18 ديسمبر، 2024 9:53 م

فيروس كورونا المستجد وفرصة إقليم كوردستان الی المستقبل

فيروس كورونا المستجد وفرصة إقليم كوردستان الی المستقبل

بالرغم من أن الأزمات العالمية هي بمثابة محرکات ضاغطة تحمل في طیاتها فرصاً للتغيير ، تساعدنا علی الإنتقال الی عالم جديد، نشعر اليوم بأن فیروس کورونا المستجد تغير ثقافتنا السیاسية، بعد أن تخطت حصیلة الإصابات المعلنة من قبل الجهات الرسمية في العالم عتبة المليون.
فمن يری هذا العالم داخل الکل الأنطولوجي الكوني يعمل بفکرة التضامن المجتمعي العابر للحدود وینتصر في مواجهة الخطر الداهم. فالمؤمن بفلسفة تضامن الشعوب بإعتبارها درس جوهري لازم للحياة، یهتم بالحوكمة الجيدة ويتعامل بحرفية و مهارة عالية مع أسوأ التهديدات.
إن تعامل حکومة إقلیم كوردستان وإستجابتها الجدية مع فیروس کورونا المستجد، بعد تفشي هذه الجائحة بدایةً في کل من الصين و إیران، وذلك بأستخدامها إستراتیجية فاعلة وتدابير إستباقية لمواجهتها عن طريق قیامها بحملات توعية صحیة وتطبيق تدابير المتابعة والسيطرة المرنة، أثبت هذه الحکومة للمنطقة والعالم ، رغم قلة خبرتها في التعامل مع أزمة تفشي هذا الوباء، أنها قادرة علی قيادة شعب الإقلیم بشکل عصري و یمکنها إنقاذه من هذا التهديد الراهن لإیصاله الی بر الأمان، حیث أستطاعت خلال فترة زمنیة محددة تهیئة شعب كوردستان، بعد عقد مؤتمرات صحفية يومية والتواصل المستمر وبعد نشرها لمعلومات جاهزة من غرف إعلامية و مراکز لتحلیل بیانات مستمدة من مدن وأقضية و نواحي الإقلیم، للتجاوب بشکل إیجابي مع أسلوب أحتواء تلك الأزمة. لایمکن التقليل من شأن الإنجازات الإيجابية لرئیس حکومة إقلیم کوردستان و طاقمه الوزاري في هذه الفترة الحرجة، رغم إمکانيتهم المالية والتكنولوجية والصحية المحدودة، لأنهم بجدیتهم وشفافيتهم تمکنوا من تعزيز الأمن الصحي وتمهيد الطريق لتقوية العلاقة بین کافة مکونات المجتمع الكوردستاني و رفع معنوياتهم تجاه مفهوم المواطنة وحب الوطن، وهکذا التزم الأکثرية الساحقة بالعزل الذاتي والحجر الصحي، وهذا مادعی منظمة الصحة العالمية للإشادة بمساعي الإقلیم نموذجه الناجح في التصدي لهذه الأزمة، رغم وجود قيود كثيرة ومعروفة تعيق عمل هذه الحکومة، إذا ما تم مقارنتها بدول إقلیمة أو متقدمة في العالم.
بالتأكيد سوف تشرق شمس عالم مابعد كورونا علی الأفق، و سوف تتبلور ملامح جديدة تعيد النظر في طبيعة العلاقات بين الدول والشعوب وتخلق أشکال جديدة من المنظمات والمؤسسات الدولية یمکن أن تقوي قبضة الحکم الرشيد و سيادة ظروف مستقرة والقدرة على التأقلم والاستجابة للمتغيّرات المختلفة وتعزز مفاهيم الإنسانية والعدالة الإجتماعية وحب الوطن والإنسان والطبيعة.
نتمنی أن تستمر حکومة إقلیم كوردستان القوية بعد خلو الإقلیم من كورونا في ترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي وتقوم بإعادة تحريك الاقتصاد الداخلي وتنويع الأنشطة الاقتصادية وتعميم التطبيقات الذكية المميزة بقيادة كفاءات وطنية وفقاً لمعايير الإبداع والابتكار والتميز العالمية واقتصاديات المعرفة وخفض النفقات وزیادة السيولة بيد الناس وخلق الثقافة التي تمكن الحفاظ على صحة وسلامة العاملين والمتعاملين وتأمين رواتب منتسبي الحکومة والحد من غلاء السلع، لتخرج من هذا الإختبار بنجاح وأمتیاز.
وختاماً: “العقل يملي عدم المبالغة في الحديث عن الخطر؛ فلا يزال الفيروس مقلقاً، والشيء العقلاني الواجب القيام به هو الاستجابة بطريقة محسوسة للتهديد. أي نشر فلسفة الاعتدال، مما يعني القيام بالأشياء بالطريقة الصحيحة، لا المبالغة فيها أو التقصير في القيام بها.”