23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

فيحاء عمياء والحميّ عميّ

فيحاء عمياء والحميّ عميّ

بعد موجة نفوق أسماك الرّافدين ومع أمواجِ سيلهما، نقرأ: “ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَة ” (سورَةُ المائدة 96) “ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” (سورَةُ النَّحل 14) “ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” (سورَةُ فاطر 12)، وفي الحديث الشَّريف “ اُحلَّت لنا ميتتان ودَمان. فأمّا الميتتان فالحوت الجَّراد (وفي رواية: السَّمَك والجَّراد). وأمّا الدّمان فالكبد والطّحال ”. دائرة الثروة الحيوانيّة التابعة لوزارة الزّراعة، أطلقت 111 مليون سابحة اسماك الشّبوط Carp في الأهوار والمُسطحات المائيّة لرفع المخزون السَّمكي وإدامة الثروة السَّمكيّة، حيث بلغت السابحات المُطلَقة مِن مفقس الصّويرة 74 مليون سابحة، في اهوار وبحيرات الناصريّة والأنبار والنجف. وعداد السّابحات المُطلَقة مِن مفقس الميمونة ومفقس المشرح، بلغ 37 مليون سابحة، في أهوار البصرة وميسان”. موسم صيد الشّبوط في اُورُبا شهور حزيران وتُمّوز ومُنتصف آب ووقت الصَّيد المِثاليّ مع صياح الدّيك صُبحاً وتغريد الغروب، والطريقة الأفضل لصيد سمك الشّبوط بنسبة اوفر رميّ طُعم يرتاب مِنه، فرط حذر الشّبوط الغنيّ بـOmega-3 fatty acid واليود Iodine و الفوسفور Phosphorus والكالسيوم Calcium للأسنان والعظام والدّم. نوعٌ مِنَ السَّمك له رأس يُشبه رأس القطّ Catfish، قطٌّ صيّاد للسَّمك Fishing cat.
حسناءُ ضرعُها رأسُ Catfish وينتفضُ، يُصعّرُ أنفَهُ، خفِرُ
، فيحاءُ اسمُها، ثغرُها أنِفٌ، لمياءُ. الأنفُ حميٌّ مُنكسِرُ.
الخيرُ في الخيلِ وفي البقر، في البصرةَ تتصيَّدُ قِطَطٌ مِن نوعِ Fishing cat، وتزدهرُ
الهاشميُّ لِباسُها العطِرُ.
فيسٌ يُدعى الطَّربوشُ المصنوعُ في فاسَ أقصى المغربَ، حذِرُ
المسعى ويُدعى “ فينةٌ ” صُنِع في “ فيينا Vienna ” لو جاءَ به السَّفرُ
، وصلاً يُطارحها ويعتمرُ
جذِلاً بنورِ فنارِها الحذرُ
شرقاً وغرباً خليجُها جمعَ وشطُّها دمِثٌ وينتظِرُ
هُما مُلتقى الشُّعراءِ في وطنٍ ومقام ما جمعوا وما نشروا
هُنا أرض وادي النخل مربضُهُ أثراً مظانٌ كوشمِها أثرُ
حسناءُ يا فيحاء مِربَدُكِ سوقُ عُكاظٍ بهِ ومَن ذُكِروا
في المبكى والأطلال في زمَـن الأوغادِ، ابنُكِ الَّذي ذكروا.

الطّربوش/ فينة أوَّل من استعمله السُّلطان «محمود الثاني» عام 1824م، حين أدخله الأتراك إلى العراق، أطلق أسمه على بعض العراقيّات مِمن ولدن عند شيوع أستعماله، مِنهن «فينة لفتة العزّاوي» مِن فضليات مدينة الكوت، ولدُها مِن ضحايا قادسيّة صدّام (في ذِكرى فراره بلباسه العسكري، الصَّدر غرَّدَ على منصة twitter: إن “مصر وقعت بيد متسلط جديد وبثوب جديد حتى صار يخيط الدّستور والبرلمان على مقاسه”)، والطّربوش على ثلاثة ألوان: الأحمر العنابي والأحمر القاني (فيس رنكي) والأسود يتوسط قمته (بسكولة) عثكولة مِن خيوط حرير سوداء أو زرقاء أو خضراء تتدلّى إلى الخلف أو جانباً، و(ﭼﻠﺒﻴّﺔ) بغداد يلفون حول طرفه الأسفل (كشيدة. الكشيدة Kashida لُغةً= الطَّويل، تقنيّةً الرَّمز U+0640) حرير اصفر مزهر. (السّادة) يلفون حوله قماش اخضر أو اسود، وبقيّة رجال الدِّين يلفون حوله قماش ابيض. النساء البغداديّات يعتمرن (الفينة القصيرة ذات الكركوشة الخضراء ومِنهن جدَّة الشّاعر الكرخي الَّذي نعاها بأبيات):
ﻳﺤگ ﻠﻲعلى صدري أضرب بصخرة على الدّنيا المشومة الفانية الغبرة وين الفينة أم كركوشة الخضرة ولاميّة و وردة بخشمها وتدهس فينة براسها والهاشمي أطلس ومداس وﭼﹹﺪﹸﻙ ﻭﭙﻴﭽﻪ وألأيزار؟ بمداس الصّريلي الصَّخر والأحجار.