22 ديسمبر، 2024 10:35 م

فيا ليتني ما كنت الطبيب المداويا

فيا ليتني ما كنت الطبيب المداويا

تمتلأ ساحة العناية الصحية بالأخطاء المحتملة، وتبدو هذه الأخطاء أكثر عوالم مألوفة من الحالات النادرة. فعندما تجتمع البشرية والتكنولوجيا في مكان واحد، يبدو الخطأ وكأنه وافد غير مرغوب. تصبح الأخطاء الطبية ظاهرة خطرة تأثر بالعديد من العوامل، بدءًا من الأساليب وصولًا إلى العوامل البشرية.

تُعرف الأخطاء الطبية بأنها حالات حينما يتم تنفيذ علاج طبي غير صحيح أو يتعرض المريض لأذى عرضي في سياق الرعاية الصحية، سواء نتج عن ذلك إصابة أو وفاة غير متوقعة.
في العالم، تتفاوت الأخطاء الطبية بين مدى الخطورة والتأثير. من الإجراءات الروتينية الصغيرة التي قد تلازمنا لفترة قصيرة، إلى الأخطاء الحاسمة التي تلقينا بها في الظلام المطبق للأبد، تتنوع الخطورة وبالتالي تتطلب تنوعًا في الردود.

ولكن لا يجوز أن نصف هذه الأخطاء بأنها فقط “أخطاء بشرية”. فهناك العديد من الأسباب المحتملة التي تمكنها من الظهور وتأخذ أشكالًا مُختلفة. وبغض النظر عن أسبابها، فإنها تشكل استفزازًا للعقول .

و للتغلب على هذه المشكلة، تتطلب الحلول المبتكرة والجذرية التي تركز على زيادة الوعي وتقليل الأخطاء الطبية في العراق وفي العالم بشكل عام. إليكم بعض الأساليب التي يمكن استخدامها لتحقيق ذلك:

1- التدريب المستمر: يجب أن يحصل جميع المهنيين الطبيين على تدريب مستمر في مجالاتهم الخاصة. يجب أن تركز هذه التدريبات على الممارسة الجيدة والتطورات الحديثة في مجال الرعاية الصحية.

2- الاتصال المفتوح والشفاف: يجب على الفرق الطبية التواصل بشكل مفتوح مع بعضها البعض ومع المرضى وعائلاتهم. يجب أن يتم توضيح الإجراءات الطبية وتفسير الاختبارات والعلاجات بشكل واضح للجميع.

3- تسهيل التواصل: يجب أن يكون هناك ترجمة فعالة وتسهيل التواصل للمرضى الذين لا يتحدثون اللغة المحلية أو الذين يعانون من إعاقات في السمع أو البصر. يجب أن تكون المعلومات متاحة ومفهومة للجميع.

4- تطوير أنظمة الرعاية الصحية: يجب أن تعمل الدول والمستشفيات على تحسين نظم الرعاية الصحية وتبسيط العمليات. يجب أن تصبح أدوات العمل المتقدمة و السجلات الطبية الإلكترونية، جزءًا من النظام الصحي لتحسين الرعاية الصحية وتقليل الأخطاء.

5- التقييم والتحليل المستمر: يجب على الفرق الطبية تقييم حالات الأخطاء الطبية وتحليلها بشكل دوري لتحديد الأسباب الجذرية والمشكلات النظامية التي تؤدي إلى الأخطاء. يمكن من ثم اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرارها في المستقبل.

على الرغم من أنه من المستحيل تجنب حدوث الأخطاء الطبية بشكل كامل، إلا أن تبني النظم الطبية المتقدمة وتوفير التدريب المستمر والتواصل الفعال يمكن أن يقلل من حدوثها بشكل كبير في العراق وفي العالم. يجب اتخاذ الخطوات اللازمة لتوفير رعاية صحية آمنة وجودة للمرضى.