يمکن القول بأن النظام الايراني هو من أکثر النظم الدکتاتورية في العالم إثارة للجدل ويحفل بالتناقضات الصارخة، ولعل من أهم المسائل التي يمکن ذکرها کمثال عيني يثبت ذلك، هو إن هذا النظام وفي الوقت الذي لايکف عن التأکيد على أن منظمة مجاهدي خلق لم يعد لها أي دور وتأثير داخل إيران فإنه لايکف أيضا على ربط کل تطور ونشاط سياسي أو أمني معارض له بمجاهدي خلق، ويکفي أن نشەر الى إن معظم الانتفاضات الاربعة التي إندلعت بوجه هذا النظام قد تم إتهام منظمة مجاهدي خلق بتدبيرها وقيادتها.
النظام الايراني ومرشده الاعلى يعيشون مايمکن أن نصفف بفوبيا مجاهدي خلق، وهذه الفوبيا سائدة منذ عهد خميني عندما أمر بتنفيذ مجزرة عام 1988، بحق السجناء السياسيين من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق بسبب من إنتماءاتهم الفکرية وقد قام خميني بذلك لخوفه من المنظمة التي هي أقوى معارضة ضده وإستطاعت أن تصل الى حد تحرير مساحات شاسعة من إيران وتهديد النظام بالسقوط والانهيار وذلك على أمل أن يقضي على المنظمة وينهيها، وإن خامنئي قد سار على نفس حيث إنه وعند حدوث أي أمر طارئ يهدد النظام يخرج ليتهم مجاهدي خلق بذلك!
تسرع خامنئي وإستعجاله في توجيه وکيل الاتهامات لمجاهدي خلق قد جعلته يخلط في الامور وتضيع عليه الحقيقة ويتخبط في حکمه على الامور، ولعل ماقد ذکره علي يونسي وزير المخابرات السابق في النظام الإيراني والمستشار الحالي لحسن روحاني، في إعترافات مثيرة بخصوص تفجير مرقد الإمام الرضا (ع) في 20 يونيو من عام 1994، نموذج واضح على ذلك، حيث أکد بأن تفجير مرقد الإمام الرضا (ع) في 20 يونيو من عام 1994 كان عمل لجماعة من داخل النظام في حينها ولا علاقة لجماعة مجاهدي خلق بذلك، وقد خطط وتعمد النظام لاتهام منظمة مجاهدي خلق بذلك التفجير، في حين وجه على خامنئي زعيم النظام الايراني رسالة عاجلة بعد حدوث التفجير مباشرة في 20 يونيو 1994 الاتهام الى منظمة مجاهدي خلق ايران.
يشار الى أن قنبلة انفجرت في مرقد الامام الرضا (ع) في يوم 20 يونيو 1994م الذي تزامن مع عاشوراء وقد ادى ذلك الى مقتل عددا كبيرا من الزوار وجرح اخرين كثيرين واتهم النظام وزعيمه علي خامنئي نفسه منظمة مجاهدي خلق بذلك في نفس اليوم وبعد وقوع الحادثة مباشرة. لكن بعد خمس سنوات وتحديدا في 5 ديسمبر 1999 صرح أكبر كنجي وهو احد مسؤولي مخابرات النظام الايراني السابقين في مقابلة له أن الانفجار كان من صنع وتدبير عناصر تابعين لوزارة مخابرات النظام وذلك بقصد تشويه سمعة منظمة مجاهدي خلق. وهذا أثبت مرة أخرى کيف إن النظام يتحين الفرص للنيل والکيد بمجاهدي خلق التي صارت هاجسه اليومي ومصدر قلقله وصداعه المستمر، ولاريب من إن فوبيا النظام هذه ستستمر من دون شك وستتضاعف خلال الايام القادمة ولاسيما وإن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية رفي الايام 10 و11 و12 من الشهر الجاري على الابواب حيث سيتم فضح النظام وکشفه على حقيقته بصورة غير مسبوقة وهذا ماسيکون له بالضرورة تأثير على الشعب الايراني بإتجاه رفض ومواجهة النظام.