1 ـــ ما مر يوماً على العراق, الا وفيه كورونا, فقر وجهل وا ذلال, وقطار تخترق عدواه حدود االعراق, تحمل قاطرات الموت فيه, بيان اول ومراسيم جمهورية تزفرها رسالة خالدة, يوم شباطي اسود عام 1963, باركته رزمة افتاء الأمر بالمعروف, تُكفر وتُشرعن اسقاط ثورة الرابع عشر من تموز 1958 الوطنية, وابادة كل عراقي يرفض الفيروس البعثي, وكألعادة ابتدأ الفيروس دورة الموت الجماعي, مع بنات وابناء الجنوب والوسط, كرونا ذاك الزمان مؤدلجة بالطائفية والفكر الشوفيني, تمددت كارثة تاركة خلفها مئآت المقابر الجماهية, حتى الذين باركوا ودعموا الأجتياح الشباطي, دفعوا ضريبة خيانتهم مكلفة, فكرونا الرسالة الخالدة زبون لا يؤتمن.
2 ـــ نظام كوروني اسلامي, يستورث العراق من نظام كوروني قومي, امريكا وبعد ان استهلكت كامل فعالية العدوى للوباء البعثي, سحبت كامل عفشة بذات القطار, ورمته في مكبات العمالة والخيانة, عام 2003 حملت الأشباح والصواريخ الذكية, ودبابات تمضغ المصير العراقي, ثم تبصقه مجزرة جماعية على كامل جغرافية الوطن, فكتبت اول حروف النكبة على جلد العراق, فأورثت فيروس كورونا الأمر بالمعروف, كامل ادوات الفتك العقائدي الشمولي والألغائي, لسلوك كورونا اصحاب الرسالة الخالدة, كانت مرحلة الـ “اخذناهه وما ننطيهه” جمعت خليتها في رئة المنطقة الخضراء, جميع فرقاء التوافق والتحاصص للعملية السياسية, فكانت اول الأصابات المميتة, تعرضت لها وحدة العراق شعب ووطن.
3 ـــ فيروسات كرونا العملية السياسية, وجدت لها خلايا للأنتشار بين اضلاع التطرف الطائفي القومي, فكان الفساد والأرهاب مجزرة حقيقة, انطلقت من خلايا الأحقاد والكراهية, والمصالح الصيقة لأحزاب مثلث النكبة العراقية, ان مشترك “اخذناهه وما ننطيهه” جمع بين المكونات الثلاث لعملية الفساد, فكان نظام التحاصص, جريمة وخيانة وطنية, ارتكبتها الأحزاب الشيعية والسنية والكردية مجتمعة, ملوثي الشكل والمضمون, بنزيف الثروات الوطنية, ودماء شياب الأنتفاضة, على خط النكبة دخل الأعلام الديني, ليسوق نفسه وسيطاً لله, فسر الأمر على ان ما يحدث ناتج عن غضب الله, فلو ان الله حقاً غاضياً لبادر بجلد, الوسطاء عراة حتى يدفعوا ما بذمتهم, من ثروات الوطن وارزاق الناس, احزاب الأسلام السياسي, ومنها الأحزاب الشيعية حصراً, هي الفيروسات الأسوأ في التاريخ الوطني, والذاكرة العراقية.
4 ـــ اغبياء مليشيات الأحزاب الأيرانية في العراق, يعتقدون ان وباء كرونا, قد افرغ ساحات التحرير من منتفضيها, تناسوا ان ثأر دماء وارواح الشهداء, يصهل الآن في الضمير العراقي, ومساحة الجوع ستتمدد, وتدق سلمية الأعصار الشعبي, ابواب جميع لصوص العملية السياسية, وعلى ارضها ستهتف الأنتفاضة ويهتف معها العراق, انا الوطن لمن “يريد وطن”, وسيشرق وجه الحق على شعب, سيتحرر على ارصفة الباطل فيه, آخر امية وامي وآخر لطّامة ولطّام وآخر جائعة وجائع, وسماحات ستتعرى عن فضائحها, ومراجع سيسقط عنها زيف الألقاب, وينزلق عن اللحى دسم الفساد, المواطن العراقي سيضمد جراحه, ليعود معافى الى ذاته في ساحات التحرير, ويعدن العراقيات الباسلات وفي عيونهن وطن لكل له فيه, كرامة وبيت ورغيف خبز وعنوان وباب.