يقول المثل المحلي الدارج ( الحجي غير الشوف ) : فقد سمعنا الكثير من الذين سافروا الى محافظات شمال العراق وعن معاناتهم للحصول على اذن لدخول شمال العراق  لغرض السياحة او العلاج ، ومنهم من عَدل عن السفر بسبب صعوبة اجراءات الحصول على (موافقة ) او ( فيزا ) لدخول شمال العراق .
س – هل سمعتم ببلد يحتاج فيه المواطن الى (فيزا ) ليتنقل بين محافظاته ؟؟
وأرجو أن يتسع صدركم لأروي على حضراتكم تجربتي الشخصية بكل امانة وتوثيق واترك لكم الاستنتاج ؟؟؟
    نهاية الاسبوع الماضي قررنا انا وعائلتي الذهاب الى شمال العراق بقصد السياحة ؛ وعند وصولنا المجمع المعد لأستحصال تأشيرات – فيزا –  الدخول الى اشمال العراق والموجود في مدخل مدينة أربيل شاهدت حشٍد كبير من المسافرين ولفت انتباهي المرضى والمعاقين افترشوا الارض وهم ينتظرون – الفرج – .من اخوانهم في الوطن  وسألت احدهم وهو مصاب بأختلال الحبل الشوكي  (اشعندك رايح للشمال واشكد صارلك تنتظر ؟ ) ، فأجابني باللهجة العامية  ” عمي اتورطت جيت أتعالج  و صارلي انتظر ثلاث ساعات ، وساعة السودة على هلجيه ” … فقلت له لدير بال اني راح احلك المشكلة هسه اشوفلك الضابط …! 
 وتوجهت الى الضابط المسؤول  في المجمع  ، وجدت الرجل يجلس في كرفان والمراجعة من الشباك وسلمت علية فرد علي بكلمة اتفضل ، فقدمت له نفسي وهويتي متفاخراً – انا المحامي احمد العبادي – فلم يكترث ، وناولتة هوية ثانية قائلا له – انا مستشار قانوني وهذه هويتي-  فأجابني دون ان يكلف نفسة بالنظر ألي (شتريد …؟) ، أجبت : اريد الأذن بالدخول الى شمال العراق انا وعائلتي لغرض السياحة ، فأشار لي بالذهاب الى الشباك رقم (1 ) . فقلت له – محبطاً – اكو واحد مصاب بالحبل الشوكي ممكن اتساعده (خطية ) ؟ فلم يرد … وذهبت الى الشباك رقم 1 وجدت طابور من الناس بين امرأة وشيخ ومريض وشاب وقفت لمدة ساعتين وعندما جاء دوري قدمت مستمسكاتي وعائلتي وبعد تدقيقها اعادها لي وقال اذهب الى الشباك رقم( 8) ؛ ولأجد فيه طابور اطول بكثير من الطابور الاول وبعد انتظار اكثر من ساعتين وصلت الى الشباك وسلمت رجل الامن مستمسكاتي ناولني ورقة وقال وقعها من الضابط فقلت لة وعائلتي قال بس انت تدخل ضحكت وقلت كيف ادخل واترك عائلتي !! قال انا ( مايعرف عربي )، ذهبت الى الضابط – معاتبا – واخبرته فلم يكترث بالآمر قال دون ان ينظر لي – كاكه –  ارجع لشباك 8 ، رجعت مرة ثانية وابلغته بما قاله الضابط  فقال ارجع للضابط  رجعت للضابط ولكن هذه المره تصرفت بطريقة مختلفة ، فقلت للضابط ” الظاهر انتم الاكراد عراقيون من الدرجة الاولى تدخلون بغداد ولا يعترضكم احد , ونحن العرب عراقيون  من الدرجة الثانية مضى اربع ساعات من المراجعة وعائلتي تحت اشعة الشمس تنتظر موافقتكم العتب موعليكم العتب على السياسيين ” .
بعدها قام الضابط (بختم هويات الاحوال المدنية الخاصة بنا )  قائلا اذهب الى الشباك 8 انت وعائلتك لاخذ ( بصمة العين)بعدهذه المعانات سمح لي بدخول هذا الجزء من بلدي الكبير العراق … 
وانا اقف في الطابور راودتني اسئله كثيره منها مثلا …؟
 – هل اقليم كردستان العراق بوضع صحيح وموافق للقانون والدستور العراقي ؟
– هل يستطيعون اعلان  دولتهم ام يقف عائقا امامهم ميثاق الامم المتحدة ، والعراق عضو مؤسس وأصيل ، وموثقة لديهم حدوده وسكانة ومسجل كـ ( دولة بسيطة ) . بمعنى : ان العراق  لم يكن يوماً فدراليا او كونفدراليا اضف الى ذلك نص المادة (1 ) من الدستور التي تضمن وحدة العراق واستقلالة  ؟؟
 ونعتب على حكومتنا المتمثلة بمجلس الوزراء وخصوصا دولة رئيس الوزراء وارجوا ان يقرأ هذا المقال البسيط ليعلم حجم المعانات ليستخدم صلاحياتة  تطبيقا لنص المادة (78 ) الدستورية  ببحث هذا الموضوع مع الساسة الاكراد واذكر بالمادة 109 من الدستور التي تنص ان السلطة الاتحادية هي التي تحافظ على وحدة العراق وسلامتة واستقلالة ونظامه الديمقراطي وكذلك المادة 110 من الدستورالتي حددت الاختصاصات الحصرية للسلطة الاتحادية 0
  واذا لم نستطيع تطبيق الدستور !!
نطلب فتح مكاتب أرتباط في بغداد لمنح الموافقة المسبقة لزيارة شمال  العراق ، يعني – فيزا –  (ليش مستحين نكولهه ) او على الاقل لضمان المعاملة بالمثل أذا كانوا هم فعلاً دولة داخل كيان الدولة العراقية الأم …؟
نقول الذي يجري في شمال العراق هو خارج عن القانون والدستور وتجاوز على حقوق الشعب العراقي بكل اطيافه (عرب اكراد تركمان وجميع اقلياته المتآخية منذ الازل )
 تحية لشعبنا الكردي في اربيل والسليمانية ودهوك ونعرف انهم لاعلاقة لهم بما يتصرفة الساسة الاكراد ونضع الف علامة استفهام على مايقومون به 0 
مع تحياتي واحترامي للجميع .