23 ديسمبر، 2024 1:01 ص

فوز ترامب يعكس الشخصية الاميريكية

فوز ترامب يعكس الشخصية الاميريكية

للمرة الثانية في تاريخ الولايات المتحدة الاميريكية يكسر مرشح قاعدة التوقعات ويتمكن من الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، وكانت الأولى في 1940 حين تمكن الرئيس الديمقراطي فرانكلين روزفلت الرئيس (32) من الفوز بمنصب رئيس الجمهورية على الرغم من توقعات الاسواق بعدم فوزه وموقف وسائل الاعلام المعادية له ونتائج استفتاءات الرأي العام التي أظهرت أن روزفلت لن يفوز لكنه فاز بدورته الثالثة ومات بجلطة قلبية في السنة الاولى من دورة الرابعة للرئاسة.
فوز روزفلت اطاح بنظريات التأثير المباشر لوسائل الإعلام ورجح الاصوات التي تنادي بعدم فعالية وسائل الاعلام لصالح نظريات التأثير المحدود، كما أن فوزه لأربع دورات متتالية رفع من مستوى النقاشات حول تحديد مدة الحكم للشخص الواحد بدورتين فقط.ويبدو أن فوز ترامب يكرر الحالة للمرة الثانية حين تحدى موقف وسائل الإعلام  السلبي منه، وتوقعات الأسواق وموقف الكثير الشخصيات النافذة التي كانت ضده ومن بينها أعضاء في الحزب الجمهوري وفاز في كرسي البيت البيضاوي، على الرغم من هذا كله، وفوزه يمثل صدمة كبيرة للكثير من المراقبين والسياسيين سواء في الولايات المتحدة أو خارجها.دونالد ترامب خرج عن التقاليد العامة في سلوكه الانتخابي عبر محاكاته الشخصية الاميريكية المتمردة على التقاليد والفنطازية التي تتميز بها لذا تمكن من كسب ود الشباب والنساء والكثير ممن يتمنى وصول شخصية مثل ترامب إلى إدارة البيت الأبيض وكسر الأعراف لاسيما باستخدامه مصطلحات قلما يستخدمها شخصية عامة وأمام جمهور واسع وكبير، وطريقة تصرفه الفريدة حين التقى ببناة الهوى في احد المراكز الانتخابية وحين وصف هلاري كلنتون بالعجوز الشمطاء.
إذا تمكن ترامب من مخاطبة الجنون في الشخصية الاميريكية وفنطازيتها، خاطب القوى والتحدي التي يهتم لها الناخب الاميريكي حين رفع شعار اميريكا الدولة الاولى في العالم وبناء مجدها وتعزيز قوتها هي أهم الاهداف التي يسعى لتحقيقها في حالة فوزة.كما أن شعار الاسلام عدوه واسرائيل دولة السلام ورفضه لوجود دولة فلسطينية سهلت له استمالة الملايين من الشعب الاميريكي وحديثه عن البقرة الحلوب التي لابد ان تذبح بعد نضوب حليبها وموقفه من تركيا وايران والمهاجرين كلها شعارات يحبها الناخب الاميريكي فضلا عن دعمه للاقتصاد الاميريكي.
اذا ترامب هو الشخصية الاميريكية الحقيقية التي تمثل طموح الجمهور الاميريكي وعبر عن سعادته حين وجدها تمثلت في الرئيس في دونالد ترامب.