7 أبريل، 2024 12:25 ص
Search
Close this search box.

فوضى

Facebook
Twitter
LinkedIn

تقول معاجم اللغة ان الفوضى هي الانفلات والتضعضع والاضطراب وغياب الحكم
والان اود ان اسأل سؤالا هل ان هذه المعاني تتجسد في مجتمعنا العراقي ام انها غير موجودة اصلا وان مجتمعنا لم يغب فيه الحكم وغير منفلت وغير متضعضع وغير مضطرب ؟؟؟
من يؤكد بأن السؤال الثاني هو الصح فهو اذن منافق ومستفيد من هذا الانفلات السياسي والاجتماعي ومكتنز ذهبا وفضا …..
وان حصل فعلا الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي تنتفي نفعيته واستغادته لانه يعيش على (( الجيف )) التي تملأ البرك والمستنقعات ولا يستطيع العيش خارجها ..
والفوضى التي نتحدث عنها الان ليست خاصة في مكان واحد او فئة واحدة او مجموعة واحدة فهنالك الانفلات وهنالك المنفلتون وهنالك المستفيدون من الانفلات والمنفلتين .
فالعدد كبير جدا اذن … وهذا يعني الانحسار التام للتطور والتقدم والرقي والتحضر ..
وهذه الفوضى ليست مختصة في جانب دون اخر بل هي منتشرة كالسرطان في كل المفاصل ما يجعل جسد المجتمع مشلولا ويؤثر سلبا على الاخلاق والقيم والمبادئ ويسئ الى استخدام السلطة في غير ما وضعت له ويخلق جيلا من المسؤولين غير المنضبطين وغير المؤهلين وغير المهنيين ما يؤثر على المستوى المهني والعلمي والفني في المفاصل المهمة ..
وهذا يؤدي الى بناء الانسان سلبيا خاصة في قاعدة الاطفال والشباب الذين ستترسخ في اذهانهم هذه القيم العقيمة السالبة التي سيتربى عليها هذا الجيل والاجيال اللاحقة وهذا ما يعني خراب هذه الفئات وخراب المجتمع والانزلاق الى متاهات فوضوية اخرى تعيدنا الى سباق القتال
بين بني البشر انفسهم ما يجعل مصطلح البقاء للاقوى يعود من جديد وما يرسخ ايضا دعائم القبلية والعشائرية مجددا وهذا بدوره يعيدنا الى السقوط الحضاري والفكري والتربوي والانساني
فيا ترى اصدقائي…. هل تعون ما تعنيه الفوضى التي يعيشها مجتمعنا التي لولاها ما جعل الافكار المتطرفة كالافكار الداعشية الارهابية تسيطر على اكثر من ثلث اراضينا بوقت قياسي جدا .؟؟؟؟ .فان كنتم لا تعون ذلك او كنتم تعونها ولا حلول لديكم للقضاء عليها فهذه يعني الخراب بعينه …. لقد امتدت الفوضى وامتد الانفلات واللامهنية الى التربية والتعليم والصحة والاعلام والعسكرة .. فلنبحث اذن عن اسباب هذه الفوضى المجتمعية العارمة قبل ان تعم البلاد والعباد …
لنتوحد جميعا اعلاميين وصحفيين وفنانين ومثقفين لنسلخ هذه السلوكيات الفوضوية من مجتمعنا قبل ان تترسخ وتمتد جذورها لتشمل اجيالا اخرى وحينها لا ينفع لوم ولا عتاب

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب