23 ديسمبر، 2024 3:12 ص

فوضى المنطقة دجاجة تبيض ذهباً لإسرائيل

فوضى المنطقة دجاجة تبيض ذهباً لإسرائيل

حصلت إسرائيل الإرهابية على فرصة أخرى لزيادة نفوذها وانتشارها داخل المنطقة بداية من عام 2011، وذلك بفضل ما يسمى بالربيع العربي، حيث تمكنت إسرائيل من توطيد علاقاتها القائمة مع شركائها من غير الدول. وسمحت الأوضاع الغير مستقرة بتشكيل جماعات جديدة من الصفر لتعزيز قدرة الكيان الصهيوني، في حين برزت إسرائيل بوصفها أكثر طرف مستفيد من حالة الفوضى، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الحرب على سورية و المواجهة مع إيران أو بتعزيز العلاقات مع بعض الدول الخليجية، وإنطلاقاً من ذلك إن حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي أغرقت المنطقة، مع تنامي نفوذ التنظيمات المتطرفة، حولت الشرق الأوسط إلى ما يمكن وصفه بالدجاجة التي تبيض ذهباً لإسرائيل التي تغلغلت في معظم دول الإقليم.

هناك عدة أسباب مكنت إسرائيل من بسط نفوذها على المشهد السياسي في المنطقة، من أهمها وصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في أوائل عام 2017 ، فالمتتبع لتصريحات ترامب في إدارته، يستطيع أن يرى بوضوح زيادة دعم واشنطن لإسرائيل من خلال دعم البيت الأبيض سياسات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، وكان من أهم الإجراءات التي اتخذها ترامب لصالح لإسرائيل، في كانون الأول 2017، أعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ليكون أول رئيس أمريكي يقدم على هذه الخطوة عملياً بعد تنفيذ القرار في أيار 2018. وفي آذار 2019 وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة أدلى ترامب بتصريحات داعمة لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها، وفي مارس 2019 الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية. ومن خلال هذا القرار، تهدف الولايات المتحدة إلى دعم موقف تل أبيب على المستوى الإقليمي و الدولي.

في السياق ذاته نتيجة لحالة عدم الاستقرار بعد الثورات العربية، بدأت إسرائيل تعد حليفاً وشريكاً قوياً لبعض القادة العرب، ولا سيما زعماء دول الخليج ، وقد تجلى ذلك في زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي العلنية إلى عُمان. مع العلم أن هناك داعمين ودافعين آخرين لتطوير تحالفات مع إسرائيل من خلال صفقات لشراء أسلحة وزيارات متبادلة لمسؤولي البلدين.

إن ما جرى في المنطقة وما يزال هو مصلحة أمريكية إسرائيلية بالدرجة الأولى وإعادة ترتيب جديد للمنطقة بمشاريع تدويل أزمات داخلية عربية لأن سياسة الصهيوأمريكية لا يمكنها العيش في منطقة قوية بل تريد تمزيقها وتفتيتها من خلال الركوب على ثورات الشعوب العربية لإسقاط أنظمتها، فالظاهرة الاستعمارية هي المسؤول الأول والأخير عن معاناة الشعوب العربية التي اتبعت سياسات تعسفية لاستغلال خيراتها وثرواتها وما زالت هذه المخططات و المشاريع سارية المفعول، حيث يحاول الشريكان الأمريكي والصهيوني تنفيذها عبر خلق الازمات والفوضى والفتن والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد في العديد من أقطار القطر الواحد.

بالتالي ما حدث ويحدث للعالم العربي ليس من قبيل الصدفة بل هو نتيجة مخطط استعماري صهيوني حتى تكون إسرائيل هي السيد المطاع في الشرق الأوسط فضلاً عن حماية أمنها في المنطقة، عن طريق تدخل الغرب في الشؤون الداخلية في مصر أو عن طريق تنفيذ سيناريو سورية المعد مسبقاً لتقسيمها وتفتيت العراق والسودان وحل القضية الفلسطينية وفق الرؤية الإسرائيلية.

مجملاً…. إن هدف الولايات المتحدة الامريكية هو إبادة الشعب السوري لصالح إسرائيل ، فالآن إسرائيل تخطط وأمريكا تنفذ، لذا يجب علينا أن نستيقظ ونحفر الصخر بأظافرنا دفاعاً عن أنفسنا حتى لا يجرفنا الطوفان القادم، ولا بد أمام هذا الواقع من صحوة الضمير من قبل الشعوب العربية وأن تعي خطورة ما تقوم به الدول الاستعمارية من أهداف سعياً لتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على مقدرات البلاد، ويجب إدراك المصلحة الحقيقية للأمة العربية وعزل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من أن تكون اللاعب الرئيسي أو الفرعي في تقرير مصير الصراع ومآلاته.

وأختم مقالتي بالقول إن أعداء سورية من الغرب إعتقدوا أنه بخلق داعش ودعم الكيان الصهيوني سيتم إركاع سورية، لكن إكتشفوا بأن حسابات حقلهم لم تأتي على حسابات بيدرهم، فصمود وصلابة سورية أسقط رهان المتآمرين وأفشلت مخططاتهم الخطيرة المتربصة بوطننا الكبير سورية.