24 ديسمبر، 2024 4:53 م

لعل البعض يتصور الحياة في الاراضي والمدن التي تحتلها داعش بانها طبيعة هانئة . او هكذا يحاول ان يصور ذلك السياسيون الدواعش او الفضائيات التي تروج للدواعش وبعض مواقع التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية.

الا ان الحقيقة غير ذلك ، فقد نقل شهود عيان استطاعوا الفرار من المناطق التي تحتلها داعش ، المعاناة التي يعيشها الناس تحت سطوة التنظيم الاجرامي في كل من سورية والعراق ، فهناك جملة امور تتمثل باختلاف التعامل مع الارهابيين الاجانب الوافدين للقتال ، والمواطنين الواقعين تحت سلطة التنظيم ، كما ان التنظيم يجبر الاطفال على الدخول في مدارس ليتلقون التعاليم المتطرفة وحمل السلاح .

وكذلك تعليم الفتيات طبخ الطعام لتقديمه للعناصر الارهابية . سوى ان التغرير بالنساء الغربيات بالدعاية الرومانسية للزواج من العناصر الارهابية .. هذا اذا استثنينا الاساليب الوحشية في التعامل واحكام المحاكم الشرعية الباطلة وفرض الضرائب بحيث ان الفقراء يتضورون جوعا والذين يجبون الضرائب يحملون السياط لضرب من يمتنع عن دفعها.

هذه جملة امور نقلها لنا تقرير مفصل اعده الصحفي الامريكي كيفن سوليفان ونشرته صحفية الواشنطن بوست الواسعة الانتشار في الولايات المتحدة وخارجها . وقد صور التقرير كيف تبدو هذه الحياة وسط الرعب والخوف الذي تنشره عناصر داعش وسط الناس في مختلف قطاعات الحياة منها التعليم والاقتصاد والقطاع الصحي وبين النساء ، في حين يتمتع امراء التنظيم واصحاب النفوذ بمميزات ورعاية خاصة . واشار التقرير الى وحشية التنظيم وسوء ادارته للمناطق التي يسيطر عليها.

يقول كيفن في تصويره للحياة هناك: وصلت العربات البيض في وقت العشاء محملة بالوجبات الساخنة لعناصر التنظيم في مدينة هيت حيث يعمل فريق من النساء الاجنبيات اللائي انتقلن من اوربا لينضمن الى تنظيم داعش في مطابخ خاصة لاعداد الطعام وتسلم هذه الوجبات الى المنازل التي استولى عليها التنظيم من الناس الذين هربوا او قتلوا بحسب ما اشار الى ذلك قائمقام سابق في المدينة.

الذين تحدثوا الى الصحفي كيفن من داخل المناطق التي يسيطر عيلها التنظيم الارهابي تكبدوا عناء المخاطر الكبيرة ، قائلين ان المسلحين يفرضون رقابة مشددة على الوصول للأنترنت ووافقوا على الحديث من اجل ان يسردوا قصص حياتهم في داخل الخلافة المزعومة ..

وقال جميع من التقاهم كيفن انهم شاهدوا قطع رؤوس الضحايا ، وان على النساء ان يرتدين الحجاب بالكامل وعلى الطريقة الداعشية ، او يتعرضن للجلد اذا غادرن المنزل دون رجل من الاقارب.. وقد اغلقت المدراس ابوابها بشكل كامل واستولى عيها المسلحون ، سوى المدراس الدينية لاطفال العناصر الارهابية حيث يتلقون دروسا في التطرف الديني .. وقد جمعوا الشهادات الجامعية واحرقوها امام عامة الناس .

اما المستشفيات فتحجز عادة للارهابيين الاجانب ويعمل فيها كادر من الاطباء الذين جاؤا من مناطق بعيدة مثل بريطانيا وماليزيا. وقد اجبر السكان الاصليين على البحث عن العناية الطبية الرخيصة والضعيفة التجهيز التي استنفذت الادوية فيها ، ويعمل فيها ملاك طبي غير مدرب بشكل جيد ، اسس التنظيم نقاط تفتيش لمنع الناس من الهرب فغالبية الناس ينظرون الى ارهابيي داعش على انهم قوة احتلال غاشمة .

وقالت امراة تعمل مدرسة رياضيات وتعيش في الموصل ، مستقبلنا غامض ، وربما سيقتلنا التنظيم ، او اننا سنموت في الحرب ، او ربما بعدها فالحياة عبارة عن كابوس نعيشه كل يوم . فقد خلقت عصابات داعش مجتمعا وحشيا تكون الحياة اليومية فيه لاتطاق بين المحتل والمواطنين .. هذا جانب يسير من فواحش داعش في المدن العراقية والسورية المسيطر عليها .. كان الله في عون الناس على جرائم داعش الوحشية