23 ديسمبر، 2024 1:44 م

من المؤلم جداً عرض الجرائم التي قامت بها عناصر داعش الارهابية ، لكن تلك الجرائم يجب ان توثق وتنشر باستمرار ، وتعرض للعيان ليعرف الناس في جميع انحاء الارض كيف تتصرف هذه الثلة من مجرمي العصر .

فبعد ان قام التنظيم الارهابي بعمليات منظمة لسرقة الاثار العراقية والسورية وتدمير المدن الاثرية في كلا البلدين ، اقدم مؤخراً على ذبح عالم الاثار السوري الدكتور خالد الاسعد في مدينة تدمر الاثرية .. المجرمون لم يكتفوا بذبح الاسعد بل قاموا بتعليق جثته على احد اعمدة المدينة الاثرية .. ثم تم نقل جثمانه الى مكان اخر حيث علقت جثته على عمود الكهرباء وعلقت يافطة كتب عليها (مدير اصنام تدمر)هذه العقلية المتخلفة لعناصر داعش جعلتهم يعتدون على حياة الناس والعلماء منهم خاصة وآخر هذه الضحايا ما جرى لخالد الاسعد ، الجريمة التي اهتز لها ضمير العالم المتحضر..

التنظيم سبق له ان هدم مدينة نينوى وهي احدى اهم المدن في العراق القديم وتشير المصادر التاريخية الى ان عدد سكانها بلغ آنذاك 150 الف نسمة .كما قام بتدمير المساجد الاثرية وقبور الانبياء والاولياء في الموصل ، وهدم مدينة تدمر الاثرية.

التنظيم الاجرامي منهجه القتل والاعدام ليس على معارضيه ومن يحسبهم اعداء تقلديين له ، بل انه يمارس ذلك المنهج حتى على عناصره ، فقد اقدم مؤخراً على اعدام 25 من عناصره بسبب انسحابهم من مواقع في محيط الموصل أمام تقدم قوات البيشمركة ، وقام على اثر ذلك بتفجير المباني الحكومية والمقرات الامنية بقضاء البعاج غربي الموصل ، وكان قد قطع خدمة الانترنت عن المدينة.

حملة الاعدامات لم تنته لدى عصابات داعش ، فقد قامت هذه العصابات بإعدام (16) شخصا من سكنة مدينة الموصل بطرق بشعة ، وذلك عن طريق اغراقهم في موقع مائي ، وحرق بعضهم داخل اقفاص ، ورمي البعض الاخر من على بناية شركة التأمين والتقاعد الوطنية في منطقة باب الطوب في الموصل . وكان التنظيم قد قام في الثالث والعشرين من حزيران الماضي باعدام (14) عراقيا باستخدام ثلاث طرق وهي الحرق والاغراق وتفجير الرؤوس.

مأساة اخرى حدثت في منتصف آب الماضي واعلن عنها مسؤولون امريكيون كانوا قد حققوا مع زوجة قيادي في داعش ، حيث افادوا ان موظفة الاغاثة الاميركية (كابلا مولر ) قتلت اثناء احتجاز تنظيم داعش لها كرهينة ، وكانت قبل ذلك قد تعرضت للاغتصاب مراراً من قبل زعيم التنظيم المجرم “ابو بكر البغدادي” ، بحسب ما اوردته وكالة رويتر ، وكانت الفتاة التي تبلغ من العمر 26 عاماً قد تعرضت للتعذيب قبل ان يقدم التنظيم على قتلها ، وقد اكدت هذه المعلومات فتاتان ايزيديتان كانتا محتجزتين لاستغلالهما جنسيا .

لم يكتف التنظيم باعمال القتل والاعدامات اليومية بل سعى الى الحصول على اسلحة فتاكة لايقاع اكبر قدر من الضحايا نتيجة افكاره الدموية ، ومع ان الخبير في الجماعات الارهابية هشام الهاشمي كان قد اعلن ان لا صحة لاستيلاء داعش على قنابل غاز (السارين) وغاز الخردل في سورية ، وهي غازات تؤثر في الاعصاب ، فان الهاشمي اشار الى ان ملف التطوير للأسلحة الكيمياوية في داعش يديره مهندس فيزياوي مصري ، حاصل على شهادة الماجستير من القاهرة ، ويعتقد انه يتواجد في المناطق الزراعية في جنوب بغداد .

وان مهندساً عراقياً انخرط في صفوف التنظيم يسمى محمود السبعاوي كان يساعد في عملية التطوير . ويرجع الخبير الامني طموح القاعدة في العراق بامتلاك اسلحة لها ضرر واسع وخاصة الكيمياوية ، بدأ منذ عام 2004 ، وان المقبور (الزرقاوي) اهتم بملف تطوير هذا النوع من الاسلحة في مزارع الطارمية .. هذا فيض في غيض حيث ان فواحش هذا التنظيم لا تعد ولا تحصى ، وانه ماض في اجرامه وايقاع مزيد من الضحايا ما دام متواجداً على الارض العراقية والسورية ، وسنعرض لجرائم اخرى في مقال قادم.