فوز دهوك بالبطولة ومواجع الألم؟

فوز دهوك بالبطولة ومواجع الألم؟

شاءت النتائج ومثابرة وقوة فريق دهوك أحد أبرز فرق دوري نجوم العراق أن يكون طرفا في المباراة النهائية لبطولة ( دوري بطولة الخليج للأندية /2025 ، وهي النسخة الأولى من البطولة التي أستحدثت أخيرا) ، ضد فريق القادسية الكويتي ، وجرت المباراة في ملعب دهوك وهي مباراة الإياب ، وكان فريق دهوك قد تعادل في مباراة الذهاب التي جرت في الكويت ضد فريق القادسية بدون أهداف. وكان ملعب دهوك يزهوا بالحضور حيث أمتلأ بالمتفرجين الذين حضروا قبل المباراة بساعات وكانت الأجواء جميلة وأشبه بكرنفال وزادها جمالا هو حماسة الفريقين لنيل كأس البطولة ، ومن المفيد أن نذكر هنا أن المباراة حضرها السيد مسرور البرزاني رئيس حكومة الاقليم وأعضاء الوفد الكويتي والسيد عدنان درجال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم . وانتهت المباراة بفوز فريق دهوك بكأس البطولة عن استحقاق وجدارة وسط أجواء من البهجة والفرح والتشجيع والهتافات من قبل الجمهور الغفير الذي ملأ الملعب. ألا أن فرحة الفوز وصورته المبهجة شابتها غصة كبيرة وألم وحسرة خنقت قلوب ونفوس كل العراقيين ، الذين كانوا يتابعون المباراة عبر شاشات التلفزيون! ، عندما صدمتهم صورة ومشهد الفوز حيث أصر الأخوة الأكراد عن قصد واضح أن يجعلوه فوزا يفتقد الى طعم الوطن وروحه العراقية!!؟ ، فكل المشاهد والصور واللقطات التي نقلتها الكاميرات عن الجمهور، كانت توحي بأن فريق دهوك والأعلام التي رفعها الجمهور وكل المظاهر الأخرى ، أشعرتنا نحن العراقيين الذين كنا نتابع المباراة بكل حماسة وحب وطيبة عراقية أشعرتنا بالغربة! ، وكأن فريق دهوك وأهل دهوك ليسوا عراقيين!؟ ، ولا ينتمون الى هذا الوطن !؟ وكان ذلك واضحا عن قصد وسبق أصرار وتعمد ومع الأسف! ، فالأعلام التي رفعها الجمهور هي فقط علم إقليم كوردستان وكل الكتابات والشعارات المكتوبة في الملعب مكتوبة اما باللغة الكردية أو الانكليزية! لا يوجد شيء ولا كلمة ولا حتى حرف مكتوب باللغة العربية ؟؟! وحتى اللاعبين الاجانب الذين كانوا يلعبون ضمن صفوف فريق دهوك ، وبعد أنتهاء المباراة ، لفوا علم الاقليم على أنفسهم ورفعوه ولوحوا به! ، فلا وجود لعلم العراق في كل هذا المشهد!!؟ ، حتى صار عندي شك أقرب الى اليقين! ، بأن هناك تعليمات مشددة ومشددة جدا ، بأن من يرفع العلم العراقي داخل الملعب او من قبل اللاعبين سيتعرض الى عقوبة شديدة !! ، ولولا منصة الفوز التي يقف تحتها الفريق الفائز بالبطولة والتي كتبت باللغة العربية لكون البطولة هي عربية خليجية! ، ولولا الضيوف كانوا عربا من دول الخليج ومن دولة الكويت الفريق الذي نال المركز الثاني بالبطولة ، ولولا صوت المعلق الخليجي الذي كان يصف ويعلق على المباراة ، ويذكر فريق دهوك العراقي في كل لحظة أثناء التعليق ، أقول لولا هذه المشاهد لما شعرنا ان هناك ناديا عراقيا يخوض مباراة نهائية بل فريقا يعود لدولة أخرى!!؟ ، وعزائنا الوحيد هو وجود الكابتن عدنان درجال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي شارك بتوزيع اوسمة الفوز وبتهنئة لاعبي فريق دهوك ، قكان يصافح اللاعبين بكل حنان وحب واضح ، ويّسلم على كل واحد منهم بحرارة ويضمه الى صدره بطيبة العراقي المعهودة!! . أن موضوع عدم وجود كلمة عربية في كل محافظات الاقليم! ، وعلى العكس من وجوب وجود اللغة الكردية مكتوبة في كل معاملات الدولة العراقية وفي الوزارات والدوائر الحكومية وفي كل يافطة حكومية رسمية وفي كل زاوية ودربونه وركن! ، مسألة معروفة منذ سقوط النظام السابق واحتلال العراق ، وهي مثار استغراب وتساؤل لكل العراقيين!؟ ، وفي الحقيقة أن هذا (التحيز والتميز!) يسأل عليه أعضاء البرلمان وكل رئيس في الحكومة الاتحادية؟! . ولابد هنا من تذكير السيد رئيس حكومة الاقليم مسرور البرزاني مع كل الاحترام والتقدير، بأن العراقيين كلهم يعرفون بل العالم كله يعرف مدى كرهك للعراق وشعبه ! ولا أراك تنزعج من هذه الحقيقة ، التي طالما صرحت بها جهارا نهارا وفي مناسبات كثيرة! ، ولا أدري لماذا كل هذا الكره والحقد على العراق؟ وفي الحقيقة أذا اردت ان تكره وتحقد على أحد فأكره الإنكليز! الذين هم أبقوكم مع العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1918 ) ، وأضيف لك معلومة أنت تعرفها وكل القادة الكرد المحترمين أن قرار انفصالكم عن العراق! ، هو بيد أمريكا وبريطانيا!! ، وليس بيد الحكومة الاتحادية !؟ ، وأنت تعرف أن الأمريكان لم يبدوا رضاهم على استفتاء أنفصالكم الذي أجريتموه في 25/ أيلول/ سبتمبر/ 2017!!؟ . وأرجو ان يتسع صدر دولتكم بتقبل سؤلنا: ، هل كل الحكومات العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 من ملكية الى جمهورية سيئين وكانوا على باطل وحاربوكم وأضطهدوكم وأنتم على حق؟؟ وهل العيب كله فيهم ؟ ألم يحدثك والدك ( السيد مسعود البرزاني) اطال الله عمره ، عن موقف الزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم ، كيف أستدعى جدك المرحوم ( الملا مصطفى البرزاني) عام 1959 الذي كان لاجئا في الأتحاد السوفيتي السابق التي هرب أليها بعد أنهيار جمهورية ( مهاباد) في أيران عام 1949 ، وأحتفل به ومن معه من رجال ( البيشمركة) وأستقبله استقبال الأبطال ، بحضور والدك أطال الله عمره وكان عمره آنذاك 14 سنة! ، ودعني أكمل لك محبة الزعيم قاسم لكم ، فجاء بجدك وأسكنه في بيت المرحوم ( نوري السعيد) في شارع المغرب معززا مكرما وصرف له راتب (700) دينار!! في حين كان راتب الزعيم وهو رئيس وزراء ورئيس جمهورية ( 440) دينار! ، وبقى جدك لمدة عام وعاد ليلتحق بالشمال وليقود انتفاضة عام 1961 الكردية !! ، التي لم يرى لها والدك ( السيد مسعود البرزاني) وحسب ما نقل عنه أية مبرر!!. ودعك من كل ذلك ، أذا كانت كل الحكومات ظالمة وسيئة قبل 2003 ، فقد قاد الحكم بالعراق أخوانكم ( الشيعة) والحكومة شيعية منذ 2003 ولحد الآن وهؤلاء هم أخوانكم وتقاسموا معكم المظلمومية عبر التاريخ! فلماذا تختلفون معهم الان !!؟. هذا غيض من فيض يا سيادة رئيس حكومة الاقليم فالمواجع كثيرة وكبيرة وعميقة! فلا داعي لنقلبها!!؟، والمثل العراقي يكول ( خوة بكوة متنراد) . أخيرا نقول : تبقى دهوك وأربيل والسليمانية وكل المدن الكردية (عراقية كردية) الى ان يقضي الله امره!! ، ويقرر الأمريكان والانكليز ، بقائكم معنا أو أنفصالكم وأقامة دولتكم الكردية التي تحلمون بها ، وعند ذلك سنصفق لكم أيضا ، ولكن بدموع حارة تبكي على أخّوتنا العربية الكردية ، ونحن ننشد بألم وحسرة ( يا عراق للأمام كرد وعرب فد حزام ) ولله الأمر من قبل ومن بعد.