23 ديسمبر، 2024 8:15 ص

فيان دخيل.. لسانها قصير واظافرها طويلة..!

فيان دخيل.. لسانها قصير واظافرها طويلة..!

شاهدتُ لقاءً تلفزيونياً  عصر يوم الاربعاء 31 – 8 – 2016 في  الساعة  4 حسب توقيت هولندا على قناة دجلة العراقية،. اجراه مقدم البرنامج ريناس علي  مع النائبة فيان دخيل..
فيان دخيل شخصية نسائية عراقية عرفتها لأول مرة  لحظة بكائها في يوم حزيراني عام 2014 امام مجلس النواب وعلى الشاشة التلفزيونية. تعاطفتُ معها رغم انني متعاطف مع قضية شعبها قبل أن تولد السيدة فيان  بزمن طويل. كما احترمت نشاطها السياسي – البرلماني باعتبارها امرأة عراقية يمكنها أن تسهم بخدمة قضايا حقوق المرأة والشعب داخل البرلمان العراقي اولاً وليس أخيراً .
اليوم أصارحها القول انني وجدتها – بهذا اللقاء – ساذجة جداً من الناحية السياسية، بسيطة جدا من الناحية المعلوماتية،  لا تملك قدرة التفاعل بالحوار..! جعلتني  أظن أنها ربما  لم تقرأ كتابا سياسيا واحدا بحياتها . كما انها  لم تهيأ نفسها لحوار سياسي –  تلفزيوني بظرف هام وصعب يمر به البلد . يبدو انها خصصت وقتا غير قصير لتهيئة نفسها كثيرا من ناحية (المظهر) و(الملبس) و(المكياج) .. هذا  حق نسائي عام لا اعتراض عليه.
لكن ما حيّرني كثيراً هو اهتمامها الشديد بأظافر اصابع يديها العشرة .. كانت الاظافر مصبوغة بعناية ومطوّلة بــ(أظافر اضافية) لاصقة. لا أدري لماذا (طوّلت) اظافرها صناعياً..؟ خاصة وانها معروفة بهدوئها وليست من نموذج النائبات المتكامشات المتخامشات بالبرلمان العراقي ، لكنني ادري انها صرفت وقتا غير قصير بعملية (مكيجة) الأظافر مما ضيّع عليها فرصة التحضير لهذا اللقاء.
اظافر فيان دخيل الصناعية ذكرتني مباشرة بمكياج المناضلات العراقيات والعالميات ممن نذرن انفسهن للنضال من اجل قضية شعبهن أو قضايا شعوب العالم .
المناضلة العالمية مدام كوري ما شاهدتها بحياتي، لكن حين دخلت مصحاً جيكياً عام 1989 يحمل اسمها انتبهت لملاحظة صغيرة بنهاية سيرتها الذاتية تقول: ان مدام كوري كانت جميلة رغم انها لا تضع مكياجاً ولم تدخل صالون حلاقة. وانا اضيف ،هنا، أنها لم تقم بتطويل اظافرها.
عالمة الكيمياء البريطانية دوروثي هودجكن ( أول امرأة بالعالم نالت جائزة نوبل)  ،  شاهدتها مرتين بلندن، لم تمارس عملية المكياج لا بشبابها ولا بشيخوختها ولم تعرف مودة (تطويل الاظافر) . كان كل وقتها مخصصاً للكيمياء ولتربية اطفالها ايام شبابها وللتأليف والمحاضرات أواخر عمرها. كان من ألمع تلامذتها مرجريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا العظمى التي تخصصت في الكيمياء وبرعت في السياسة‏..‏ كانت تاتشر انيقة جداً لكن بأظافر طبيعية رغم  أن حربها في فوكلاند طالت عاما كاملا تقريباً.
نوال السعداوي المصرية ذات لسان طويل عادل، لكن اظافرها طبيعية ليست طويلة .. انجيلا ميركل رئيسة اقوى دولة صناعية اوربية لا شأن لها  بصبغ اظافرها وتحبها قصيرة جدا منسجمة جدا مع مظهرها البسيط جداً.. الفنانة المعمارية العالمية زها حديد اظافرها طبيعية .. الممثلة العالمية يسرا مكياجها بسيط واظافرها طبيعية.. المتظاهرة العراقية في ساحة التحرير الكاتبة سافرة جميل حافظ ظلت جميلة منذ شبابها حتى الآن بدون مكياج وبأظافر طبيعية .
هذه النماذج النسائية الراقية وغيرها الآلاف أصبحن شواخص عظيمة  ضمن القيادات السياسية المناضلة من اجل الدفاع عن قضايا شعبهن وشعوب العالم من دون ارتياد صالونات حلاقة او (تطويل أظافر)..!
لا تغضبي.. لا .. لا تغضبي ولا تزعلي يا فيان دخيل .. تدربي على علم السياسة والقراءة..!
و سامحوني يا رجال العراق عن هذه الدردشة..!