23 ديسمبر، 2024 1:42 ص

فيروسات البعث لا تؤثر بالحشد الشعبي

فيروسات البعث لا تؤثر بالحشد الشعبي

من الحماقة أن يُتهم غالبية العراقيين بِمليشيات إيرانية! الذين لم يخرجوا إلا تلبيةً لِنداء المرجعية الرشيدة، والدفاع عن أرضهم، ومقدساتهم، وما هو أحمق من ذلك، أن يُرجم الحشد بِوابل من سهام التطرف على يد قيادات التطرف عينه.

ردود متوقعة من قبل بعض القيادات السنية المتطرفة، على الإنتصارات المتوالية التي يحققها الحشد الشعبي؛ رغم الظرف الحرج الذي تمر به الحكومة الخامسة، في معالجة الأزمات المتراكمة من الولايتين المنصرمتين، ألا إن النصر ينتقل من منطقة إلى أخرى بِسواعد المجاهدين من رجال مرجعيتنا الرشيدة.

إلى أي مرحلة وصلت فيروسات البعث من التطرف، عندما جعلت الأمناء خونة، والعكس! والشهداء مجرد جثث للأعداء الروافض! والدواعش أصدقاء فاتحين ومحررين من بطش الصفويين، والحشد الشعبي مليشيات إيرانية هدفها التخريب والقتل، والتشريد!

ماذا نقول لِشهداء سبايكر، والصقلاوية، والضلوعية، والسعدية، وسنجار، وكوباني، هل نقول لهم: كنتم كفار ومرتدين ومصيركم الجحيم بِخروجكم عن طاعة الخليفة؟! وماذا نقول عن الذين ينتظرون الشهادة، لِيزفون بالكفن الأبيض، هل ندعوهم للرجوع إلى ديارهم التي هجروها لِشهور عدة، فَحربهم مع داعش لا تُجدي نفعاً؟! هل يُعقل ذلك أيها الناطقين بأسم البعث الداعشي؟! وأين من كانوا( أنفسنا) من بعض قياداتهم المتطرفة؟!

هذه القيادات، بِمشروعها المُتطرف، ومحاولات طعنها بِفتوى المرجعية، لم تكن تصريحاتها وليدة لحظة إمتعاض، وإستياء من حالة آنية حصلت، بل كانت نابعة من فكر زائف؛ ألا وهو: إعتبار الحشد الشعبي كقوة شيعية تستهدف المكون السُني، وليس له علاقة بِوطن، وشريك على أرض، أو هوية واحدة!

خروج الحشد الشعبي، ليس ثورة” الباستيل” في باريس أو إحتجاج على قانون جاحف في لندن، أو حراك مؤقت ضد ظاهرة معينة؛ بل كان هنالك إستباحة، لأرض ومقدسات، وأعراض، وفتوى الجهاد الكفائي التي وحدت غالبية العراقيين، جاءت على هذا النحو.

وصف المرجعية الرشيدة، أهل السنة بـ( أنفسنا) كان أحد أسباب وجود الحشد الشعبي في المناطق الغربية، وإن لم يكُن هذا الوصف قيمةً عند المتطرفين، فلا فرق بينهم وبين داعش، بل هم فكرٌ واحد، وغاية واحدة في العمالة لإسرائيل، وبعض دول الخليج التي تزج بالدواعش إلى أرضنا.

لا يُلدغ الحشد الشعبي من الأفاعي الضارة، أو تُهدد منظومته فيروسات البعث، أو تصريحات تُضعف إرادته، في مواصلة الإنتصارات، والتشكيك بُقدراته، ووطنيته، لأن معهُ مرجعيتنا، والتي تعد حرزاً من شياطين السياسة، وخونة الوطن.