18 ديسمبر، 2024 11:43 م

فيتنام … رحلتي الى فيتنام .٢

فيتنام … رحلتي الى فيتنام .٢

قد تكون شبيهه الصورة أي السيناريو الذي أعد , لكن النهاية تختلف تماماً . عندما أنسحب الامريكان من جنوب الارض الفيتنامية مدينة ( سايغون ) وأطرافها , والتي تعتبر من أكبر المدن الفيتنامية , والتي سميت بعد التحرير مدينة ( هوشي منه ) . تيمنناً بالقائد الشيوعي ( هوشي منه ) . الذي دخلها محرراً عام ١٩٧٦ .
مدينة ( هوشي منه ) . يعيش بها أربعة ملايين نسمة , في الوقت الذي في العاصمة الفيتنامية ( هانوي ) . يعيش بها ثلاثة ملايين . وتعبر مدينة ( هوشي منه ) . عصب الاقتصاد الفيتنامي بما تتمتع به من تنمية أقتصادية وصناعية وزراعية جعلت منها ملتقى للتبادل التجاري والاستثمارات التي تعد بطيئة جداً تناسباً مع الطفرة السكانية الكبيرة جداً .
أين تكمن شبه الصورة . وكيف النتيجة أختلفت ؟. في موضوعة العراق .
أنسحب الامريكان من الركن الشمالي الفيتنامي تماماً عام ١٩٧٣, لحفظ ماء جبينهم وللتغطية على هزيمتهم النكراء باتفاقات دولية عبر مفاوضات قادها السوفيت والصينيين . بعد أن شكلوا حكومة محلية عميلة تابعة لهم وكبلوها بعقود وقروض وأتفاقات والتزامات طويلة الامد . تماماً مثلما أنسحب الامريكان من أرض العراق ٢٠١١ . وتركوا البلد ممزقاً بالفساد وحصدوا بذرة الطائفية بعد أن بذروها بعناية .
في فيتنام قام الحزب الشيوعي الفيتنامي بتعبئة الناس على أسس وطنية حول مأسي الاحتلال وأضرارة ونتائجة مستقبلاً على سمعة البلد وبنائه , وقدموا خيرة شباب البلد لسنوات عصيبة لحين هزيمة كاملة لعملائهم عام ١٩٧٦ , لتكن فيتنام واحدة موحدة تحت لواء قيادة الشيوعيين .
ترى في المدن الفيتنامية كثافة البشر وأزدحام الشوارع بالمارة والبائعين وراكبي ( الماطورات ) من باكر الصباح الى المساء حركة دائمة وديناميكية . الاحياء والازقة متداخلة بين شارع نظيف ومشجر ومرتب ومحلات ماركات يخترقه شارع بائس وباعه على الرصيف بين أكوام النفايات .
لم يصادفنا طيلة تجوالنا ورحلتنا ناس ( كدوه ) في الشوارع يطلبون الرحمة رغم علائم الفقر على سنحات الناس . يبدو لي موضوع العمل والعطاء والكد أساسيات العيش والتواصل مع الحياة .
اليوم .. بالصدفة دخلنا دائرة بريد مركزي كبير في مدينة هوشي منه .. لفت أنتباهي حالاً صورة كبيرة معلقة في واجهة مدخل البناية للقائد الشيوعي ( هوشي منه ) . ورأيت أيضاً أندهاش السواح من خلال وقوفهم بأنتظام أمام الصور ويلتقطون له صور . وهاي للمرة الاولى , التي أشاهد بها هذه الصورة .
في أغلب المدن الفيتنامية التي زرناه من هوشي منه صعوداً الى دلات مروراً بفانيت و منيه . تجد البساطة والتواضع والابتسامة على الوجوه مرسومه بمستقبل قادم . الناس في الشوارع والفنادق والمطاعم وسيارة التاكسي يتعاملون معك بكل ود وأحترام . وضع الأمان عالي جداً تشعر به من خلال التفاصيل اليومية والحياتية للفيتناميين .