebook
Twitter
LinkedIn

أحد الاصدقاء اخبرني أن الممثل المصري عادل امام قال في واحدة من جلساته الخاصة أن قال :لو اعطتني الحكومة العراقية فيزا دي الوقت لأذهب اتظاهر مع العراقيين تحت نصب الحرية في بغداد .

وبعيدا عن صدق او ان الأمر طرافة مبتكرة من هذا الصديق المتأثر ببطولة مرجان احمد مرجان ، أقول أن المتظاهرين لا يحتاجون عادل أمام بالرغم من شهرته لشعورهم أن القضية هي قضيتهم الوطنية ولن يحتاجوا الى دعم قومي مادامت الفورة الوطنية قد قررت أن تعلن ثورة التغيير بعد ان يأست من نواب الشعب وساسته بشتى مللهم وانتماءهم وطوائفهم.

لا أدري ان كانت اعمال عادل امام بأدائه الرائع وجماهيرها قد أيقظت شيئا من عمق المواطن العربي ليصنع ربيعه العربي إلا أن العراق كان له ربيعا من دون تظاهرات يوم اسقطت النظام السابق عندما اتت الدبابة الامريكية وبساطيل المارينز ليزيحوا صدام ونظامه وليسلموا البيضة العراقية مسلوقة ومقشرة الى من اتوا معهم على ظهور الدبابات وبالملابس المدينة .

ومنذ بريمر ومجلس الحكم وحتى حكومة السيد العبادي صرف العراق حوالي ترليون دولار من اجل بناء نهضة البلاد ما بعد التغيير لكن الطرافة التي شابهت تلك الطرافة التي نرى ونسمعها في مسرحيات ومسلسلات عادل امام أن المستشفيات العمومية التي بنتها شركة تايسي اليابانية في نهاية سبعينات القرن الماضي لم يبنى بجانبها مشفى جديد بل تحولت من مستشفى صدام الى اسم يحمل في اغلبه اسما دينيا مقدسا.

ومعظم هذه المستشفيات التي شيدتها تايسي اليابانية وفق احدث التصاميم وتكنلوجيا الطب في السبعينيات انتهى عمرها الافتراضي واصبحت اليوم وبالا على نزلائها وليست شافية لهم ، وصارت قواويشها ساحة وواحدة لعمليات الفساد بين صفقات صيانة ( لطش الحيطان بالبنتلايت المغشوش) وقوائم وهمية لعمال التنظيف اليوميين وصفقات دواء اكسباير ومشاريع بنية تحتية تعبانة ، وهذا انطبق على عموم مؤسسات الدولة جميعها من دون استثناء واكثرها تزكيما للأنوف صفقات النهب والغذاء الفاسد في وزارة التجارة وصفقات السلاح في الدفاع واجهزة كشف المتفجرات التي ظهرت انها لا تكتشف سوى رائحة العنبة وعطر الكولونيا.

تراكمت هموم السنين وملفاتها منذ فوضى رمي اكياس الدولارات عبر سياج مكتب الحاكم المدني بريمر قبل يوم من مغادرته العراق وحتى قوائم المخصصات الخيالية للنواب والمسؤولين وصفقات الفساد وانهيار منظومة الكهرباء وافراغ الخزينة وهبوط اسعار النفط والبطالة وانهيار الزراعة وعودة ظاهرة تجفيف الاهوار لهبوط مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات والمصيبة الكبرى في نجاح ارهاب داعش التكفيري في احتلال ثلاثة محافظات عراقية.

هذه المصائب كلها نزلت على شكل دفعات وتراكم حزنها وتأثريها مع الوزارة الخامسة للسيد العبادي الذي وجد امامه ارث ثقيل وتراكمات وشركاء لا يعينوه بسبب المصالح والمحاصصة والفساد ، فكان أن نال المواطن الفقير كل هذا التأثير ليعيش هومسك العطش ونقص الخدمات والارامل والمطلقات وقوافل الشهداء واتساع دائرة الفقر لتصل الى خمس وثلاثين بالمئة من مجموع الشعب العراقي.

التظاهرات التي عمت اليوم وسط وجنوب العراق في في هاجسها الطائفي ، شيعية بأمتياز لكنها في بغداد حملت عموم الطيف العراقي ومكوناته .

وهذا إن دَلْ انما يدُل ان الناس انتفضت على من وعدهم وكذب عليهم وصار نائبا او محافظا او عضو مجلس محافظة بأسم المظلومية التي نالت ( المذهب ) والفقراء منذ طف كربلاء والى اليوم. ولهذا حملوا عبارة ابي ذر الغفاري : عجبت لمن لا يجد قوتا في بيته ولايخرج الى الناس  شاهرا سيفه .

الناس اليوم اجلت اشهار سيوفها وخرجت لتشهر اصواتها اولا ،ولم تحتاج لتمنح الفيزا الى عادل امام ليوقظ فيها بركان الغضب هذا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب