18 ديسمبر، 2024 3:57 م

فوز ماكرون أنتصاراً لأوربا أم لأمريكا ؟

فوز ماكرون أنتصاراً لأوربا أم لأمريكا ؟

حقق زعيم حزب( الى الامام) الوسطي، ماكرون، فوزاً ساحقاً على منافسته، مارين لوبان، من حزب اليمين، بنسبة وصلت الى 66.1% من أصوات الناخبين الفرنسيين.
ترحيب دولي واسع، وفرحة عمّت دول أوربا، بعد فوز إيمانويل ماكرون، وبذلك يكون ماكرون رئيساً لفرنسا من خارج الحزبين التقلديين الحاكمين في فرنسا( اليمين واليسار).، كما أنه اصغر رئيس في تاريخ فرنسا، حيث يبلغ من العمر 39 عاماً.
جاء هذا الترحيب من أعلى المستويات، وأكبر الشخصيات السياسية في العالم ، أمثال:
رئيس المفوضية الأوربية، ورئيس المجلس الأوربي، ورئيس البرلمان الأوربي، والرئيس الأمريكي، وهيلاري كلينتون، ومن رؤساء: كندا، واوكرانيا، وايطاليا، واسبانيا، وبلجيكا، واليونان، والدنمارك، والبرازيل، وغينيا، وبريطانيا، واسرائيل، والمغرب، وتونس، ومصر، والعراق، وروسيا( بحذر)، ومن كبار المسؤولين في المنظمات اليهودية الفرنسية، ومن المسلمين في فرنسا، وكذلك الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته.

أسعد الناس، وأشدهم فرحاً، بفوز “ماكرون”، كانت هي المستشارة الألمانية”ميركل”، حتى من ماكرون نفسه، وأجمع زعماء أوربا، ان فوز مرشح الحزب الوسطي”ايمانويل ماكرون”، أنتصاراً لأوربا لتبقى قوية وموحدة.
ما أسباب هذا الترحيب؟
أستطاع”ماكرون” في خطابه بالحملة الأنتخابية، وبعد فوزه بالأنتخابات، أن يستقطب الداخل، والخارج، فقد وضع أولويات لبرنامجه السياسي،
على الصعيد الداخلي، رگّز فيه على القضاء على الفساد والبطالة، وتحسين الوضع الإقتصادي، وفي موضوع المهاجرين، يرى أن الهجرة لا تعد عائقاً، بل يراها عاملاً مهماً في النمو الإقتصادي، كما يرى أن الارهاب لا يمت للإسلام الصحيح بأي صلة.
أما على الصعيد الخارجي، فهو يدعوا الى إصلاح أوربا، وليس الخروج منها، هذا أولاً.
ثانياً: عارض بشدة رفع العقوبات الاقتصادية عن روسيا، التي وضعها الأتحاد الأووبي، ولكنه قال: روسيا ستكون شريك عمل في بعض القضايا الإقليمية.
ثالثاً: إدانته لبشار الأسد في أستخدام الأسلحة الكيمائية، وقال: إنني مستعد لتوجيه ضربات بالغة القوة لتدمير مخازن الأسلحة الكيمائية لدى الأسد، ولكنه يرى ان رحيل الأسد يكون أفضل من خلال الحل السياسي.
رابعاً: قال أنه سيحارب الإرهاب بقوة، وأن فرنسا ستكون في طليعة الدول المحاربة للإرهاب.
خامساً: يرى ان هناك تساهلاً كبيراً ازاء قطر والسعودية، في فترة الرئيس الأمريكي أوباما، وأن لديه مطالب إتجاه الدوحة والرياض، ويجب عليهما القيام بالتمويل، والعمل من أجل القضاء على المجموعات الإرهابية.
سادساً: أعلن رغبته في التعامل الوثيق مع أمريكا، خاصة في مجال مكافحة الارهاب.
ماكرون؛ رغم قلة خبرته في إدارة الدولة، لكن بهذه الأولويات التي حددها في سياسته القادمة، يكون قد قرأ الساحة الداخلية والخارجية جيداً، فأجاد اللعبة فيهما، واستطاع إستقطاب الجمهور، فحقق فوزاً كبيرا في الداخل، ورضا دولي واسع من الخارج.
أعتقد ان الرئيس الفرنسي الصغير المنتخب( ايمانويل ماكرون)، أستفاد كثيراً من تجربة ترامب في حملته الانتخابية، فكلاهما جاءا من خارج الأعراف التقليدية السياسية في البلدين، وكلاهما دعا الى أقتصاد قوي، وأستئصال ومكافحة الأرهاب، وأن أختلفا في موضوع الهجرة، فترامب يرى قوة الأقتصاد بمنع المهاجرين، وماكرون يراه في وجود المهاجرين، وكلّا يراهُ حسب وضع بلاده، كما أن ماكرون سيسير بسياسة ترامب في أبتزاز قطر والسعودية، وأمتصاص الأموال منهما.
فوز ماكرون، أنتصار لأمريكا قبل أوربا، وستكون فرنسا في إدارته، حليفاً قوياً، وظهيراً سانداً لأمريكا، وستنظم فرنسا للمشروع:(الأمريكي-الاسرائيلي – العربي)، ومن أولويات هذا المشروع: القضاء على الأرهاب في العراق وسوريا، وإزاحة بشار الأسد، والتخلص من النفوذ الإيراني في المنطقة.
على العراق أن يحسن أستثمار إدارة الرئيس الجديد لفرنسا.